الجزائر تتكتم على أوضاع 96 لاجئاً سورياً وفلسطينياً

TT

الجزائر تتكتم على أوضاع 96 لاجئاً سورياً وفلسطينياً

قالت مصادر قريبة من الحكومة الجزائرية إن اللاجئين الأجانب الجاري احتجازهم منذ نحو شهر بجنوب البلاد، يصل عددهم إلى 96 شخصاً، هم 53 فلسطينياً و43 سورياً. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات تحرص على إبقاء وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بعيدة عن مركز الاحتجاز الذي خصص في وقت سابق مكاناً مؤقتاً لإيواء مهاجرين نيجريين تمهيداً لإعادتهم إلى بلدهم.
وذكرت المصادر أن تنظيمات حقوقية محلية، ومكاتب جمعيات دولية مهتمة بحقوق الإنسان معتمدة بالجزائر، حاولت الاقتراب من وزارتي الداخلية والخارجية، لمعرفة مصير المهاجرين اللاجئين، «غير أنها لم تجد من يجيبها عن انشغالاتها»، مشيرة إلى أن الجزائر «تتعامل بصمت مريب مع هذه القضية، ويعود ذلك إلى كونها لا تعرف كيف تحسم هذه القضية ذات الأبعاد الإنسانية والدولية». ولفتت المصادر إلى أن محاولات حقوقيين دخول مركز الاحتجاز باءت بالفشل لإحاطته بتعزيزات أمنية كبيرة، ولصعوبة الوصول إليه.
ويوجد من بين اللاجئين أطفال ونساء ومنشقون عن النظام السوري، أما المكان المخصص للمهاجرين السريين الذي يقيمون فيه، فقد أقامه الجيش العام الماضي لتجميع المهاجرين النيجريين الذين يدخلون الجزائر بطريقة غير شرعية. وتم الاتفاق مع حكومة بلادهم على أن يقضوا به فترة قصيرة تمهيداً لإعادتهم إلى الحدود ثم إلى مدنهم وقراهم.
ووصل اللاجئون الفلسطينيون والسوريون قبل أسابيع إلى الحدود الجزائرية - المالية، ضمن مجموعات تتكون الواحدة من 20 إلى 30 شخصاً، بحسب المصادر الحكومية التي نقلت عن شهادات بعضهم أنهم خرجوا من سوريا إلى الأردن ثم تركيا، وبعدها مصر، وبعضهم غادر إلى إثيوبيا فالسودان. وقد تنقلوا إلى مالي وغادروا عاصمتها إلى مدينتي غاو وكيدال القريبتين من الحدود الجزائرية. وبعدها دخلوا مدناً حدودية جزائرية معروفة بازدهار التجارة وتهريب شتى السلع الممنوعة، وأهمها تيمياوين وعين قزام الواقعتان على بعد 1900 كلم جنوب العاصمة.
وأضافت المصادر أن شبكات متخصصة في تهريب البشر، هي من أوصلتهم إلى الجزائر، وأن وجهتهم النهائية هي أوروبا. فالتخطيط كان أن يعبروا البحر المتوسط عن طريق سواحل الجزائر. وتابعت المصادر، نقلا عن لاجئين، أنهم دفعوا مبالغ كبيرة للتنقل إلى الجزائر، وأنهم تفادوا السفر عبر ليبيا بسبب النزاع الأهلي الذي يعيشه هذا البلد. وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات الجزائرية قررت في بداية الأزمة ترحيل اللاجئين إلى بلدانهم، لكنها تراجعت، لإدراكها أن ذلك سيجلب لها سخط المنظمات الحقوقية العالمية، بعد أن كانت تعرضت لانتقاداتها في قضية ترحيل آلاف اللاجئين من جنوب الصحراء، خلال العام الجاري.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت سابق، إن مجموعة اللاجئين السوريين في الجزائر، تضم 25 منشقاً عن قوات النظام أحدهم مصاب بالسرطان. وأشار إلى أنهم خرجوا من درعا بعد سيطرة النظام عليها وتنقلوا عبر أكثر من بلد قبل الوصول إلى الجزائر.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.