نواب عرب في الكنيست يطالبون ألمانيا بمعاقبة إسرائيل على قانون «القومية اليهودية»

TT

نواب عرب في الكنيست يطالبون ألمانيا بمعاقبة إسرائيل على قانون «القومية اليهودية»

التقى عدد من النواب العرب الأعضاء في «القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وفداً برلمانياً ألمانياً عن حزب اليسار «دي لينكي»، ضم تسعة أعضاء في المجلس التشريعي الاتحادي (البوندستاغ)، ودعوهم إلى المساهمة في الضغوط الدولية على حكومة بنيامين نتنياهو لإلغاء قانون «القومية اليهودية» العنصري ومعاقبتها بإلغاء صفقات السلاح معها.
وشارك في اللقاء الذي جرى في مقر الكنيست في القدس الغربية كل من د. جمال زحالقة ومسعود غنايم وجمعة الزبارقة، الذين شرحوا «قانون القومية» وتكلموا عن أخطاره وتداعياته وسياسة التمييز العنصري التي دفعت إليه، ثم تكلموا عن الجمود في عملية السلام والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة جمال زحالقة في كلمته إن «قانون القومية» لا يمنح الشرعية لما كان ولما هو قائم من تمييز عنصري فحسب، بل يفتح الباب لتصعيد خطير في المواقف والممارسات العنصرية. واستعرض عددا من الممارسات العنصرية التي تتم منذ إقرار القانون في الصيف الماضي، وأبرزها ما حدث في بلدية مدينة العفولة، التي أقام رئيسها وأعضاؤها طقوسا، أقسموا فيها على «المحافظة على الطابع اليهودي للمدينة وإغلاق الحديقة العامة أيام السبت لمن ليسوا من سكّانها». وقال إن «هذا السلوك الفاشي العنصري لم يأت من فراغ بل هو تطبيق لـ(قانون القومية) من الدولة إلى المدينة، وهذا مؤشر خطير لما هو آت».
وتوجه زحالقة إلى البرلمانيين الألمان، وقال: «أعتقد أولاً أنه يجب العمل على حظر شامل لبيع الأسلحة الألمانية في الشرق الأوسط، إذ لا أحد في المنطقة يستخدمها للدفاع عن النفس». وتساءل: «كيف يكون هناك ملف رشوة ضخم في صفقة بيع الغوّاصات الألمانية لإسرائيل ولا يوجد طرف ألماني شريك فيه؟ عليكم أن تسألوا من دفع الرشوة في ألمانيا لتمرير الصفقة؟ وبناء عليه، هناك أساس قانوني متين لإلغاء هذه الصفقة بسبب الفساد علاوة على خطورتها في منح قوّة عسكرية إضافية للطرف المعتدي».
وقال النائب مسعود غنايم إن «حكومة نتنياهو هي أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً وعنصرية، وهو شخصياً يقود الحملة العنصرية المنفلتة على العرب». وأضاف أن «الحكومة الإسرائيلية أغلقت الباب أمام أي حل سياسي مع الفلسطينيين وحتى أمام أي مفاوضات لها معنى، وهذا يتطلب جهداً أوروبياً أكبر في ظل سياسات ترمب الداعمة بلا حساب لإسرائيل وتحديداً لليمين المتطرف الحاكم فيها».
وأما النائب جمعة الزبارقة، فقال إن «قانون القومية» يقوّض مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وركز بشكل خاص على البند السابع في القانون الذي ينص على أن الاستيطان اليهودي هو قيمة قومية وعلى الدولة أن تشجّعه وتدعمه وترعاه، وقال إن ذلك يعني فتح الباب، دستورياً، لإعطاء أفضلية لليهود في البناء والإسكان والتخطيط والتطوير، والتمييز ضد العرب في هذه المجالات. وأضاف الزبارقة أن «قانون القومية» يضعف أي ضوابط للتصدي للتشريعات العنصرية، بل يساهم في إنتاجها، وآخرها كان «قانون الولاء في الثقافة»، بطابعه الفاشي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.