حي الطريف بالدرعية... مركز السلطة في الدولة السعودية الأولى ومعلم تراثي عالمي

دور سياسي وديني انطلق منه وأخضع به معظم أجزاء الجزيرة العربية

«حي الطريف» أهم المعالم الأثرية في الدرعية («الشرق الأوسط»)
«حي الطريف» أهم المعالم الأثرية في الدرعية («الشرق الأوسط»)
TT

حي الطريف بالدرعية... مركز السلطة في الدولة السعودية الأولى ومعلم تراثي عالمي

«حي الطريف» أهم المعالم الأثرية في الدرعية («الشرق الأوسط»)
«حي الطريف» أهم المعالم الأثرية في الدرعية («الشرق الأوسط»)

يحتضن «حي الطريف» التاريخي في محافظة الدرعية (شمال غربي الرياض) معالم تراثية حضارية في غاية الأهمية، وهو ما جعل الحي يدخل ضمن قائمة التراث العالمي، كأحد أهم المواقع السياسية والجغرافية في السعودية؛ إذ احتضن الحي بقصوره ومبانيه الطينية وجوامعه، المباني الإدارية التي كانت تُدار منها شؤون الدولة السعودية الأولى التي اتخذت من الدرعية (حيث يقع الحي) عاصمة لها، وخضعت لنفوذها معظم أجزاء الجزيرة العربية، وعُدَّت أقوى مدينة في وسطها.
وخضع الحي لأعمال تطوير كثيرة، تتراوح بين تأهيل المنشآت الأثرية في الحي بعد توثيقها وترميمها وتجهيز المنشآت المعمارية لاحتضان الأنشطة والفعاليات الثقافية والتّرويحية، ضمن مشروع تطوير الدرعية التاريخية الذي يهدف في مجمله إلى إعمارها وتحويلها إلى مركز ثقافي تراثي سياحي عصري، لتأخذ مكانها في مصاف المدن التراثية العالمية.
وتمت موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيل «حي الطريف» في الدرعية التاريخية بقائمة التراث العالمي التابعة لليونيسكو، وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونيسكو في دورته الرابعة والثلاثين المنعقد في برازيليا بالبرازيل في 29 يوليو (تموز) 2010، ليصبح الحي الموقع السعودي الثاني الذي يُسجّل في قائمة التراث العالمي، بعد اعتماد تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح)، وهما موقعان ضمن المواقع الثلاثة التي صدرت الموافقة الملكية على تسجيلها في «قائمة التراث العمراني»، وهي: «مدائن صالح»، و«حي الطريف» بالدرعية، و«جدة التاريخية».
ويُعدّ «حي الطريف» أهم معالم الدرعية التاريخية، والعنصر الأساسي للتطوير فيها، فقد كان مقراً لسكن الإمام محمد بن سعود وأسرته، ومقراً للحكم في الدولة السعودية الأولى، ويحتضن أهم معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية، وفي مقدمتها: «قصر سلوى»، و«مسجد الإمام محمد بن سعود»، ومجموعة كبيرة من القصور والمنازل، إضافة إلى المساجد الأخرى، والأوقاف، والآبار، والأسوار، والمرافق الخدمية.
واشتمل مشروع «تطوير حي الطريف» على 17 عنصراً يجري تطويرها وفق منهجية تجمع بين موجِّهات المواثيق العالمية للحفاظ على التراث العمراني، ومقوِّمات الحي الطبيعية والتاريخية.
يقع ضمن المشروع خمسة متاحف في عدد من القصور التاريخية بالحي تحاكي تاريخ الدولة السعودية الأولى، تشمل كلاً من «متحف الدرعية»، و«‌متحف الحياة الاجتماعية»، و«المتحف الحربي»، و«متحف الخيل العربية»، و«متحف التجارة والمال».
ويهدف متحف الدرعية بقصر سلوى إلى التعريف بتاريخ الدولة السعودية الأولى من خلال منظومة من المكونات المتحفية والأنشطة، ويوفر المتحف عرضاً مفتوحاً للزوار بين الأطلال المرممة ضمن ممر مخصص لذلك يحتوي على شاشات تعريفية بأهم فراغات القصر والأحداث التي جرت فيه، إضافة إلى العرض المتحفي المغلق الذي يتضمن لوحات ومجسمات وقطعاً متحفية وأفلاماً وثائقية، أمّا متحف الحياة الاجتماعية فيعرض جانباً من الحياة اليومية والعادات والتقاليد والأدوات المستخدمة في فترة ازدهار الدولة السعودية الأولى، وذلك في «قصر عمر بن سعود» والمباني الطينية المجاورة له.
في حين تُعرَض في المتحف الحربي الذي يقع ضمن المباني المجاورة لـ«قصر ثنيان بن سعود» الجوانب الحربية في تاريخ الدرعية، كأدوات الحرب والمعارك الحربية، كما خُصِّص عرض متحفي مستقل داخل «قصر ثنيان بن سعود» يعرض قصة الدفاع عن الدرعية في أواخر عهدها، ويهدف متحف الخيل العربية إلى التّعريف بالخيل العربية وطرق رعايتها في فترة ازدهار الدرعية، ويقع ضمن المباني المجاورة لـ«قصر الإمام عبد الله بن سعود»، بالإضافة إلى إسطبلات الخيل المجاورة للقصر، ويعرض «متحف التجارة والمال» الذي يقع ضمن مباني «بيت المال» و«سبالة موضي»، ويعرض الازدهار الاقتصادي الذي شهدته الدرعية، بالإضافة إلى معالم التجارة والعملات والموازين والأوقاف.
وإلى جانب المتاحف الخمسة هناك عناصر أخرى تتمثل في «مركز العمارة وطرق البناء التراثية»، في الوقت الذي يتم فيه توظيف الأطلال الخارجية لـ«قصر سلوى» لعروض الصوت والضوء والوسائط المتعددة، حيث ستُستخدم جدران القصر شاشاتٍ لعرض دراما بصرية قصصية تحكي قصة الدولة السعودية الأولى.
وجرى ترميم «جامع الإمام محمد بن سعود» في الحي، وإعادة استخدامه مصلّى، ويشمل الحي «سوق الطريف»، التي تتكون من 38 محلاً مخصّصة للمنتجات الحرفية والمطاعم التقليدية، إضافة إلى مركز لاستقبال الزّوار أُقيم عند مدخل الحي، ومركز لإدارة الحي يقام في «قصر فهد بن سعود» تديره الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتخصيص «قصر إبراهيم بن سعود»، كمركز لتوثيق تاريخ الدرعية، يُدار من قبل «دارة الملك عبد العزيز»، إضافة إلى تهيئة الممرات والفراغات العامة داخل الحي، ورصفها وإضاءتها بأساليب متعددة لتبرز القيمة التراثية للحي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.