«حماس» تعلن الموافقة على الورقة المصرية و«فتح» تتهمها بإفشال المصالحة

TT

«حماس» تعلن الموافقة على الورقة المصرية و«فتح» تتهمها بإفشال المصالحة

قال القيادي في حركة «حماس» خليل الحية، إن حركته وافقت على الورقة المصرية للمصالحة، وهي جاهزة لتنفيذ شراكة حقيقية لبناء المؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف في كلمة له بمؤتمر القدس الدولي في غزة: «مصر قدمت لنا رؤية مصرية متمثلة في ورقة واضحة لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني، حملت متطلبات الفصائل الوطنية بشكل عام، نحن أبدينا موافقة على الورقة والرؤية رغم وجود بعض التحفظات، ونطالب الآن حركة فتح بأن تغادر مربع الانتظار الذي يضرنا جميعاً، لنكون وحدة واحدة لمواجهة التحديات». وأضاف: «ما زلنا نمد أيدينا لشراكة حقيقية تعيد بناء مؤسساتنا الوطنية، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، فهذا هو العنوان الحقيقي للتوحد في مواجهة كل التحديات». وجاء إعلان الحية على موافقة «حماس» على الورقة المصرية، متضارباً مع تصريحات عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» والتنفيذية لمنظمة التحرير، عزام الأحمد، وهو رئيس وفد الحركة للقاهرة، الذي اتهم «حماس» بإفشال المصالحة، مؤكداً أنه لا توجد ورقة مصرية. واتهم الأحمد «حماس» بتخريب المصالحة.
وقال الأحمد: «عندما نتأكد أن (حماس) سلَّمت بإنهاء الانقسام وتسليم كافة المؤسسات، سنرحب بالشراكة الوطنية الكاملة، وليس فقط حكومة الوحدة، ثم ننتقل فوراً إلى منظمة التحرير والانتخابات العامة، وهذا ما أبلغناه للراعي المصري». وردت «حماس» باتهام «فتح» بالتفرد واستخدام لغة التهديد؛ لكن تصريحات الحية تشير إلى أن الحركة ما زالت تفتح الأبواب لأي اتفاق محتمل، بهدف تجنب إجراءات جديدة قد يتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضد قطاع غزة.
وأعلنت «فتح» الأسبوع الماضي بعد جولة حوار في القاهرة، أنه لا شراكة مع «حماس» قبل إنهاء الانقلاب، وأنها بصدد اتخاذ إجراءات لتقويض سلطة الحركة في القطاع. وكانت مباحثات القاهرة قد انتهت إلى فشل، بعد إصرار «حماس» على تشكيل حكومة وحدة وطنية ورفع العقوبات عن غزة، واعتماد اتفاق 2011 فيما يخص قوى الأمن، وأن يشمل أي اتفاق إعادة تفعيل منظمة التحرير وإجراء انتخابات. ويفترض أن تجتمع خلال أيام، اللجنة التي شكلت لتطبيق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، لوضع خطوات قال مسؤولون في «فتح»، إنها تهدف إلى «تقويض سلطة (حماس) بشكل لا يؤذي السكان هناك». ويدور الحديث حول وقف تمويل قطاع غزة أو قطاعات تستفيد منها «حماس»، وانتخابات جديدة للمجلس التشريعي، أو حله بشكل نهائي لإنهاء سيطرة «حماس» عليه، على الرغم من أنه معطل.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.