آندي كول... من حياة أقرب للأحلام إلى أيام مليئة بالآلام

مهاجم إنجلترا ونيوكاسل ويونايتد السابق يتحدث عن مسيرته الكروية الحافلة ورحلة عذابه مع المرض

كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999
كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999
TT

آندي كول... من حياة أقرب للأحلام إلى أيام مليئة بالآلام

كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999
كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999

قال آندي كول بينما كان يسحب معطفه على جسده المرتعش: «أشعر بالامتنان لأنني عشت يوماً آخر». وهبت علينا نسمات باردة في الحديقة التي كنا نجلس بها في قرية «ألديرلي إيدج» أنا وكول وقدح شاي فارغ، وذلك على بعد 15 ميلاً من استاد «أولد ترافورد»، الذي لا يزال كول ينظر إليه باعتباره «مسرح الأحلام». وباعتباره لاعب في صفوف «مانشستر يونايتد»، شارك كول في الفوز بخمس بطولات دوري، وبطولة دوري أبطال أوروبا وثلاث بطولات كأس الاتحاد الإنجليزي، بما في ذلك ثلاثية من البطولات عام 1999، وعاش كول حياة أقرب إلى الأحلام لسنوات، حتى وإن كان هدوؤه الواضح قد أثار انطباعا خاطئا بأنه متجهم.
ومع هذا، قال كول الآن وهو في الـ47: «لن أعود قط الشخص الذي كنت عليه سابقاً». ومن الواضح أن اللاعب السابق عاقد العزم على عدم التحسر على انتهاء مسيرته الكروية. ومع هذا، أبدى حسرته بالفعل على «المعركة الداخلية» و«العذاب» الذي كابده وعمق بداخله الشعور بالاكتئاب وجعله يفكر في التخلص من حياته، الأمر الذي يعود في جوهره إلى تردي حالته الصحية. الملاحظ أنه على مدار العقد الماضي، أذعن كول أمام فكرة أن مسيرته داخل الملاعب قد انتهت منذ أمد بعيد، وانحسرت على نحو جعلها مقصورة على شظايا ذكريات ترتبط بإحصاءات راسخة تؤكد أن كول يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أكبر الهدافين في تاريخ بطولة الدوري الممتاز، ولا يسبقه سوى آلان شيرر وواين روني. كما يأتي في المرتبة الـ12 في قائمة أعلى اللاعبين الذين ساعدوا في تسجيل أهداف على مر التاريخ - بصورة أساسية عندما كان يشارك في صفوف «مانشستر يونايتد» أو عندما كان بمثابة البطل الخجول في «نيوكاسل يونايتد».
وقال كول: «الأمر الرائع أنه بإمكانك أن تعيش يوماً آخر»، وذلك قبل أن يصبح صوته أجش أثناء محاولته شرح كيف أنه ناضل للتأقلم مع وضع جديد طيلة 18 شهراً منذ أن أجرى جراحة زرع كلية أنقذت حياته. كان كول قد سقط مريضاً بعدما أصيب بفيروس أثناء قيامه برحلة إلى فيتنام بصفته سفيراً لـ«مانشستر يونايتد» عام 2015، وفي محاولة منه لتجاهل شعوره بالإنهاك والانتفاخ الذي أصاب جسده ووجهه، نفى كول أنه مريض حتى استشار طبيباً نهاية الأمر، والذي اكتشف أن كفاءة عمل كليته تراجعت إلى 7 في المائة من طاقتها الطبيعية. وتدخل نجل شقيقه، ألكسندر بالمر، لإنقاذ حياته بعدما تبرع له بإحدى كليتيه في إطار جراحة زراعة كلية ناجحة في أبريل (نيسان) 2017.
ومع أن هذه المعركة انتهت بفوز كول، فإن الحرب الأكبر استنزفته. وعن هذا، قال: «أصبت بالإحباط بعد عملية زراعة الكلية الجديدة لأنه كان من الصعب للغاية علي إدراك حجم المحنة التي أواجهها. وأتذكر أنني في إحدى اللحظات أفرغت حقيبة الأدوية بأكملها وجلست أبكي وأفكر: (من أجل البقاء حياً ليوم واحد آخر، هذا ما يتعين علي تناوله. أما بالنسبة لبقية حياتي، لست على ثقة من أنه بمقدوري الاستمرار)».
وأضاف: «لا أزال أناضل عاطفياً. ولا أزال أناضل جسدياً، أيضاً. لا يمر علي يومان متشابهان، وتعني مسألة تناول العقاقير أن يوماً تشعر خلاله بأنك على ما يرام وآخر تشعر أنك في حالة سيئة. وأتمنى ألا يعايش أحد مثل هذه التجربة لأنها عصيبة للغاية. كما أنها تدمر الحياة الأسرية». بوجه عام، قضينا معاً 90 دقيقة تحدث خلالها كول بصراحة كاملة وبتفاصيل دقيقة عن حياته بعد زراعة الكلى.
خلال المقابلة، رغب كول في الحديث فحسب بحيث يتمكن من «التنفيس عن كل ما بالداخل». إضافة لذلك، رغب كول في التعبير عن اعتذاره لكل شخص آذاه. في الواقع، عانت أسرته، خاصة زوجته، شيرلي، من جميع شكوكه وتقلباته المزاجية. وقال كول: «أعتذر الآن إلى كل شخص عن الأسلوب الذي كنت عليه. لقد أقدمت على اقتراف أمر بشع بتعذيبي لذاتي بسبب المرض. في هذه الظروف، يحاول المرء أحياناً دفع المحيطين به بعيداً لأنهم يحاولون الحد من الخسائر. وبعد مرور 18 شهراً على عملية زراعة الكلى، أدركت أن هذا مرض سيبقى معي بقية عمري».
جدير بالذكر أن العملية الجراحية المتعلقة بزراعة الكلى أقل تعقيداً عن المعركة التي تعقب العملية في مواجهة رفض الجسم للعضو الجديد. في هذا الصدد، قال كول: «لا تنس أن الكلية الجديدة جسم غريب. لذلك، سارع جسدي إلى مهاجمته. وعليه، اضطررت لتناول عقاقير تقاوم هذا الرفض لمنع جسدي من الفوز. ورغم أن الناس كثيراً ما ينصحونك قائلين: (كن إيجابياً)، فإنك لا تعلم في واقع الأمر إلى متى سوف تستمر الكلية الجديدة في العمل. من الممكن أن تعمل لمدة خمس أو 10 سنوات. وربما تنهار غداً. كل يوم، تقف في مواجهة المجهول».
هل أثرت محنة المرض بالسلب على زواجه؟ أجاب كول: «بصورة هائلة. لقد دفعت المحنة الجميع نحو الحافة. من قبل، كنت أرى أشخاصاً مكتئبين ويفكرون بالانتحار وأجد صعوبة في استيعاب الأمر. الآن، أجدني في نفس الموقف، فبمجرد أن يصاب المرء بالاكتئاب تبدأ أفكار الانتحار في مداعبة مخيلة المرء. ومع أن أسرتي تدرك هذا الأمر أكثر عن الغالبية، فقد دفعتهم نحو حافة الانهيار. وبسبب امتناعي عن إخبارهم عن شعوري على وجه التحديد طوال السنة الماضية، عايشت أقسى سنوات عمري على الإطلاق».
وأوضح كول أنه «عندما تمر بجراحة لإنقاذ حياتك، يبدو الأمر أشبه بالتعامل مع بطاقة الاعتماد الخاصة بك، فأنت لا تقرأ الكتابة المطبوعة الصغيرة. وأحرص على إخبار نفسي أنني أشعر بسعادة بالغة عن كل ما منحته الحياة لي. إلا أنني إذا صحوت ذات يوم وقررت كليتي أنه (لا يروق لي العمل اليوم)، فإنني بذلك سأعود إلى المربع صفر».
في الواقع، الإنصات لرجل في منتصف العمر يتحدث بهذا القدر الكبير من الصراحة والتفصيل يعد بمثابة تجربة مؤثرة - خاصة عندما يكون لاعب كرة قدم سابقا شارك في بطولة الدوري الممتاز، سبق له عزل نفسه عن العالم بسبب شعوره أن الآخرين يتعسفون في إصدار الأحكام عليه. من ناحيته، قال كول، في إشارة إلى صورته في وسائل الإعلام: «لقد التزمت دوماً الهدوء، ومن الممكن أن ينظر البعض إلى الهدوء باعتباره مؤشراً على الضعف. يبدو الأمر شبيهاً بوضع رحيم سترلينغ هذه الأيام، فهم يفعلون به ما سبق وأن فعلوه بي. إن أكثر ما يثير الضيق بخصوص كرة القدم التعليقات التي يلقيها أشخاص عنك، رغم أنهم حتى لا يعرفونك. فيما يتعلق بي، كانت هذه التعليقات في الغالب من عينة: (إنه متغطرس وصعب المراس). إلا أنه بعد ذلك، عندما يعرفك الناس بشكل أفضل، فإنهم يبدلون موقفهم ويقولون: (أنت لست بهذه الصورة)».
لم يتوقف كول كثيراً عند هذه النقطة، لكن مثلما الحال مع سترلينغ، لا تزال ثمة شكوك قائمة بأن العنصرية تقف وراء مثل هذه الصور النمطية. تجدر الإشارة إلى أن والد كول هاجر إلى إنجلترا، قادماً من جامايكا وانتهى به المقام في نوتنغهام خلال ستينات القرن الماضي. وعن هذا، قال كول: «لم يتحدث والدي قط عن هذا الأمر، لكنه عندما قدم إلى هنا للمرة الأولى وحاول العثور على مسكن، رأى لافتات مكتوبا عليها: )غير مسموح للسود، وغير مسموح للآيرلنديين، وغير مسموح للكلاب)».
والسؤال هنا: هل تعرض كول لعنصرية؟ وأجاب اللاعب السابق: «نعم، لقد كان أمراً جنونياً، لأن أحد المسؤولين الكبار في نوتنغهام فورست أصر على الإشارة إلي بألفاظ عنصرية، وكان يطلق علي اسم (تشوكي9. وذات يوم قلت له: (اسمي أندرو، ويجب أن تتوقف على مخاطبتي باسم تشوكي). كنت في الـ13 حينها. وقد فوجئ المسؤول بحديثي لأنه في تلك الأيام كان يحق لأي شخص أن يقول ما يحلو له. وقد ترك هذا الموقف مرارة داخلي عندما كنت صبياً».
وحتى عندما كان لاعباً محترفاً صغيراً، كان توجه كول يساء فهمه بعض الأحيان. وفي هذا الصدد، شرح أنه: «في آرسنال [حيث شارك في مباراة واحدة بين عامي 1989 و1992] كان لدى المدرب، جورج غراهام، اعتقاد بأنني شخص متعجرف. وعندما شاركت في اجتماع معه، وكنت في الـ18 من عمري أخبرته: (إنني بارع بما يكفي للمشاركة في الفريق الأول). وكان هذا موقفاً صعباً للغاية لأنه في تلك الأيام كانت الثقافة السائدة في مجال كرة القدم تقوم على مبدأ افعل كما تؤمر. ونظر إلى المدرب على نحو وكأنه يتساءل: (من تكون أنت بحق الجحيم؟)».
وبعد فترتي إعارة، انضم كول إلى «بريستول سيتي»، لكن بعد أقل عن موسم، حطم «نيوكاسل يونايتد» الرقم القياسي له في المبالغ التي يدفعها لضم لاعبين وضم كول إلى صفوفه مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني في فبراير (شباط) 1993، وسجل كول 12 هدفاً خلال 12 مباراة، ليعين بذلك فريقه تحت قيادة المدرب كيفين كيغان على السيطرة لفترة طويلة على قمة الدوري الممتاز. وفي الموسم التالي، أحرز 32 هدفاً بالدوري الممتاز بعد أن بنى شراكة فتاكة مع بيتر بيردسلي وأصبح اللاعب المفضل في نيوكاسل.
وقال كول: «كان أمراً مرعباً للغاية. لقد ناضلت كي أتمكن من التعامل مع هذا القدر الضخم من الإشادة والإطراء، لأنني لا أجيد التعامل مع هذه المواقف في العادة. حتى الآن، أواجه صعوبة في التعامل مع الإشادة. ومن المقرر وضع اسمي في قاعة النجوم داخل نادي (نيوكاسل يونايتد)، الشهر المقبل. ومن الواضح أنه سيتعين علي محاولة الاستمتاع بالإشادة، لكنني أرى أنني كنت أقوم بعملي فحسب عندما كنت أحرز أهدافاً. لذا يبدو كل هذا الإطراء سريالياً بالنسبة لي».
يذكر أن كول انضم إلى «مانشستر يونايتد» في يناير (كانون الثاني) 1995 مقابل مبلغ كان قياسيا حينها على مستوى كرة القدم الإنجليزية. وفي هذا الصدد، قال كول: «داخل نيوكاسل يونايتد، انتظر الجميع مني تسجيل الأهداف فحسب، لكن داخل أولد ترافورد أصبحت لاعبا شاملا على نحو أفضل». وسالت كول: كيف كان شعورك عندما لعب تحت قيادة المدرب سير أليكس فيرغسون؟ وأجاب: «كان الأمر صعباً، لكن بمرور الوقت أحببته. في الحقيقة لا أمانع أن يقسو علي المدربون إذا كان ذلك سيخرج أفضل ما لدي. وكان اللعب تحت قيادة سير أليكس فيرغسون تجربة كاشفة بالنسبة لي. كان شخصاً رائعاً والمدرب الوحيد الذي قابلته لديه القدرة على تدريب أجيال مختلفة. ومع هذا، فإن الأسلوب الذي كان يتحدث به معنا آنذاك لن يفلح اليوم بالتأكيد. ومع هذا، تظل الحقيقة أنه المدرب الوحيد الذي تمكن من إخراج أفضل ما لدي من مهارات. لقد فهمني كإنسان، وحتى في تعامله مع مسألة تيدي شرينغهام كان رائعاً. لقد ذكر الأمر أمامي مرة واحدة، ثم خلفه وراء ظهره تماماً».
جدير بالذكر أن كول وشرينغهام كانا مشهورين بامتناعهما عن الحديث إلى بعضهما البعض رغم تكوينهما شراكة فاعلة للغاية في خط الهجوم. كان كول مستاء من شرينغهام لزجره إياه أثناء جريه داخل الملعب في أول مشاركة له كلاعب بديل في صفوف المنتخب الإنجليزي عام 1995، ولم يغفر له هذا الموقف قط. بدلاً من ذلك، كان كول مقرباً من دوايت يورك ونجحا معاً في بث الرعب في صفوف خطوط الدفاع في إنجلترا وأوروبا، خاصة عام 1999 عندما فاز «مانشستر يونايتد» بثلاثة بطولات في موسم واحد.
وأضاء وجه كول عندما ذكرته بهذه الشراكة عندما بلغت ذروة تألقها خلال مباراة قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، عندما نجحا في تحويل دفة المباراة أمام يوفنتوس من الهزيمة بنتيجة 2 - 0 إلى الفوز 3 - 2 في تورينو. وعن هذه المباراة، قال كول: «كانت تلك أفضل مباراة شاركت فيها على الإطلاق. وترد على ذهني مباراة قبل النهائي أكثر عن النهائي (عندما سجل مانشستر يونايتد هدفين في الوقت بدل الضائع ليفوز على بايرن ميونيخ). في مباراة النهائي، لم نقدم أداءً جيداً وحققنا الفوز من خلال أسوأ هدفين في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا، لكنني لا أعبأ بذلك. لقد فزنا في النهاية».
وبالنظر إلى نقاط الذروة المهنية تلك التي بلغها كول، بدأ الوضع عصيباً بالنسبة إليه بعد 18 عاماً في نهار يوم إجراء جراحة الكلى. وعن هذا الموقف، قال: «ساورتني الكثير من المخاوف. وانصب قلقي على أسرتي. وكنت أفكر في نفسي: (لن أكون هنا بعد اليوم. لذا، علي أن أرتب كل شيء قبل رحيلي). وكنت محظوظاً بإقدام نجل شقيقي على التبرع لي بكليته. وقد استأصلوا الكلية من ألكسندر أولاً، وعندما جاءوا إلي لم أشأ خوض العملية. لقد أثر في الموقف كثيراً. وعمدت زوجتي إلى الحديث إلي لتهدئتي. وقلت لها مراراً: (لست واثقا من رغبتي في فعل ذلك). السير إلى داخل غرفة العمليات كان أشبه باقتحام المجهول».
ورغم أنه قبل ساعة كان على وشك البكاء، بدأ كول قرب نهاية المقابلة أقوى وأكثر اتقاداً ونشاطاً. وقال: «لقد كرهت شعوري بالمرض بشدة. ويقول الجميع إنه لا يتعين عليك الشعور على هذا النحو، لكن لا يمكنك الفرار من الشعور بأنك خذلت الكثيرين. إلا أن الحديث عن هذا الأمر يساعدني على التنفيس عما يجيش بداخلي».


مقالات ذات صلة

«الدوري الأوروبي»: عمر مرموش ينافس على جائزة أفضل هدف بالجولة الرابعة

رياضة عربية المصري عمر مرموش يواصل نثر سحره في «البوندسليغا» و«اليوربا ليغ» (رويترز)

«الدوري الأوروبي»: عمر مرموش ينافس على جائزة أفضل هدف بالجولة الرابعة

تصدَّر النجم المصري عمر مرموش، هداف فريق آينتراخت فرنكفورت قائمة المرشحين لجائزة أفضل هدف في الجولة الرابعة من الدوري الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية مشجعو مكابي تل أبيب تعرَّضوا لاعتداءات في هولندا (رويترز)

إسرائيل تعلن إقلاع أول طائرة لإعادة المشجعين من أمستردام

أعلنت هيئة الملاحة الجوية الإسرائيلية (الجمعة) أن الطائرة الأولى المخصصة لإعادة المشجعين من هولندا أقلعت من مطار بن غوريون بتل أبيب.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عربية سبق لجارديم تحقيق نجاحات في المنطقة العربية (الاتحاد الآسيوي)

البرتغالي جارديم يخلف كريسبو في تدريب العين الإماراتي

أعلن العين المنافس في دوري المحترفين الإماراتي لكرة القدم اليوم الجمعة تعيين البرتغالي ليوناردو جارديم مدربا للفريق حتى نهاية كأس العالم للأندية 2025.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عالمية يعدّ إيرانكوندا مهاجم بايرن إحدى أبرز المواهب الشابة الواعدة في أستراليا (رويترز)

مدرب أستراليا يستبعد إيرانكوندا ويستدعي لاعبين ذوي خبرات

استبعد توني بوبوفيتش مدرب أستراليا، اللاعب الشاب نيستوري إيرانكوندا، واستدعى اللاعبِين ذوي الخبرة: رايان غرانت، وميلوش ديغينيك، ومارتن بويل.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
أوروبا  زعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز (د.ب.أ)

وسط الهجوم على مشجعين إسرائيليين... زعيم اليمين المتطرف يصف هولندا بـ«غزة أوروبا»

أعلن زعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز، الذي يُعدّ حزبه عضواً في الحكومة الهولندية، على منصة «إكس»، أن البلاد أصبحت «غزة أوروبا».

«الشرق الأوسط» (أمسترادم)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».