عند الحديث على حراك التطوع والخدمة المجتمعية، تقفز تجربة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي يضم مئات المتطوعين والمتطوعات على مدار السنة ممن يقضون عشرات آلاف من الساعات التطوعية، الذين احتفى المركز بعطائهم مساء أول من أمس في مقره بالظهران، ضمن فعاليات «يوم التطوع» الذي يأتي تزامناً مع ذكرى يومه العالمي الذي يصادف الخامس من ديسمبر (كانون الأول).
وشهدت قاعة «إثراء» حضوراً كبيراً تجاوز الـ300 شخص ممن حضروا جلسات المؤثرين والمهتمّين في ترك الأثر والعمل المجتمعي لمشاركة تجاربهم وخبراتهم سعياً منهم لنشر التجارب الناجحة وتوعية الحضور بالعمل التطوّعي والمجالات المتنوعة للتطوّع والخدمة المجتمعية، الذين أكدوا على حاجة الشباب إلى التفاعل والتجدد والبذل والعطاء. وضمت قائمة متحدثي منصات «أتطوع» التي قدمها الإعلامي محمد الموسى، الكاتبة لبنى الخميس، وعمر الجهني مؤسس شركة «نمو هب» للأعمال التطوعية، وخبير التطوع فراس الجراح، إلى جانب محمد العقيل، وهو ممثل السعودية في المجالات التطوعية.
وخطفت الشابة المتطوعة شريفة النعيمي الأضواء في كلمة تحدثت خلالها عن تجربتها مع التطوع، الذي أنقذها من ظروف قاسية مرت بها بداية من إصابتها بمرض السرطان ثم وفاة والدها وأخيها، ومرورها بأحداث صعبة كادت تدفعها إلى الانتحار، بحسب وصفها. قائلة: «عندما تطوعت في (إثراء) عادت لي الرغبة للحياة»، مؤكدة أن التطوع بمثابة طوق نجاة لمواجهة صعوبات الحياة، وهي كلمة أثرت في الحضور الذين صفقوا لشريفة بحرارة، معبرين عن إعجابهم بقوتها وعزيمتها.
من ناحيته، أكد علي المطيري، مدير مركز «إثراء»، على سعي المركز لأن يكون منصة رائدة للعمل التطوعي، وذلك خلال كلمته بمناسبة هذه الاحتفالية، قائلاً: «بعد أن أصبح منصة رائدة للعمل الثقافي، من خلال مبادرة المركز التطوعية، التي تتواءم مع (رؤية المملكة 2030) لقيم العطاء والتراحم، يسعى المركز للوصول إلى 400 ألف ساعة تطوعية خلال عام 2020».
ويضيف المطيري: «يعتمد المركز يوم الخامس من ديسمبر (كانون الأول) في كل عام للاحتفال باليوم العالمي للتطوع، الذي يُعد موعداً نشكر به أعلاماً ورموزاً وشخصيات من المتطوعين، الذين أمضوا وقتهم في خدمة مجتمعهم، وبذلوا جهدهم في نشر ثقافة التطوع والعمل الخيري، الذي يرتبط ارتباطا وثيقاً بكل معاني الخير والعطاء وتحقيق أهدافنا المنشودة وتأكيد دورنا الإنساني البارز والرائد».
وشملت فعاليات «يوم التطوع» مجموعة من ورش العمل التي يقدمها مختصون في المهارات الحياتية وإدارة المشاريع التطوعية، التي تستهدف الشباب وقادة المشاريع التطوعية، من أبرزها ورشة «إدارة المشاريع التطوعية» و«خارطة طريق التطوّع»، وورشة «العمل الجماعي والتواصل» و«القيادة في العمل التطوعي»، علماً بأن مركز (إثراء) يوفر فرصاً تطوعيةً بوصفه العمل الأساسي للمواطنة، إذ تصل نسبة المتطوعين في المناسبات التي نظمّها المركز إلى نحو 30 في المائة، من خلال توفير أنشطة تطوعية مستدامة تلبّي احتياجات برامج ومبادرات المركز.
يضاف لذلك تضمُّن اليوم العالمي للتطوّع في «إثراء» وبالتنسيق مع وزارة التعليم، تقديم برامج متنوّعة لتوعية الطلاب والطالبات حول المهارات التطوعية من مختصّين في مجال العمل التطوّعي، منها ورشة عمل التطوع قيادة التي تُقدم ضمن برنامج الزيارات المدرسية في «إثراء» وتستهدف أكثر من 180 طالب وطالبة، ومحاضرة إثرائية عن التطوع تستهدف أكثر من 900 طالب وطالبة.
ومن الجدير بالذكر أن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) يهدف إلى تحسين الحياة الثقافية في المجتمع، والجمع بين المعرفة والإبداع، ليصبح وجهةً ثقافيةً متعددة الأبعاد، تهدف إلى إلهام وتحفيز روّادها في مختلف المجالات، إذ إن أقسام البرامج تم تصميمها لإثراء المحتوى المحلي ودعم المواهب الوطنية وتوفير الفرص لجميع شرائح المجتمع ومختلف الفئات العمرية، بما يتوافق مع «رؤية المملكة 2030».
7:57 دقيقة
التطوع صناعة وثقافة... في «إثراء» الظهران
https://aawsat.com/home/article/1495306/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B9-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%A5%D8%AB%D8%B1%D8%A7%D8%A1%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86
التطوع صناعة وثقافة... في «إثراء» الظهران
مركز الملك عبد العزيز العالمي يسعى للوصول إلى 400 ألف ساعة تطوعية
- الدمام: إيمان الخطاف
- الدمام: إيمان الخطاف
التطوع صناعة وثقافة... في «إثراء» الظهران
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة