شاشة الناقد

من «أرامل»
من «أرامل»
TT

شاشة الناقد

من «أرامل»
من «أرامل»

- Widows
- إخراج: ستيف ماكوين
- تمثيل: فيولا ديفيز، ميشيل رودريغيز، بايلي وولترز، ليام نيسون، كولين فارل
- أكشن | الولايات المتحدة (2018)
- تقييم: جيد
جل ما يحدث في أفلام الأكشن البوليسية هذه الأيام لا يمكن أن يُقبل واقعاً. ليس أن السينما عليها أن تكون واقعية، بل على الأقل أن تسوق منطقاً واقعياً يمنح الخيال بعض روابطه بما يمكن أو لا يمكن حدوثه.
في «أرامل»، الفيلم الجديد للمخرج البريطاني ستيف ماكوين، نجد 4 نساء يقررن القيام بالسرقة الكبرى. 3 منهن مات أزواجهن في عملية سرقة اعترضها البوليس بقوّة... أحاط بهم ونسفهم بقنابله الحارقة من دون تحذير. طارت سيارتهم في الأجواء وانفجر المكان بأسره. هذا وحده قد «يسري» الإثارة في أطراف المشاهد، لكنه ليس واقعياً تماماً. كذلك ليس واقعياً أن تقوم زوجات 3 من الرجال الضحايا، فيرونيكا (فيولا ديفيز) وليندا (ميشيل رودريغيز) وأليس (إليزابيث دبيكي) بالتقرير أن الوقت ملائم للقيام بسرقة أكبر لإنقاذ أوضاعهن المتردية بصفتهن أرامل، خصوصا أن زوج الأولى هاري (ليام نيسون) عليه مليونا دولار (فقط لا غير) ديناً لرئيس عصابة، وهذا يهدد فيرونيكا لسداده خلال شهر واحد.
طبعاً سيساعد الفريق (الذي تنضم إليه الفتاة بيلي (سينثيا إريفو قائدة لسيارة الهروب) أن فيرونيكا تجد، بين ما احتفظ به زوجها من أوراق، خطة مفصلة لسرقته المقبلة. هذا وحده ينجز 50 في المائة من المهمّة، لكن الـ50 في المائة الأخرى هي التي تبدو مثل «كذبة أبريل» لأن النساء لا يملكن أي تجربة سابقة تخولهن الإقدام على مثل هذه العملية الخطرة حتى على المحترفين.
هذا هو الفيلم الأول للمخرج ستيف ماكوين منذ أن قدّم، قبل نحو 5 سنوات «12 سنة عبداً». وهو اختار الحكاية من مسلسل تلفزيوني بريطاني عرض في الثمانينات ونقل أحداثه إلى شيكاغو (ولو أن ملامح المدينة تبقى شكلية). وهو مخرج مُقحم عادة يعرف كيف يمسك بالمشاهد ويقوده إلى حيث يريد؛ بل والهيمنة عليه بإخراج يشبه الضرب بالمطارق. المونتاج سبيله الفعال لذلك؛ إذ يمكنه من الانتقال من مشهد لآخر على نحو يلغي أي حياة بين أي مشهدين. هذا يتبدى من اللقطة الأولى؛ حيث نرى الزوج هاري يقبّل زوجته بنهم ويقطع المخرج من القبلة إلى مشهد المطاردة الممارسة بالنهم ذاته. باقي الفيلم يسير على عدة مستويات معاً بالإضافة إلى مشاهد فلاشباك.
في هذه الناحية هناك إثارة مضمونة وتنفيذ فني - تقني مشهود وتوليف مشاهد و«مفادات» جيدة بعضها اجتماعي الملامح، لكن أسلوب المخرج يشبه آلة طحن تمنعك من التجاوب ضمنياً مع شخصيات الفيلم وأهم طروحاته.

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يركز على ترميم «الكلاسيكيات» والعروض «القوية»

يوميات الشرق وزير الثقافة ورئيس المهرجان يكرمان الفنان خالد النبوي في افتتاح «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يركز على ترميم «الكلاسيكيات» والعروض «القوية»

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 والمستمرة حتى 21 نوفمبر الجاري، على برنامج أفلام قوي يضم 150 فيلماً من 55 دولة.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما السينما الإيرانية تنتشر في مهرجانات 2025

السينما الإيرانية تنتشر في مهرجانات 2025

في العام الحالي، وحتى الآن، عُرض ما لا يقل عن 30 فيلماً إيرانياً في نحو 8 مهرجانات عالمية، من بينها 15 فيلماً إيراني الإنتاج فعلياً.

محمد رُضا (لندن)
سينما شاشة الناقد: فيلمان يضيئان عروض مهرجان القاهرة

شاشة الناقد: فيلمان يضيئان عروض مهرجان القاهرة

الحكاية نفسها مشوّقة، وكان يمكن لها أن تأتي في سياق بوليسي حول جريمة قتل لم تقنع المحقق الذي سيعيد فتح القضية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق سينتيا زافين تُصغي إلى ذاكرتها قبل أن تتحدَّث (الشرق الأوسط)

موسيقى الأفلام بين استقلالها عن الصورة وذوبانها فيها

اللقاء كان واحداً من أبرز محطّات أسبوع «مهرجان بيروت لأفلام الفنّ»، من تنظيم أليس مغبغب...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)

تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في الرياض

دشَّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ويوسف البنيان وزير التعليم، أكاديمية آفاق للفنون والثقافة، بالتزامن مع ختام «مسابقة المهارات الثقافية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السينما الإيرانية تنتشر في مهرجانات 2025

من «ابنة نوح» (مادكاتو بيكتشرز)
من «ابنة نوح» (مادكاتو بيكتشرز)
TT

السينما الإيرانية تنتشر في مهرجانات 2025

من «ابنة نوح» (مادكاتو بيكتشرز)
من «ابنة نوح» (مادكاتو بيكتشرز)

في العام الحالي، وحتى الآن، عُرض ما لا يقل عن 30 فيلماً إيرانياً في نحو 8 مهرجانات عالمية، من بينها 15 فيلماً إيراني الإنتاج فعلياً، في حين حمل الباقي اسم إيران كدولة، لكن التمويل الفعلي، وبالتالي جهات الإنتاج، حمل أسماء دول غربية. هذه أفلام تتحدث الفارسية، وشخصياتها إيرانية، وتبحث في شؤون الداخل (مسائل انتقادية) والخارج (مهاجرون في الغرب يرنون إلى التواصل مع أقارب لهم في الداخل).

لو استبعدنا، إلى حين، الأفلام التي أُنتجت في الخارج من دون مشاركة إيرانية باستثناء مخرجيها، فإن العدد المسجل للأفلام الإيرانية المحلية التي أُنتجت في السنوات الخمس الماضية يتراوح بين 180 و210 أفلام في السنة. لا يوجد بعد تعداد دقيق لما أُنتج في العام الحالي، لكن مع الوضع الاقتصادي والأمني لهذا العام، من المحتمل أن يُنتج عدد أقل من الأفلام مقارنة بالأعوام السابقة. لا تتوفر مراجع مؤكدة، ولكن الرقم قد لا يزيد عن 150 فيلماً روائياً وتسجيلياً طويلاً.

«بذرة التين المقدّسة» (فيلم بوتيك)

دلالات

لا يزال هذا رقماً جيداً بالنسبة لدول الجوار الإيراني وحتى بالنسبة للعمق الآسيوي وبعض الدول الأوروبية أيضاً. على سبيل المثال، فإن معدل الأفلام المنتجة في تركيا منذ سنوات لا يزيد عن 70 فيلماً في السنة (وفي بعض السنوات القليلة الماضية بلغ نحو نصف هذا العدد). دول البلقان وسينمات وسط آسيا غالباً ما تكتفي بعشرة أفلام أو أكثر قليلاً لكل دولة.

ازدياد عرض الأفلام الإيرانية في المهرجانات الدولية يحمل دلالات عدة، يشكل فيها الطموح الفردي والحكومي جزءاً مهماً منها. فالفيلم المَرْضي عنه يحمل دعاية مناوئة لما تحققه الأفلام المنتسبة إلى إيران والتي يحققها سينمائيون مهاجرون في الغرب، حتى وإن لم يطرح أي وجهة نقدية. لكن الدلالة الأبرز هي استعداد المهرجانات الدولية لاستقبال الأفلام الإيرانية المنتجة داخل البلاد، أي تلك المتمتعة بموافقة الرقابة الرسمية. يعود هذا بدوره إلى رغبة جماهير أوروبية وآسيوية وأميركية في التعرف على ما هو إيراني.

على سبيل المثال، عرض مهرجان طوكيو في دورته التي انتهت في الخامس من هذا الشهر فيلم «ابنة نوح»

(Noah’s Daughter) لأمير رضا جلاليان. كما عرض مهرجان «ڤينيسيا» العام الحالي فيلم فيروز خسروڤاني «ماضي المستقبل يستمر» (Past Future Continues). وكان مهرجان كارلوڤي ڤاري قد اختار فيلم «صرخة» (Bidad بالفارسية) في مسابقته، وهو من إخراج سهيل بيراغي.

هذه عينة محدودة من مجموعة كبيرة من الأفلام، من بينها أيضاً «بين الأحلام والأمل» (Between Dreams and Hope) لفرنوش صمدي (تورنتو)، و«مواطن نزيل» (Citizen-Inmate) لحسام إسلامي (برلين). واستقبل مهرجان سياتل الأميركي فيلماً إيراني المولد بعنوان «حشد» لشهد كبيري، ومنحه جائزة لجنة تحكيم قسم «مخرجون جدد» أيضاً.

الجانب الآخر من الأفلام التي عرضت في المهرجانات هو تلك التي مُوّلت (بالكامل غالباً) من قِبل شركات غربية مثل بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة، مثل «مجرد حادثة» لجعفر بناهي و«داخلي» (Inside) لأمير بحراني.

«صراخ» (مهرجان كارلوڤي ڤاري)

اعتبارات سياسية

تمت مشاهدة 11 فيلماً من هذه الأفلام، من الداخل والخارج، ليس من بينها ما يمكن اعتباره تحفة أو عملاً ذا جودة استثنائية، بما في ذلك فيلم بناهي «مجرد حادثة» الذي خطف سعفة مهرجان «كان» وأرسلته فرنسا ليمثلها في سباق أوسكار أفضل فيلم عالمي. لا محال من اعتبار أن فوز فيلم بناهي جاء، في جزء منه، لاعتبارات سياسية.

يدور الفيلم حول رجل يشتبه في أن شخصاً معيناً هو الضابط الذي استخدم العنف معه خلال فترة سجنه. بناءً على هذا الاشتباه، يتصل بآخرين تعرضوا للتعذيب على يد الضابط أو تحت إشرافه، ويُختطف بهدف قتله. لكنه يقنع الجميع بأنه ليس هو الشخص الذي يعتقدون أنه هو. نهاية الفيلم لا تؤكد أو تنفي ذلك، لأن هدف بناهي هو تسليط الضوء على عنف السجون السياسية من خلال طرح السؤال عما إذا كان المخطوف هو فعلاً ذلك الضابط أو شخصاً آخر.

أفضل منه، نصاً وتنفيذاً، كان فيلم محمد رسولاف «بذرة التين المقدسة» (The Seed of the Sacred Fig). بعد عروضه في مهرجان «كان» في العام الماضي، مثّل إيران في سباق أوسكار 2025. وقد عُرض في هذا العام في 40 مهرجاناً سينمائياً حول العالم، قطف خلالها جوائز من اتحادات نقاد ومن بعض المهرجانات (أهمها الجائزة الأولى لمهرجان «بالم سبرينغز»). «بذرة التين المقدّسة» يقوم على فكرة الاشتباه، لكن في عمق مدروس: قاضٍ مرشح لمنصب أعلى يفتقد مسدسه الحكومي ولا يجده. يخاف من تبعات ذلك، قبل أن يشتبه (ولاحقاً يتأكد) أن إحدى ابنتيه هي التي أخفت المسدس لأنها ضد ممارسات الحكومة. يتقدم الفيلم بهذه الحبكة جيداً، حتى يصطدم بنهاية تحوّل مجرى الفيلم إلى نوع سردي مختلف.

عدد لا بأس به من الموضوعات التي تطرحها الأفلام الإيرانية غير المدعومة من الغرب يتعلّق بالمرأة. على سبيل المثال، يتناول فيلم «ابنة نوح» وضع امرأة تنشد العزلة من المدينة إلى بلدة ساحلية، ولو لبعض الوقت. ليس هناك من حبكة واضحة، لكن بعض الترميز الاجتماعي موجود في هذه الدراما.


شاشة الناقد: فيلمان يضيئان عروض مهرجان القاهرة

لقطة من الفيلم التونسي «إغتراب» (تارانتولا فيلمز)
لقطة من الفيلم التونسي «إغتراب» (تارانتولا فيلمز)
TT

شاشة الناقد: فيلمان يضيئان عروض مهرجان القاهرة

لقطة من الفيلم التونسي «إغتراب» (تارانتولا فيلمز)
لقطة من الفيلم التونسي «إغتراب» (تارانتولا فيلمز)

اغتراب ★★★2/1

إخراج: ‪مهدي حميلي‬

تونس | دراما عن رجل

يبحث عن حقيقة

الحكاية نفسها مشوّقة، وكان يمكن لها أن تأتي في سياق بوليسي حول جريمة قتل لم تقنع المحقق الذي سيعيد فتح القضية. لكن المخرج اختار سياقاً مختلفاً لسرد هذه الحكاية التي لا تزال، في جوهرها الأساسي، بوليسية.

عوض المحقق الرسمي، هناك محمد (غانم زريلي) الذي يعمل في مصنع ينفث دخانه ويطلق على الدوام هدير محركاته. قضية محمد هي أن صديقه عدلي مات أثناء عمله نتيجة خطأ وقع فيه. هكذا جاء في التحقيق، لكن محمد لن يصدّق الرواية الرسمية وسيلجأ إلى استنطاق رفاق العمل ومسؤولين وكل من يعرف صديقه، بمن فيهم زوجته (مرام بن عزيزة).

هذا البحث المضني سيعرّض محمد إلى أوجه مختلفة من المعاناة النفسية والبدنية، ومردّه إلى أن صداقته لعادل كانت عاطفية. محمد سيسبر غور التحقيق بمفرده، قبل أن يبدأ بقتل من يعتبرهم مسؤولين.

عند هذه النقطة، يخفق السيناريو في منح شخصية بطله ما يلزم من أدوات إقناع. يختار السيناريو ترك محمد يفعل ما يشاء من دون تردد أو رهبة، ويضعه في مواقف عنيفة من دون تقديم تمهيد يشخص دوافعه. بطله، تبعاً لذلك، ينتقل بين الحالات المختلفة بتمثيل «مونو»، دون تعابير أو ردود فعل واضحة. لا تطوّر من حالة إلى أخرى.

إخراج حميلي ملهم. يختار أماكن تصويره بدقة، ويزيّنها بتصاميم وديكورات تنقل وحشة تلك الأماكن، سواء كانت داخلية أو خارجية. الصورة دائماً (ما عدا مشهد وصول محمد إلى مدينة أخرى) داكنة وذات لون صفراوي شاحب. الدمج بين اللقطات هادئ، كذلك أسلوب تصويره (بما في ذلك اللقطات البعيدة التي تبرز وحدة بطل الفيلم). في باطن كل ذلك، رغبة في كشف فساد إداري وتعاون بين جهات مختلفة لتحقيق الثروة، بينما يعاني العمال جراء ذلك.

بعض التطويل لم يكن ضرورياً، ولو أنه ينتمي إلى أسلوب المخرج في تشكيل فيلم فني يغلّف الحكاية بدلاً من سردها مباشرة.

FRANZ ★★★1‪/‬2

إخراج: ‪أغنييشكا هولاند‬

بولندا | سيرة حياة فرانز كافكا

لمعرفة كيف يمكن لمخرج سرد حياة شخصية ما من دون ترتيب زمني متدرّج أو انتقال من مرحلة إلى أخرى، يمكن التعلّم من أغنييشكا هولاند وفيلمها الجديد حول الكاتب الذي كان محور أفلام سابقة فرانز كافكا.

إيدان ڤايز في «فرانز» (مارلين برودكشنز كومباني)

طريقتها في السرد لا تنتمي إلى التقليد المتبع في أفلام بيوغرافية عديدة أخرى. تمارس نوعاً مختلفاً يبتعد عن «الكليشيهات» المعروفة ويتعامل مع السيرة الذاتية لا كقصة حياة، بقدر ما هي مناسبة فكرية وثقافية. وبقدر مماثل في الإجادة، تنبري المخرجة للتصدي لتلك المناطق المضطربة التي مر بها كافكا. في ساعتين، تسرد كل ما هو كافكاوي حياة ونتاجاً.

جزء كبير من نجاح الفيلم في توفير هذه السيرة هو تمثيل إيدان ڤايز للدور. يجمع تفاصيل الشخصية كما يوفّرها السيناريو ويترجمها إلى أداء غير مفتعل. طبعاً، لا أحد يستطيع الوثوق في كيفية تصرف كافكا، ولو أن الإجماع على لمعان فكره وموهبته مؤكد. لذلك، يعتمد أداء ڤايز على معادلة تستند إلى المتداول كما إلى ما يوفره النص من تحديث.

إنجاز المخرجة البولندية (آخر أعمالها كان عملها الممتاز «حدود خضراء») يتمثّل في أنه لا شيء يضيع وسط تلك النقلات المتسارعة بين أوجه حياة الكاتب التشيكي وزمنه وأماكن حياته. يُفعَّل ذلك بتوليف ممتاز، حيث ينتقل بين الأزمنة وبين أوجه حياة كافكا بلا كلل. اختيارات المخرجة تدفع باتجاه تجديد المعالجات المعتادة لسير الشخصيات، وتأكيد سلطتها على الموضوع بحيث لا تقع تحت عبئه.

الجانب غير الناجح في كل ذلك هو أن الفيلم يخلق حالة تشويش للبعض، ولو كان ذلك مقصوداً. كذلك، فإن بناء هولاند فيلمها بوصفه سرداً مختلفاً عن المعتاد، جعل عملها يفقد بعض العاطفة بين الفيلم والشخصية، مما يخلق مسافة بينها وبين الفيلم، وبالتالي بين الفيلم وبين مشاهديه هناك أيضاً برود في التعامل مع العمل ككل. إنه مثل إجراء جراحة ناجحة، لا مكان فيها للتعديل أو الإضافة.

لكن هذا لا يعني أن الفيلم يحمل أي ركاكة أو رداءة فنية. وعلى المُشاهد أن يسبر غور المَشاهد بعين المراقب والباحث. هناك ما يكفي من المناسبات التي نتعرف خلالها على الشخصية، وهي تنبري بصوتها الهادئ لبث عالمها من خلال عملها. أهم مشهد هو لكافكا وهو يقرأ على الحضور بعض كتاباته. إنه مشهد جيد في تنفيذه، يختلف عن مشاهد أخرى تمر بأقل مما يوفره هذا المشهد من انضباط.

ليس كل ما نراه يتعامل مع الفكر الكافكاوي بالطبع، لكن هناك ما يكفي لإدراك منهج شخص وتفكيره. هناك أيضاً اهتمام بوضعه الاجتماعي، صغيراً ثم كبيراً، عندما يقع في الحب.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


«الدراما العمودية» تغيّر المشهد في هوليوود بعدما غزت آسيا

لافتة هوليوود في لوس أنجليس (أ.ب)
لافتة هوليوود في لوس أنجليس (أ.ب)
TT

«الدراما العمودية» تغيّر المشهد في هوليوود بعدما غزت آسيا

لافتة هوليوود في لوس أنجليس (أ.ب)
لافتة هوليوود في لوس أنجليس (أ.ب)

في قصر مزيف شُيّد على تلة في لوس أنجليس، ينشغل فريق صغير بتصوير مشهد يعود لأحد أعمال «الدراما العمودية»، وهي صناعة بمليارات الدولارات أحدثت ثورة في هوليوود في عامين فقط، مع مسلسلات مصممة بالاعتماد على الخوارزميات لمشاهدتها على الهاتف بتنسيق عمودي في أجزاء مدتها 60 ثانية.

بقصصها ذات المواضيع التشويقية وميزانياتها التي لا تتجاوز بضع مئات الآلاف من الدولارات، وجداول تصويرها السريعة، يُحدث هذا النمط الذي نشأ في الصين تحولاً جذرياً قد يسهم في إنقاذ هذا القطاع المتعثر وفق خبراء.

يرى المُنتج فينسنت وانغ أن هذه الأعمال أشبه «بمسلسلات تلفزيونية تحت تأثير الكوكايين». ويقول: «يمكنك إنتاج مسلسل في 30 يوماً، بينما يستغرق الأمر نفسه في هوليوود عامين»، متسائلاً: «أين يكمن المستقبل؟».

وظهرت هذه المسلسلات «العمودية» في الصين في العقد الثاني من القرن الحالي، وسرعان ما جذبت شركات كبرى بفضل انتشارها الواسع وتكلفتها المنخفضة. وهي باتت تُمثل صناعة تُقدّر قيمتها بثمانية مليارات دولار، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

في الولايات المتحدة، تُهيمن على هذا النوع منصات تتمتع بحضور قوي في آسيا، مثل «ريلشورت» ReelShort و«درامابوكس» DramaBox و«فليرفلو» FlareFlow. وقد وظفت هذه المنصات آلاف الممثلين والمخرجين الذين يواجهون صعوبة في العمل في هوليوود.

يقول الممثل زاكاري شادرين خلال لقاء مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في موقع التصوير: «أؤمن إيماناً راسخاً بأن هذا هو المستقبل».

سمعة سيئة

أبدى شادرين على غرار العديد من أقرانه في لوس أنجليس تشكيكاً بهذا النوع الجديد من الإنتاجات في بادئ الأمر.

ولهذا الموقف دوافعه؛ إذ إن للمسلسلات الدرامية العمودية سمعة سيئة بسبب وتيرة التصوير المكثفة التي لا تتجاوز أحياناً خمسة أيام، وأيضاً بسبب مواضيعها التي تتركز على العلاقات السامة وأبطالها الذكور العنيفين.

يقول زاكاري شادرين: «شخصياً، أجد هذه الأعمال سلبية».

مع ذلك، وافق الممثل على المشاركة في بطولة مسلسل «الحب عبر كل الفصول» أو (Love Through All Seasons) على منصة «فليرفلو»، وهو كوميديا رومانسية تدور حول فارق السن.

يوضح شادرين: «هذا ليس النوع من الأعمال التي اعتدت مشاهدتها في هذا النسق من المسلسلات»، مضيفاً أنه يأمل أن تتحسن جودة النصوص.

وقال ممثلون كثر ظهروا مؤخراً في هذه المسلسلات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنهم فوجئوا بالاحترافية في موقع التصوير.

وبين هؤلاء، يوضح الممثل نيكولاس ماكدونالد: «نسخر أحياناً من بعض الجمل السخيفة للغاية»، «لكن الجميع يدلي بدلوه ويحافظ على احترافيته؛ لأن الأمر يدرّ أموالاً».

يقول منتجو هذا النسق من الأعمال إنهم لا يسعون لمنافسة منصات عملاقة مثل «إتش بي أو» أو «نتفليكس»، بل يحاولون تقديم أعمال تلقى رواجاً على «تيك توك» و«يوتيوب» و«إنستغرام».

قطاع مزدهر

يقوم نموذج عمل هذه المنصات على مبدأ بسيط؛ إذ تُطرح الحلقات القصيرة الأولى مجاناً، ثم يُدعى المشاهدون إلى الدفع لمشاهدة الباقي.

من هنا، ينبغي لكل حلقة أن تحمل قدراً كبيراً من التقلبات لإبقاء المشاهدين في حالة ترقب من خلال حبكات بسيطة تعتمد عادة على الكليشيهات.

يوضح مخرج «الحب عبر كل الفصول» ويانغ لي: «يمكن للجمهور أن يُعجب بالمسلسل فوراً من دون الحاجة إلى التفكير كثيراً». ويضيف: «الجميع مُنهك من الحياة».

يدقق المنتجون بشكل خاص في البيانات المرتبطة باهتمامات الجمهور ونسب المتابعة لديهم لتحديد الصيغ الناجحة، ما يسمح لهم بإنتاج عشرات المسلسلات المماثلة في غضون أشهر قليلة.

غالباً ما يبدأ التصوير حتى قبل الانتهاء من كتابة النصوص التي تكون أحياناً مستوحاة من النسخ الصينية ومُطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفق كاتب السيناريو في «فليرفلو» تشو تشي يوان.

ويُقلل العرض العمودي المُصمم لشاشات الهواتف الذكية التكاليف بشكل أكبر من خلال إحكام الإطار حول الممثلين، ما يُقلل الحاجة إلى مواقع التصوير وطاقم العمل.

في حين أن المسلسلات العمودية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في آسيا، فإن الأسواق الأميركية والأوروبية المزدهرة تدر أرباحاً أكبر.

بعد إغلاق الاستوديوهات بسبب جائحة كوفيد والإضرابات ونقل الإنتاج إلى الخارج، أصبحت هذه المسلسلات جذابة بشكل خاص لهوليوود.

يوضح نيكولاس ماكدونالد أن 80 في المائة من تجارب الأداء التي شارك فيها في الآونة الأخيرة مخصصة لهذا النوع من البرامج. ويقول: «لم أعد بحاجة للعمل في وظائف أخرى بدوام جزئي وبات في استطاعتي التفرغ للتمثيل... إنه أمر رائع».