مصر: مقتل «إرهابيين» شاركا في هجوم ضد أقباط الشهر الماضي

«داعش» يعترف بمقتل أحد عناصره في شمال سيناء

حضور أمني في الذكرى الأولى للهجوم على مسجد الروضة بالعريش الشهر الماضي (إ.ب.أ)
حضور أمني في الذكرى الأولى للهجوم على مسجد الروضة بالعريش الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

مصر: مقتل «إرهابيين» شاركا في هجوم ضد أقباط الشهر الماضي

حضور أمني في الذكرى الأولى للهجوم على مسجد الروضة بالعريش الشهر الماضي (إ.ب.أ)
حضور أمني في الذكرى الأولى للهجوم على مسجد الروضة بالعريش الشهر الماضي (إ.ب.أ)

في الوقت الذي أعلنت فيه «الداخلية المصرية» مقتل اثنين من «الإرهابيين» المنفذين لهجوم استهدف حافلة لمواطنين أقباط وأسفر عن سقوط 7 ضحايا قتلى الشهر الماضي، اعترف تنظيم داعش في شمال سيناء بمقتل أحد عناصره، وذلك للمرة الثانية في غضون شهرين.
وقالت الداخلية المصرية، أمس، إن اثنين من العناصر الإرهابية المنفذة لهجوم قرب دير الأنبا صموئيل (200 كيلومتر جنوب القاهرة) قتلا، أثناء حملة للشرطة لتعقب المتورطين بالحادث وكانوا يفرون بإحدى المناطق الجبلية بالعمق الصحراوي بطريق دشلوط - الفرافرة بأسيوط».
وتبنّى تنظيم داعش الاعتداء، الذي استهدف الحافلة التي كانت تقلّ مجموعة من الأقباط أثناء عودتهم من زيارة الدير، وسبق أن أعلن التنظيم نفسه مسؤوليته عن هجوم مماثل على حافلة أيضاً للأقباط على الطريق نفسها، في مايو (أيار) 2017، وأسفر حينها عن سقوط 28 قتيلاً.
وأوضحت «الداخلية»، أمس، أنها «داهمت تلك المنطقة (موقع اختباء المطلوبين) بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأسفر ذلك عن مقتل اثنين من العناصر الإرهابية المنفذة للحادث، وهما مكنيان (أبو مصعب، وأبو صهيب)، وعثر بحوزتهما على 3 بنادق آلية، وطبنجة، وكمية كبيرة من الطلقات مختلفة الأعيرة، ونظارة ميدان، وكمية من وسائل الإعاشة».
وأفادت بأنه «تم ضبط إحدى السيارات المستخدمة في الحادث الإرهابي، وهاتف جوال استولى عليه أحد العناصر الإرهابية من ضحايا الحادث»، وشرحت أن «نيابة أمن الدولة العليا تتولى التحقيق، فيما ستواصل أجهزة الأمن ملاحقة باقي العناصر الإرهابية الهاربة».
وسبق للداخلية المصرية، أن أعلنت بعد أيام من الهجوم مقتل 19 «إرهابياً» من المتورطين في الاعتداء.
إلى ذلك، أعلنت حسابات إلكترونية تابعة لتنظيم «داعش سيناء» مساء أول من أمس، مقتل أحد عناصره في سيناء، ويدعى «أبو مالك المصري»، وهو الإعلان الذي أكدته مصادر أمنية وقبلية بسيناء، مشيرة إلى أن «المصري هو من العناصر التكفيرية القادمة من محافظات الوادي المصرية لشبه جزيرة سيناء»، دون أن تعرف دوره الحقيقي في التنظيم.
ونشرت الحسابات الموالية لـ«داعش»، بياناً مقتضباً، تضمن صورة للقيادي، الذي وضعت فوقه عبارة «قوافل الشهداء»، دون مزيد من التفاصيل بشأن مكان أو زمان واقعة مقتله.
وقالت مصادر قبلية في سيناء لـ«الشرق الأوسط»، إنها ترجح أن مقتل المصري جاء ضمن عمليات نوعية نفذتها قوات مكافحة الإرهاب بسيناء في مناطق وسط سيناء.
وبحسب المصادر، التي رفضت الإفصاح عن اسمها لدواعٍ أمنية، فإن مناطق تابعة لمركز الحسنة في وسط سيناء، شهدت عمليات أمنية موسعة خلال الأيام الأخيرة، استهدفت عناصر تكفيرية فرت من مناطق الملاحقات بمناطق العريش والشيخ زويد وجنوب رفح واتخذت من مناطق جبلية مأوى لها.
وسبق وأعلنت الحسابات الإلكترونية التابعة لتنظيم «داعش سيناء» في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقتل أحد قياداته ويدعى «أبو حمزة المقدسي»، وسبقه في 23 يوليو (تموز) الإعلان عن مقتل «أبو جعفر المقدسي»، وهما من العناصر التكفيرية الفارة من قطاع غزة إلى سيناء.
وتشنّ قوات الجيش والشرطة عملية كبيرة في شمال سيناء ووسطها، منذ 9 فبراير (شباط) الماضي، لتطهير المنطقة من متشددين موالين لتنظيم داعش الإرهابي. وتُعرف العملية باسم «عملية المجابهة الشاملة» (سيناء 2018).
إلى ذلك نشر «اتحاد قبائل سيناء» (تجمع من أبناء القبائل المتعاونين مع قوات الجيش والشرطة في العمليات الأمنية في سيناء)، أمس، تصويراً يُظهر اعترافات شخص قال إنه من «العناصر التكفيرية ألقي القبض عليه لنقله إمدادات التموين للإرهابيين، وقال الرجل الذي بدا مكبلاً إنه جاء من منطقة أبو طبل جنوب مدينة العريش، وأرسله أحد عناصر ما سماه ولاية سيناء للحصول على إمدادات من منطقة رأس سدر بجنوب سيناء، مكرراً عبارة أنه كان يريد الفرار من الولاية وغيره آخرون يريدون الفرار، وكان يعتزم فور ابتعاده الاتصال بأحد أقاربه من الشيوخ الحكوميين لتسليمه لأجهزة الأمن.
وفى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، مقتل 12 «إرهابياً»، خلال عملية أمنية في محافظة شمال سيناء، وقالت «الداخلية»، في بيان أصدرته، إن «الإرهابيين لقوا حتفهم في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة، وذلك في ضربة أمنية مزدوجة، في مدينة العريش بشمال سيناء».


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.