اتهام صحافيين كبيرين سابقين في قضية القرصنة التليفونية ببريطانيا

وجه الادعاء في بريطانيا أمس (الأربعاء) اتهامات بالتجسس على الهواتف إلى صحافيين كبيرين كانا يعملان في صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» الشعبية البريطانية التي أغلقت وكان يملكها قطب الإعلام الأسترالي الأصل روبرت ميردوخ. ويأتي ذلك بعد أسابيع من سجن رئيس تحرير الصحيفة السابق بعد إدانته بالجريمة نفسه.
وقال مكتب الادعاء إنه جرى توجيه الاتهام إلى نائب رئيس تحرير الصحيفة السابق نيل واليس، ورئيس تحرير التحقيقات السابق جولز ستينسون، بالتآمر للتنصت على البريد الصوتي في الهواتف الجوالة لشخصيات معروفة أو أشخاص مقربين منهم.
ووجهت لهما الاتهامات بعد الحكم بالسجن 18 شهرا على آندي كولسون الذي شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة في الفترة من عام 2003 وحتى عام 2007 قبل أن يعمل مستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وصدر الحكم على كولسون بعد إدانته بتشجيع العاملين على التجسس على الهواتف، في محاولة للحصول على انفرادات صحافية.
وبعد محاكمة استمرت ثمانية أشهر، أدين كولسن، (46 سنة)، في هذه القضية. وقال القاضي إن كولسن «هو الشخص الرئيس الذي يجب لومه في فضيحة التنصت لـ(نيوز أوف ذي وورلد)». وأضاف أن كولسن «كان على علم (بالأمر) وشجع (هذه الممارسات)، بينما كان يترتب عليه وقفها».
وكان كولسن أدين بعمليات التنصت غير المشروعة التي قامت بها الصحيفة على مئات الشخصيات، من بينها الأميران ويليام وهاري نجلا ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز.
ودفعت إدانته رئيس الوزراء البريطاني إلى الاعتراف بخطئه عبر التلفزيون. وقد أقر بأنه أخطأ في توظيف آندي كولسن قبل التحقق بشكل كاف من سوابقه في «نيوز أوف ذي وورلد».
واكتفى كاميرون بالقول بعد صدور الحكم الجمعة: «لا أحد فوق القانون».
وكان كولسون، المتهم الوحيد من الصف الأول بعدما أفرج عن زميلته وعشيقته السابقة ريبيكا بروكس، التي برأتها المحكمة من التهم نفسها.
وقال النائب العام خلال المحاكمة إن صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» كانت «تعاني الفساد» في عهده، و«أشبه بشركة أشرار». ورأى أن لائحة الضحايا تشبه «دليلا لشخصيات المملكة المتحدة في السنوات الخمس الأولى من القرن» الحالي.
وصدرت على أربعة متهمين آخرين تجنبوا المحاكمة باعترافهم بالتهم الموجهة إليهم، أحكام بالسجن مع النفاذ أو مع وقف التنفيذ. وحكم على الصحافيين السابقين في «نيوز أوف ذي وورلد»، غريغ ميسكيو (64 سنة) ونيفيل ثارلبك (52 سنة)، بالسجن ستة أشهر لكل منهما.
كما حكم بالسجن أربعة أشهر على زميلهما السابق جيمس ويراب (58 سنة) والسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ على غلين مالكير.
وكانت الفضيحة كشفت صيف 2011 عندما أعلنت الصحف أن «نيوز أوف ذي وورلد» استمعت إلى بريد الهاتف للطالبة ميلي داولر التي فقدت ثم عثر عليها ميتة. وأدى كشف هذه العملية إلى إغلاق الصحيفة الشعبية التي تصدر يوم الأحد. وأدت «فضيحة قرصنة الاتصالات الهاتفية» إلى كشف ممارسات بعض الصحافيين ومسؤولي الصحافة البريطانية والعلاقات المضطربة في بعض الأحيان بين الأوساط السياسية والشرطة.
كما دفعت الحكومة البريطانية إلى إصلاح نظام الصحافة عبر إقامة هيئة لضبطها، لم تبدأ العمل بعد.