غموض حول مصير ناقلة النفط الكردي قبالة سواحل تكساس

قضاء الولاية الأميركية يتراجع عن أمر بمصادرة حمولتها.. وأربيل ترفع دعوى مضادة

آشتي هورامي
آشتي هورامي
TT

غموض حول مصير ناقلة النفط الكردي قبالة سواحل تكساس

آشتي هورامي
آشتي هورامي

هددت حكومة إقليم كردستان أمس برفع دعاوى قضائية على الحكومة المركزية في بغداد ردا على الدعوى القضائية التي رفعتها الأخيرة في محكمة بولاية تكساس تطالب فيها بمصادرة ناقلة نفط تحمل مليون برميل من نفط إقليم كردستان.
وبينما أصدرت المحكمة حكما لصالح حكومة بغداد، فإنها عادت لتعلن أمس أن الناقلة «يونايتد كالفيترا» ترسو خارج حدود صلاحيتها.
وقال آشتي هورامي، وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، في توضيح نشر على الموقع الرسمي للوزارة: «إن فريق المحامين العائدين لحكومة الإقليم، بعثوا برسالة إلى محكمة تكساس لتوضيح ادعاءات الحكومة العراقية التي سجلت دعوى لدى تلك المحكمة تطالب فيها بمصادرة النفط الخام الذي جرى إنتاجه وتصديره بشكل قانوني وبحسب الدستور والقوانين العراقية من قبل حكومة إقليم كردستان».
وكشف هورامي عن أن «الرسالة تتضمن ردودا شديدة على ادعاءات الحكومة العراقية»، مهددا في الوقت ذاته برفع دعاوى قضائية أخرى ضد الحكومة الاتحادية. وتابع وزير الثروات أن «بغداد تسعى في المحاكم الدولية والمحكمة الاتحادية للحصول على ما لم يمنحها لها الدستور العراقي»، مؤكدا في الوقت ذاته أن الحكومة العراقية، لن تنجح في الدعوى المقامة، لأن نفط الإقليم يجري إنتاجه وتحميله وتصديره وفق القانون ووفق حقوق حكومة إقليم كردستان في الدستور العراقي».
وتؤكد حكومة كردستان في الخطاب أيضا أن بغداد تتقاعس عن الوفاء بالتزاماتها في كردستان، وهو ما يزيد احتياج الإقليم لتصدير النفط في وقت يكافح فيه تدفق أكثر من مليون لاجئ في الشهور الأخيرة نتيجة هجمات مقاتلي «داعش».
بدوره، قال دلشاد شعبان، نائب رئيس لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان كردستان، لـ««الشرق الأوسط»: «لم تستطع محكمة ولاية تكساس حتى الآن مصادرة ناقلة نفط الإقليم، لأنها ليست في المياه الخاضعة لسلطة هذه الولاية، وهذا ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية».
وكشف شعبان عن أن دعوى مضادة رفعت ضد دعوى الشركة التي تمثل الحكومة العراقية في المحكمة نفسه بتكساس.
ويرى شعبان أن هذه الدعوى القضائية «ستكون كسابقاتها في صالح إقليم كردستان، لأن هذه القضية سيسويها القضاء الأميركي على أساس الدستور العراقي، لأن العراق لا يملك حتى الآن قانونا للنفط والغاز، في حين أن الإقليم يملك هذا القانون منذ سبع سنوات، لذا سيجري الاعتماد على الدستور، وبنود الدستور العراقي كافة تعطي الحق لإقليم كردستان في بيع نفطه».
وكانت قاضية أميركية في ولاية تكساس أصدرت أول من أمس حكما، بطلب من الحكومة العراقية، بمصادرة حمولة الناقلة، لكنها عادت في وقت لاحق لتعلن أن محكمتها «ليس لها سلطة قانونية» على الناقلة لأنها ترسو على مبعدة 60 ميلا من الشاطئ الأميركي، وهو ما يعني أن الأمر الذي أصدرته في وقت سابق لمصادرة الشحنة، البالغ قيمتها 100 مليون دولار، لا يمكن إنفاذه في الوقت الحالي.
وأوضحت القاضية الاتحادية نانسي كيه. جونسون أن النزاع بين الحكومة العراقية المركزية وحكومة إقليم كردستان ينبغي تسويته في العراق.
إلا أن متحدثا أميركيا قال إنه إذا أنزلت الناقلة حمولتها من النفط الخام في سفن أصغر حجما لتدخل المياه الأميركية، فإن السلطات ستنفذ أمرا أصدره قاض فيدرالي بمصادرة الشحنة.
وقال المتحدث باسم سلطات تطبيق القانون الأميركية ديف أوني لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم ننفذ الحكم بعد.
وفي الوقت الحالي، فإننا نراقب الوضع».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.