بعد خمسة أيام من إنقاذها بمعجزة ربانية، ما زالت الرضيعة شيماء تنام في حضانة للخدج، في مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، وتتلقى رعاية خاصة بعد أن نجح الأطباء بانتشالها حية من جثة والدتها التي قتلت فجر الجمعة الماضية بصواريخ إسرائيلية دمرت منزلها الواقع شمال منطقة دير البلح جنوب قطاع غزة وحولته إلى ركام.
وترقد الحاجة ميرفت قنن، وهي والدة شيماء الأم التي قتلت في بيت زوجها إبراهيم الشيخ علي، إلى جانب حفيدتها الصغيرة التي سمتها الجدة شيماء أيضا، تيمنا بوالدتها التي «كانت تعد الأيام بالثواني والدقائق من أجل أن تصل للحظة التي ترى فيها طفلها الأول بعد أن طال الانتظار».
وتقول الحاجة قنن إن ابنتها، التي دخلت منذ عام في عقدها الثاني من العمر، استشهدت بعد أن أطلق الجيش قذيفة دمرت المنزل على رأس من فيه». وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ابنتها كانت تحدثت معها قبل ساعة فقط من مقتلها وقد أبدت مخاوفها من أن تتعرض للخطر بسبب القصف الذي كان يطال محيط المنطقة».
وروت قنن، 43 سنة، كيف كانت ابنتها سعيدة جدا بطفلها الأول الذي كان سيبصر النور بوجودها. وأضافت: «رحلت شيماء وجاءت شيماء أخرى، رحلت الأم ولم تر طفلتها التي انتظرتها طويلا وهي تحلم بأن يكون الطفل ذكرا لكنه قدر السماء أن ترحل شيماء الأم وتأتي إلى الدنيا شيماء الصغيرة».
ولم تعرف الوالدة قنن عن وضع ابنتها إلا من خلال متابعة الإذاعات التي نقلت أسماء القتلى والمصابين في منطقة دير البلح، فهرعت نحو المستشفى على أمل أن تجد ابنتها حية، فوجدت الأطباء يحاولون استخراج شيماء الصغيرة من شيماء الكبيرة. وتساءلت الحاجة قنن: «ماذا فعلت ابنتي وطفلتها ليقصفوا المنزل فوق رؤوسهم، هل هم أطلقوا الصواريخ على إسرائيل.. حسبي الله ونعم الوكيل».
وكان مسعفون انتبهوا إلى حركة داخل بطن جثة شيماء عندما انتشلوها فأبلغوا الأطباء بذلك.
وقال أطباء بمستشفى الأقصى في غزة حيث أجريت العملية إنه عندما أحضرت الوالدة القتيلة إلى المستشفى وكانت حاملا، فحصوا الجنين وتبين لهم أنه ما زال يتنفس، فأجروا على الفور عملية قيصرية.
وأوضح الأطباء، الذين يحرصون على تفقد شيماء يوميا، أن حالة المولودة كانت حرجة حيث خرجت تعاني من نقص الأكسجين، وأنهم يأملون بأن تتحسن حالتها مع الأيام.
ووصف الطبيب فادي الخرطي، الذي أخرج شيماء إلى الحياة، ما حدث بمعجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وتأمل الحاجة قنن في أن تبقى طفلة ابنتها على قيد الحياة وأن تتخطى الخطر الصحي الذي يتهدد حياتها، مشيرة إلى أن الرضيعة شيماء تتنفس عبر جهاز خاص للأكسجين كما تزود بالغذاء عبر المحاليل الطبية التي تحتاجها على الدوام. ونقلت عن الأطباء أن حالتها الصحية مستقرة نسبيا، وأنه يجب أن تبقى في العناية المركزة في الحضانة لأسابيع أخرى على الأقل وذلك لحاجتها للتنفس الصناعي حتى تستطيع التنفس بشكل طبيعي خلال الفترة المقبلة.
وقالت قنن «سأربيها كما ربيت أمها من قبل، ستكون ابنتي الجديدة التي سأحميها بروحي وأقدم لها كل ما كانت تحلم أمها فيه من أجل تقديمه لها، ستذكرني بأمها على الدوام التي كبرت وكبرت وكبرت حتى تزوجت ورأيتها عروسا ثم سبقتني إلى الموت». وأضافت: «آمل أن أزوجها وأن أرى أبناءها وأن تنعم بتربيتهم بخلاف ما حدث مع ابنتي.. آمل أن الله سيعوضني بشيماء عن شيماء».
جدة الرضيعة التي أخرجت من جثمان والدتها: الله عوضني بشيماء عن شيماء
قالت لـ {الشرق الأوسط} إنها ستكون ابنتها الجديدة
جدة الرضيعة التي أخرجت من جثمان والدتها: الله عوضني بشيماء عن شيماء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة