العنصرية ما زالت موجودة في الملاعب البريطانية

رغم أن أوضاع اللاعبين أصحاب البشرة الداكنة تحسنت كثيراً منذ ثمانينات القرن الماضي

لاعبو آرسنال يحتفلون بهدف أوباميانغ وقشرة الموز الى اليمين
لاعبو آرسنال يحتفلون بهدف أوباميانغ وقشرة الموز الى اليمين
TT

العنصرية ما زالت موجودة في الملاعب البريطانية

لاعبو آرسنال يحتفلون بهدف أوباميانغ وقشرة الموز الى اليمين
لاعبو آرسنال يحتفلون بهدف أوباميانغ وقشرة الموز الى اليمين

لاعبو آرسنال يحتفلون بهدف أوباميانغ وقشرة الموز إلى اليمين
شاهدت مباراة آرسنال وتوتنهام هوتسبير، ولم تكن قشرة الموز بالأمر الذي لاحظه الكثيرون وقتها. وبعد ذلك، أظهرت لقطات الإعادة بعض الأشياء التي جرى إلقاؤها باتجاه مهاجم آرسنال بيير إيميريك أوباميانغ أثناء احتفاله بهدفه الأول، وعندما رأيت قشرة الموز شعرت فجأة بغصة في حلقي. من ناحيتها، لم توجه الشرطة اتهامات لأي شخص باقتراف أي جرم عنصري، ومع هذا تذكرني هذه الحادثة بأشياء ظننا أننا محوناها من ملاعبنا.
عندما تعود إلى حادثة مهاجم ليفربول جون بارنز الشهيرة في ديربي ميرسيسايد عندما جرى تصويره وهو يضرب بكعب قدمه موزة إلى خارج الملعب، سنجد أن ذلك كان في ثمانينات القرن الماضي ـ وهي فترة مختلفة تماماً لما نحن فيه الآن. والمؤكد أن أوضاع اللاعبين أصحاب البشرة الداكنة تحسنت كثيراً منذ ذلك الحين، لكن ما يزال أمامنا الكثير لفعله وطريق طويل لنقطعه.
ذات مرة، تعرضت لإلقاء زجاجة باتجاهي من جانب جماهير وستهام يونايتد داخل استاد أبتون بارك. ولحسن الحظ، أخطأت الزجاجة هدفها، لأنه حال حدوث ذلك، كانت الإصابة التي سأتعرض لها ستكون خطيرة للغاية.
وسرعان ما توجهت إلى الحكم وأخبرته بما حدث، لكنه لم يتخذ أي إجراء بهذا الخصوص. في تلك الأيام، عندما كان الأشخاص الذين يقفون خلف المرمى بمقدورهم التحرك بحرية من جزء من المدرج إلى جزء آخر، ولم تكن هناك كاميرات مراقبة لتحديد هوية أي فرد، لم يكن هناك الكثير مما يمكن فعله.
منذ ذلك الحين، تطورت التكنولوجيا، ولحسن الحظ أيضاً تطورت معاييرنا. ومع هذا، يبقى لزاماً علينا التحلي باليقظة. ويتعين على الأشخاص الموجودين داخل الاستادات الذين يرون أو يسمعون أي إساءة أن يتصدوا لها ويبلغوا عنها، وأن يتحلوا بالشجاعة الكافية لإعلان أن هذا الأمر غير مقبول. وربما سيتعلم أوباميانغ من هذه الحادثة هو الآخر، ذلك أنه عندما يحتفل لاعب ما بهدف أمام مرمى الفريق المنافس، فإن عليه أن يتوقع أن تستشيط جماهير الخصم غضباً.
إن كرة القدم بطبيعتها رياضة مفعمة بالمشاعر والعاطفة، وعندما تسجل هدفاً - خاصة في مرمى المنافس التقليدي لناديك - تتدفق جميع هذه المشاعر بداخلك، وكذلك الحال مع اللاعبين والجماهير في المعسكر المقابل. ومع هذا، تبقى هناك ضرورة لوجود حدود واضحة وخطوط لا يمكن تجاوزها، سواء من جانب اللاعب أو الجماهير. وكنادٍ لكرة القدم، وكمجتمع، يجب عدم التساهل مع هذا الأمر.
لقد لعبت في صفوف آرسنال وشاركت في لقاءات ديربي بشمال لندن. ولطالما كان الجو العام مشحوناً في ظل انعقاد واحد من أهم لقاءات الديربي. وفي أيامي، كان المرء يتعرض لشتى صور الإساءة والإهانة من جماهير الفريق المنافس، لكن مثلما ذكر إيان رايت في برنامج «ماتش أوف ذي داي»، مساء الأحد، لا أعتقد أنني تعرضت قط لأي إساءة عنصرية خلال انعقاد ديربي شمال لندن. على الأقل، لم أسمع بمثل هذا الأمر. إلا أن جماهير كرة القدم تعكس نهاية الأمر مجتمعنا وهناك فئة من السكان تتسم بالعنصرية، أو لا تبدي لياقة كافية تمنعها من إلقاء قشرة موز على لاعب داكن البشرة على سبيل المزاح.
وباعتبار أنني لاعب داكن البشرة لعبت خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، في وقت كانت الإساءات العنصرية من الأمور الشائعة نسبياً، كنت عندما أرى شيئا من هذا القبيل أشعر وكأنني تعرضت لصفعة على وجهي. ومع أنني ظننت أن رياضة كرة القدم تجاوزت هذه المرحلة، يبدو أننا لم نفز بالمعركة ضد العنصرية تماماً بعد.
وأرى أن التركيز في المستقبل ينبغي أن يكون على التعليم والتثقيف. عندما كنت ألعب الكرة، عندما كان يحدث شيء من هذا القبيل، لم يكن أحد يتخذ أي إجراء ضده، لكن ما كان مقبولاً آنذاك، لم يعد مقبولاً اليوم. والأمر المثير للطمأنينة أن الناس رأوا هذا الفعل، وليس فقط داكنو البشرة، وشعروا بأن هذا أمر لا ينبغي السكوت عليه. ويشعر المرء بارتياح بالغ إزاء السرعة والحسم اللذين تحركت بهما الشرطة ومسؤولو الأندية المعنية في هذا الحادث.
وأوقفت الشرطة الإنجليزية مشجعا لفريق توتنهام بعد رميه قشرة الموز على أرض ملعب استاد الإمارات التابع لنادي آرسنال تجاه مهاجم الأخير الغابوني بيار - إيمريك أوباميانغ أثناء احتفاله بتسجيل هدف في مرمى غريمه اللندني خلال مباراة الفريقين ضمن الدوري الممتاز لكرة القدم الأحد.
وأكدت الشرطة الإنجليزية بعد المباراة تنفيذ سبعة اعتقالات. وأوضحت وكالة «برس أسوسييشن» الإنجليزية أن من بين الموقوفين مشجعا قام برمي قشرة موز على المستطيل الأخضر تجاه أوباميانغ الذي كان يحتفل أمام مؤيدي توتنهام بتسجيله الهدف الأول لفريقه من ركلة جزاء. وقال متحدث باسم توتنهام إن «مثل هذا السلوك غير مقبول وسينال المشجع المعني به العقاب». أما التوقيفات الستة الأخرى فترتبط بمخالفة النظام العام.
وقال المهاجم السابق لآرسنال الإنجليزي إيان رايت الذي يعمل كمحلل لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، «لعبت ضد توتنهام وتعرضت للكثير من الانتهاكات، إلا أن أيا منها لم يكن ذا خلفية عنصرية». وأضاف المهاجم ذو البشرة السوداء، مثله مثل أوباميانغ، «الآن على توتنهام التعامل مع هذا الأمر لأن معتوها قام بذلك (...) هذا ليس فقط موقفا محرجا لتوتنهام بل للدوري الإنجليزي لأنه انتشر حول العالم، وعلى توتنهام أن يتعامل مع حدث يلوث سمعته. من المؤسف أن نرى ذلك».
(فيف أندرسون لعب لحساب آرسنال بين عامي 1984 - 1987 وكان أول لاعب داكن البشرة يشارك في المنتخب الإنجليزي).


مقالات ذات صلة

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

رياضة عالمية إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ألكسندر أرنولد بات في مرحلة فارقة لحسم موقفه للاستمرار مع ليفربول أو المغادرة الى ريال مدريد (ا ب ا)

كيف وصلت الأجواء المشحونة في أنفيلد تجاه ألكسندر آرنولد إلى ذروتها؟

جماهير ليفربول الغاضبة استهدفت ألكسندر آرنولد بصيحات الاستهجان والسخرية سجل تاريخ كرة القدم كثيراً من لحظات القوة الاستثنائية لجمهور ليفربول على ملعب أنفيلد

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بات لوبيتيغي خامس مدرب يُقال من منصبه هذا الموسم في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

وست هام يقيل مدربه لوبيتيغي رسمياً… وبوتر مرشح لخلافته

أقال وست هام الإنجليزي مدربه الإسباني خولن لوبيتيغي من منصبه، بعد 22 مباراة على تعيينه، كما أعلن الأربعاء، في حين يبدو غراهام بوتر مدرب برايتون مرشحاً لخلافته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا ممسكاً بالكرة التي قال إنها سبب خسارة فريقه (رويترز)

كأس الرابطة: المنظمون يسخرون من أرتيتا بسبب الكرات المستخدمة

سخر منظمو مسابقة كأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم من الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، بعدما ألمح إلى أن الكرات المستخدمة بالمسابقة لعبت دوراً في خسارة فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».