أهالي بنغازي يتصدون لقوات تنظيم أنصار الشريعة وينزلون علم «القاعدة»

شكل المواطنون في مدينة بنغازي في شرق ليبيا جيشا عشوائيا لكبح جماح الجماعات الإسلامية المتطرفة بعد يوم واحد من سيطرتها على أكبر قاعدة عسكرية للجيش في المدينة، فيما أعلنت السلطات الليبية أن عمليات إطفاء الحريق المشتعل في «خزانات الوقود» بطريق مطار طرابلس الدولي مستمرة وتسير حسب المطلوب، في وقت اخترقت فيه الميليشيات المتناحرة من أجل السيطرة على مطار طرابلس، هدنة ثانية أعلنت أمس للسماح لرجال الإطفاء بمحاولة السيطرة على حريق ضخم في مستودع للوقود أصيب بصاروخ.
وقال سكان محليون ومصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن «مناطق كاملة في بنغازي التي تعد معقل الثوار، قد ثارت على قوات مجلس شورى الثوار التابع للجماعات السلامية»، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات في منطقتي بوهديمة وبوعطني بين قوات المتطرفين والمدنيين.
كما اشتبك مدنيون من حي بوهديمة في أطراف مدينة بنغازي مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي، حيث خرجت مظاهرات بالشوارع الرئيسة بالمدينة ترفض تنظيم أنصار الشريعة المتشدد، واقتحم متظاهرون مستشفى الجلاء الذي يسيطر عليه هذا التنظيم ويعد أكبر مستشفى للجراحة والحوادث بشرق ليبيا.
وأبلغ ناشطون سياسيون وإعلاميون بالمدينة «الشرق الأوسط» أن المتظاهرين سيطروا بالفعل مساء أمس على مستشفى الجلاء، وأنزلوا العلم الأسود الخاص بتنظيم القاعدة والذي يتخذه تنظيم أنصار الشريعة علما له أيضا من على المبنى.
كما تلقت «الشرق الأوسط» معلومات عن إحراق المتظاهرين لمنزل محمد الزهاوي زعيم تنظيم أنصار الشريعة في مدينة بنغازي والمصنف أميركيا ضمن التنظيمات الإرهابية. وكان مصدر في «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة إسلامية أعلن أن «المجلس استولى على المعسكر الرئيس للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وجرى الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات مهمة للجيش».
وأكد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المعسكر الرئيس للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلاثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي» ومن ضمنهم مجموعة أنصار الشريعة التي صنفتها واشنطن بين المنظمات الإرهابية.
ونشرت مجموعة أنصار الشريعة على صفحتها على موقع «فيسبوك» صورا لغنيمة حربها ظهرت فيها عشرات قطع السلاح وصناديق الذخائر.
بموازاة ذلك، أربك المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المشهد السياسي أكثر بعدما أعلن عن نقل جلسة مجلس النواب الأولى والمقرر عقدها يوم الاثنين المقبل من مدينة بنغازي إلى العاصمة طرابلس.
وقال نورى أبو سهمين رئيس البرلمان في بيان موجه إلى الأعضاء وبثه عبر موقعه الإلكتروني إنه «نظرا لتعذر انعقاد جلسة مجلس النواب الأولى في مدينة بنغازي نتيجة للأوضاع الأمنية الراهنة نفيدكم بأن انعقاد جلسة التسليم والاستلام ودعوة مجلس النواب للانعقاد ستكون في مدينة طرابلس يوم الاثنين».
إلى ذلك، قال أحمد الأمين الناطق الرسمي باسم الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني إن «الكثير من الوسطاء نجحوا في إقناع الميليشيات بالتوقف عن القتال على الأقل بصفة مؤقتة وأنهم يحاولون حثهم على التفاوض»، وأضاف أنه يأمل في موافقتهم على ذلك.
لكن سكانا في العاصمة طرابلس أكدوا في المقابل لـ«الشرق الأوسط» أنهم سمعوا دوى إطلاق نار بالأسلحة الثقيلة مساء أمس، ما يعد بمثابة خرق للهدنة التي تعد الثانية من نوعها التي يتم الإعلان عنها وتنهار خلال يومين فقط.
وقال مسؤول أمنى رفيع المستوى في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الساعة التاسعة من مساء أمس بالتوقيت المحلي كان القصف مستمرا بقذائف الهاون وصواريخ الجراد والراجمات في صلاح الدين وطريق المطار».
من جهة أخرى، نفت السلطات المحلية في مدينة سرت الساحلية ما وصفته بالأخبار المزيفة والكاذبة بشأن استخدام مطار سرت الدولي لطائرات محملة بالسلاح والإرهابيين هبطت في المطار.
وقال المجلس المحلي لسرت وإدارة مطار سرت الدولي وثوار سرت في بيان مشترك إن «هذه الأخبار مزيفة وعارية تماما على الصحة، وإن ما بثته إحدى القنوات المحلية يستهدف إشعال الفتنة بالمدينة التي تشهد هدوءا ووضعا طبيعيا ولا توجد بها أي مشكلات»، على حد تعبيره.
وأوضح البيان أن المطار يستقبل طائرات تابعة للشركات النفطية على متنها موظفي الشركات من الأجانب والليبيين للتزود بالوقود من مطار سرت الدولي نظرا لعدم وجود الوقود بمطارات أخرى، معتبرا مطار سرت لا علاقة له بتركيا ولا إرهابيين.