ترقب سياسي لنتائج حراك جنبلاط.. وعون يفضل إجراء الانتخابات النيابية

نائب بكتلة بري: لا قرار نهائيا بحتمية التمديد للبرلمان ويصفه بـ«أبغض الحلال»

وليد جنبلاط
وليد جنبلاط
TT

ترقب سياسي لنتائج حراك جنبلاط.. وعون يفضل إجراء الانتخابات النيابية

وليد جنبلاط
وليد جنبلاط

تنطلق اليوم عجلة الحراك السياسي في لبنان بعد إجازة عيد الفطر وإقفال الإدارات والمؤسسات العامة، منذ نهاية الأسبوع الماضي، في وقت تمحورت المواقف السياسية الصادرة في الأيام الثلاثة الأخيرة حول الحراك الذي يضطلع به رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في محاولة لإيجاد خرق في جدار الأزمة الرئاسية المستمرة في لبنان.
وشكلت زيارة جنبلاط الأخيرة إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله نهاية الأسبوع، محط أنظار القوى السياسية من حليفة وخصمه، فيما بات معروفا أن تحرك جنبلاط يأتي بتنسيق مع رئيس البرلمان نبيه بري وزعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. وفي حين تجمع غالبية القوى السياسية على وجوب مقاربة ملف الرئاسة من منظار جديد بعد أن بات واضحا أن وصول أي من المرشحين الخصمين، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون إلى سدة الرئاسة مستحيل، في ظل توازن القوى محليا وإقليميا.
وإلى جانب المساعي الحالية للإسراع بانتخاب رئيس، يبرز إلى الواجهة ملف الانتخابات النيابية، التي يفترض إنجازها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في وقت يبدو فيه أن غالبية القوى السياسية لا تستبعد خيار التمديد ما لم يتم تحقيق أي خرق رئاسي.
وفي سياق متصل، قال عضو كتلة رئيس البرلمان نبيه بري، النائب ياسين جابر أمس إنه «حتى الآن لا يوجد قرار نهائي بحتمية التمديد ولكن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة، حيث إن الأمور تتغير من يوم إلى يوم، فإن التمديد سيكون أبغض الحلال»، مضيفا في حديث إذاعي: «لكن إذا استحقت التواريخ المحددة وسمحت الظروف بإجراء الانتخابات فمن الأفضل إجراؤها».
وفي حين يجاهر تكتل النائب ميشال عون بمعارضته للتمديد، أوضح النائب الآن عون أن «التمديد لمجلس النواب ليس خيارا حتميا حتى الآن، وموقف التكتل من هذه المسألة معروف وهو ضد التمديد ومع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري».
وأشار عون، في حديث لوكالة «المركزية» الخاصة في لبنان، إلى أن «هناك نيات للتمديد ونحن سنتخذ الخطوات اللازمة تجاه هذا الأمر، ومن الطبيعي أن نبدي اعتراضنا على التمديد»، لافتا إلى «أننا سنحاول إقناع الأطراف الأخرى بأن إجراء الانتخابات رغم سيئات الوضع الحالي أفضل من عدمه». وتابع: «نحن مع إنجاز الاستحقاق الرئاسي أولا، لكن في حال لم ينجز سريعا علينا إتمام الاستحقاق النيابي أولا»، موضحا في الوقت ذاته أن حراك جنبلاط «لم يحدث حتى الآن أي خرق جدي على الصعيد الرئاسي».
وكان رئيس البرلمان نبيه بري حدد الثاني عشر من الشهر المقبل موعدا لجلسة عاشرة لانتخاب رئيس خلفا للرئيس الأسبق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 مايو (أيار) الماضي. وفي هذا الإطار، أمل النائب في كتلة القوات جوزف المعلوف أن يتم التوافق بين الأطراف لانتخاب الرئيس في الجلسة المقبلة، خصوصا وأن التواصل حاصل على أكثر من مستوى، لا سيما وراء الكواليس على أمل حل هذه الأزمة، فيكون 12 أغسطس (آب) يوما ميمونا.
ولم ينكر المعلوف، في حديث لوكالة «أخبار اليوم» الخاصة في لبنان، أن «التمديد لمجلس النواب مطروح على جدول أعمال جنبلاط، خصوصا وأنه لمح إلى الموضوع حين قال إن التمديد قد يكون الحل، كذلك رئيس مجلس النواب كان قد لمح إلى الأمر، وبالتالي قد يكون هناك قواسم مشتركة بين الرجلين حول هذا الموضوع». وأضاف: «كنا قد أعلنا موقفا واضحا برفض التمديد، أملا بالوصول إلى تسلسل زمني يتلاقى مع النقاط التي وضعها الرئيس سعد الحريري والتي وافقت عليها قيادات 14».
وشدد المعلوف على «ضرورة حصول الانتخابات الرئاسية قبل النيابية خصوصا وأنه يتبعها مترتبات دستورية قد يكون من الصعب إتمامها في حال كان الشغور في رئاسة الجمهورية مستمرا»، لافتا إلى أن «الفراغ يترك تساؤلات كثيرة حول الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة، بالإضافة إلى أن منح الثقة يتطلب وجود رئيس الجمهورية».
من ناحيته، أكد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار أن تيار المستقبل يحرص على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها على أن يسبقها انتخاب رئيس للجمهورية. وقال «من غير المعقول أن نذهب إلى تسهيل الطريق على من يتسبب بالفراغ على صعيد المؤسسات ومن يريد فعلا الانتخابات النيابية عليه أن يسهل الطريق أمام انتخاب رئيس الجمهورية، وإذا لم يحصل هذا الانتخاب فليتحمل التمديد، من يعرقل هذا الانتخاب».
واستبعد وزير الإعلام رمزي جريج «اتفاق المسيحيين الأفق القريب بشأن الرئاسة»، معتبرا أنه «بات واجبا على سائر القوى السياسية في لبنان من غير المسيحيين، أن يساهموا في انتخاب رئيس جمهورية جديد». وقال: «هم معنيون بانتخاب رئيس جمهورية، وإن كان رئيس الجمهورية يمثل الشرعية المسيحية عند انتخابه، إنما عندما يصبح رئيس جمهورية، يصبح رأس البلاد وعلى مسافة واحدة من الجميع».
وأشار، في حديث إذاعي، إلى أنه «يجب أن يسعى الجميع من تيار المستقبل إلى وليد جنبلاط إلى الرئيس بري إلى هدم هذا الجدار، وإلى محاولة التوصل إلى اتفاق حول رئيس جمهورية جديد، سواء كان من 14 أو 8، أو من الوسطيين».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.