حفتر يبحث مع كونتي في روما مرحلة ما بعد «بـاليرمو»

عجلة الانتخابات الليبية «تدور بحذر»... وقبائل التبو والأمازيغ ترفض مشروع الدستور

المشير خليفة حفتر مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي (إ.ب.أ)
المشير خليفة حفتر مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي (إ.ب.أ)
TT

حفتر يبحث مع كونتي في روما مرحلة ما بعد «بـاليرمو»

المشير خليفة حفتر مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي (إ.ب.أ)
المشير خليفة حفتر مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي (إ.ب.أ)

وسط تحذير الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، من «التلاعب بالمفردات»، قالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أمس، إن موعد الإعلان عن بدء عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الليبي الدائم سيكون في النصف الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، فيما التقى حفتر في روما رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في زيارة هي الثانية من نوعها منذ اجتماع باليرمو.
ووضع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، شروطاً عدة قبل الاقتراع على الدستور، وقال في مؤتمر صحافي، أمس، من العاصمة الليبية طرابلس، إن موعد الإعلان عن بدء عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد سيكون في النصف الأول من يناير المقبل، على أن يكون الاقتراع نهاية فبراير (شباط).
وأضاف أن المفوضية تسلمت قانون الاستفتاء على الدستور في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من البرلمان، لافتاً إلى أنه (القانون) تناول المواد والنصوص والأحكام، التي بناء عليها سوف تتم عملية الاستفتاء.
وأشار السايح إلى أن «المفوضية كانت قد بدأت تحضيراتها من قبل تسلم القانون وتواصل استعداداتها لإجراء الاستفتاء عليه»، غير أنه رأى أن القانون «احتوى عدة نقاط قوة، وأخرى يعتريها الضعف».
وشدد على أن «المفوضية لن تتخذ أي إجراء باتجاه الاستفتاء إلا بعد تأمين مقارها، وأن المفوضية لن تخطو خطوة واحدة ما لم يتم تأمين عملية الاستفتاء»، وأن «الترتيبات الأمنية هي الشرط الأساسي لتنظيم الاستفتاء على الدستور». واستكمل السايح: «خاطبنا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، بتخصيص 40 مليون دينار لتنفيذ العملية، وأنه ينتظر موقف المجلس الأعلى للقضاء»، مستدركاً: «هذا لا يعني أننا لن نذهب في اتجاه التنفيذ، خصوصاً بعد أن حسم مجلس النواب أمره من القانون ووضعه على طاولة المفوضية».
ولم تتوافق كل المكونات الاجتماعية في ليبيا، على مشروع الدستور الجديد، إذ أعلن ممثلون عن قبائل التبو والمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا رفضهم له، معتبرينه «إقصائياً». وفيما قالت تلك الفصائل في بيان، مساء أول من أمس، «إنهم لن يعترفوا بهذا القانون، الذي رأوا أنه «يخص المكون العربي فقط»، رأى الدكتور إبراهيم مصباح الهادي، عضو مجلس النواب، في حديث إلى «الشرق الأوسط» أمس، أنه «من حق المواطنين الاعتراض على الدستور»، لكنه أضاف: «المطلوب موافقة الثلثين على الدستور، وإذا رفضته فئة فلن يحدث شيء، هذه هي الديمقراطية، والدستور ليس كتاباً منزلاً من السماء».
وذهب الهادي، النائب عن مدينة سبها، إلى أنه «ليست هناك مشاكل في الأوضاع الأمنية في البلاد، بما في ذلك العاصمة طرابلس»، متابعاً: «من يرى خلايا نائمة يبلغ عنها». وتضامن الهادي مع مطلب السايح، حول ضرورة توفير الدعم اللازم لإجراء الاستفتاء، وقال هذه العملية تحتاج إلى دعم لوجيستي.
في شأن آخر، قالت الحكومة الإيطالية، إن رئيس مجلس الوزراء جوزيبي كونتي اجتمع في مقر الحكومة، قصر كيجي، بـ(الجنرال) خليفة حفتر.
وأضافت في بيان مقتضب، نقلته وكالة «أكي»، أمس، أن محور المحادثات متابعة مؤتمر باليرمو عن ليبيا، الذي انعقد في صقلية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى جانب دعم المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة.
وذهبت الحكومة إلى أن هذا الدعم يعد «جزءاً من عملية إحلال الاستقرار في البلاد».
وتأتي زيارة حفتر، التي بدأت أول من أمس، ولم يُعلن عنها رسمياً، بعد ثلاثة أسابيع من القمة المصغرة، التي شارك فيها حفتر على هامش مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وجددت المؤسسة العسكرية الليبية، انحيازها للشعب الليبي، وموافقتها على إجراء انتخابات رئاسية في البلاد، وقال المسماري، «نحن مع المؤتمر الجامع في بداية يناير (كانون الثاني) المقبل، بسبب وجود وعاء زمني أو جدول زمني وهو تطور جيد وإيجابي».
وأضاف «تم تحويل المؤتمر الجامع، إلى ملتقى جامع ليتم التلاعب في مخرجاته»، محذراً «لن نسمح بالتلاعب في تغيير المفردات»، لافتاً إلى أن «توافق البرلمان والمجلس الأعلى للدولة بخصوص قانون الاستفتاء وتشكيلة المجلس الرئاسي الجديدة برئيس ونائبين سيطيل عمر الأزمة في البلاد... هذا أمر خطير جداً». وتطرق المسماري إلى عودة الاعتقالات في المنطقة الغربية، كما لفت إلى أنهم «يترقبون عن بعد كل التحركات السياسية في ليبيا»، مكرراً «نعلن بأننا مع المؤتمر الجامع في يناير».
إلى ذلك، افتتح رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، أمس، محكمة القبة الابتدائية، بحضور المستشار محمد الحافي رئيس مجلس القضاء الأعلى.
وقال فتحي المريمي المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب، في بيان، أمس، إن عقيلة عقد اجتماعاً على هامش الافتتاح تناول عدداً من الموضوعات المتعلقة بعمل القضاء والمحاكم والنيابات في أنحاء ليبيا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.