ليبيا: تصاعد الخلاف بين مجلسي النواب والدولة حول الاستفتاء على الدستور

TT

ليبيا: تصاعد الخلاف بين مجلسي النواب والدولة حول الاستفتاء على الدستور

نأت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا بنفسها عن الجدل السياسي، المتصاعد بين أعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة، حول الاستفتاء الشعبي المقرر على الدستور الجديد للبلاد بحلول فبراير (شباط) المقبل.
والتزمت المفوضية الصمت حيال معارضة المجلس الأعلى للدولة إعلان رئيسها عماد السائح عن تحديد موعد للاستفتاء. لكن عبد الحكيم بلخير، عضو إدارة المفوضية، قال أمس إنها (المفوضية) بعيدة عن أي تجاذبات سياسية، وليست طرفا في النزاع بين مجلسي الدولة والنواب، مشيرا إلى ما وصفه بالدور التنفيذي للمفوضية، التي اعتبرها بعيدة عن أي صراع سياسي. وأضاف بلخير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات «ستمضي رغم ذلك في تنفيذ مراحل الانتخابات، وفق ما هو مفروض ما لم يتدخل القضاء».
وكان مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق (أقصى الشرق) مقرا له، قد أقر مؤخرا مشروع الاستفتاء على الدستور. لكن مجلس الدولة الموجود في العاصمة طرابلس عارضه علانية، وقال إنه لم يناقشه بعد تمهيدا للتصويت عليه قبل طرحه في استفتاء شعبي.
وقال عبد السلام نصية، رئيس لجنة الحوار التابعة لمجلس النواب، أمس، إن مشروع توحيد السلطة التنفيذية مشروع وطني بامتياز، لكنه لفت في المقابل إلى أن هناك ما وصفه بـ«انتهازية وأنانية شخصية وأجندات خارجية».
وتابع في تهديد مبطن عبر موقع «تويتر»: «مع ذلك سنستمر من أجل تحقيق هذا المشروع، ولدينا كثير من الخيارات لتحقيق ذلك، والوصول للانتخابات الرئاسية والبرلمانية لاستعادة الدولة الليبية».
إلى ذلك، وفي محاولة لاحتواء القلاقل الأمنية التي تشهدها مدينة بنغازي، ثاني كبريات المدن الليبية، أعلن الفريق عبد الرازق الناظوري، رئيس الأركان العامة للجيش الوطني، عقب اجتماعه مساء أول من أمس مع رئيس الغرفة الأمنية المركزية بنغازي الكبرى عن تعليمات بضرورة مباشرة كل إدارة بالأجهزة العسكرية لاختصاصها المنوط بها.
موضحا أن دور الغرفة سيقتصر على تنسيق الجهود الأمنية المبذولة، والإشراف عليها، ومعالجة مكمن القصور في العمل المنجز.
وحسب بيان لمكتبه، شدد الناظوري على ضرورة توحيد الجهود لتحفيز باقي الأجهزة الضبطية، لافتا إلى أن الحلول لا تكمن في الهروب من المشكلات، بل في مواجهتها، قبل أن يطالب الغرفة الأمنية بتقديم الدعم اللازم متى طلب منها ذلك.
كما أصدر الناظوري تعليمات للجهات لإدارة الاستخبارات العسكرية قصد تحديد الأجسام المستغلة للصفة العسكرية في أي أعمال، قد تعرض الأمن العام للخطر، وذلك تمهيدا لحصرها والتعامل معها.
من جهة أخرى، أغلق محتجون حقل الشرارة النفطي، بعد أن اتهم ما يعرف باسم «حراك غضب فزان» حكومة الوفاق الوطني بتجاهل مطالبه، في ظل الأزمات التي تعاني منها المنطقة.
وقال بشير الشيخ، أحد الناشطين في الحراك، إن المحتجين قاموا بإغلاق الحقل بتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، وعدد من الشخصيات والكيانات في الجنوب. واعتبر في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، أن التصعيد سيستمر في حالة عدم تنفيذ بعض المطالب قصد حماية الحدود، وبسط الأمن في الجنوب، بالإضافة إلى استئناف العمل في محطة أوباري، وتشغيل جميع مطارات الجنوب، مع توفير السيولة النقدية لمصارف قرى ومدن الجنوب.
ويطالب الحراك بتوفير فرص عمل لأبناء الجنوب في القطاع النفطي، وإعادة إعمار المناطق المتضررة بمدن الجنوب، واعتبار مدينة أوباري مدينه منكوبة.
ويعتبر حقل الشرارة أكبر حقل نفطي في ليبيا، لكنه يعاني من مشكلات أمنية متكررة في المنطقة المحيطة به، على الرغم من أن الإنتاج ظل مستقرا نسبيا في الشهور القليلة الماضية.
من جهة أخرى، قالت وزارة المالية بحكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، إنها نفذت الزيادة المقررة لرواتب العسكريين، وذلك حسب الكشوفات الواردة من وزارة الدفاع، مشيرة في بيان أمس، إلى أنه يجري العمل الآن على تحويل مرتبات العسكريين ضمن حوالات مرتبات القطاع العام عن شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. كما أوضحت أنها عملت على تنفيذ مرتبات ضباط الصف المؤجلة إحالتهم للتقاعد بالزيادة المُقررة لمُنتسبي الجيش الليبي، وصرف علاوة التمييز للدرجات من 1 إلى 9.
من جهته، كشف محمد الغصري، الناطق باسم قوات عملية «البنيان المرصوص» في مدينة سرت الساحلية، النقاب عن تشكيل عسكري جديد يعتزم الانضمام لقوات حكومة السراج. وقال الغصري في تصريحات لقناة «النبأ» التلفزيونية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، أول من أمس، إن القوة في انتظار قرار السراج باعتماد لواء عسكري جديد رسميا. لكنه لم يفصح عن موعد بدء عمله.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.