محمد إسكندر: الجيل الحالي يختلف كثيرا.. وسأتجه لتقديم برنامج تلفزيوني

أطلق أخيرا أغنية «العالم جنت» التي تتناول موضوع تصوير الـ«سيلفي»

محمد إسكندر
محمد إسكندر
TT

محمد إسكندر: الجيل الحالي يختلف كثيرا.. وسأتجه لتقديم برنامج تلفزيوني

محمد إسكندر
محمد إسكندر

قال الفنان اللبناني محمد إسكندر، إن أفكار نجله فارس إسكندر جعلته يواكب بغنائه جيل الشباب وأهله معا. وكان قد أطلق أخيرا أغنية «العالم جنت» التي تتناول موضوع ظاهرة الـ(selfie) المتفشية بين أبناء الجيل الحالي. وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الكلام الذي يكتبه لي ابني يعالج مواضيع آنية تشغل الناس اليوم، كما أن ألحانه تطورت وصارت تلاقي النجاح الكبير لدى مستمعيها». ومن المعروف أن محمد إسكندر يتعاون مع ابنه الشاعر والملحن فارس إسكندر منذ فترة، كما أن غالبية الأغاني التي ألفها له مثل «غرفة عمليات» و«جمهورية قلبي» و«ضد العنف» وغيرها لاقت صدى طيبا لدى جمهوره الذي حفظ هذه الأغاني وراح يرددها ظهرا عن قلب. ويقول محمد إسكندر في هذا الصدد: «لقد صرت أواكب جيلين مختلفين تماما وهما الشباب وأهله، بعدما وضعني ابني على سكة الحداثة من ناحية وبعدما عرفني أبناء جيلي في أغاني الطربية القديمة من ناحية ثانية». وعن علاقته بابنه، قال: «هو عاش معي وتابع مسيرتي منذ صغره، والأهم هو أنه حقق النجاح، ليس لأنه ابن محمد إسكندر، بل لأنه شاب موهوب وأثبت مهاراته الفنية». وأضاف: «لقد قدم أعمالا جيدة حتى لغيري من الفنانين وأنا فخور به».
وعما إذا فاجأه موضوع أغنيته الجديدة «العالم جنت»، قال: «نعم، في البداية فوجئت، صحيح أنه سبق أن تناولت مواضيع جديدة، ولكن لم يخطر في بالي أن أغني للـ(selfie) والـ(واتس أب) وهما أسلوبا اتصال شائعان بكثرة حاليا بين الناس حتى إن البعض يضيع من دونهما من شدة إدمانه إياهما». وعن رأيه في التكنولوجيا التي تشهد تطورا ملحوظا يوما بعد يوم، أجاب: «أنا من الأشخاص الذين يفضلون الأشياء على طبيعتها، إذ أفضل أن أسمع صوت محدثي وأن أشاهده وجها لوجه بدل أن أتراسل معه في الـ(واتس أب)، وبرأيي أن التكنولوجيا زادت من المشاكل بين الناس رغم أنها سهلت حياتهم من جهة أخرى». ولكن، هل يستخدم الـ(selfie) هو أيضا؟ يرد مبتسما: «قد أقوم بها ولكن نادرا، كما حصل معي مثلا عندما التقيت الموسيقار ملحم بركات في الطائرة فأخذنا صورة (selfie) معا، ورحنا نضحك عليها طويلا عن طريق النكتة ليس أكثر». وعما إذا يرى أن مسيرته الفنية تطورت بعد مواكبته جيل الشباب بأغان تلفته، رد موضحا: «لا أسمي ذلك تطورا، فأنا معروف بأنه لدي قسم كبير من الجيل القديم الذي حفظ أغاني الطربية منذ بداياتي، ولكن عندما أتاح ابني لي الفرصة بأن أدخل الحداثة لم أتردد لأن في ذلك إضافة لي، واليوم عندما أطلب إلى حفلة زفاف مثلا، فالعروسان وأهلهما معا يكونان وراء هذا الطلب لأنني أرضي ذوق الطرفين».
وعما إذا هو يتوقع الاستمرار في هذا الخط (الشبابي) لمدة طويلة، قال: «ليس هناك توقيت معين لدخولي هذه الموجة أو خروجي منها، ولكني بالتأكيد سأعتمد التنويع قريبا في أغاني وأعود لخطي الأصلي الذي أؤدي فيه الأغاني الطربية والشعبية والرومانسية، ولقد تحدثت مع ابني في هذا الموضوع منذ فترة قصيرة». وذكر أن هناك مجموعة من المغنين الصاعدين الذين يتمتعون بأصوات جميلة كربيع الجميل ونادر الأتاس وغيرهما وأنه شخصيا يحب الاستماع للموسيقار ملحم بركات ومعين شريف وأن مشروع أداء ديو غنائي معا هو أمر وارد إلا أن انشغالات معين الكثيرة حالت دون ذلك حتى الآن. وعما إذا كان المغني السوري علي الديك، قد نال فرصة تقديم برنامج تلفزيوني على حساب المطربين اللبنانيين وهو واحد منهم، أجاب: «الفرصة التي أخذها علي الديك هي رزقته ومكتوب له أن ينالها، وما نلته أنا حتى اليوم هو ما أراده رب العالمين لي، والأهم أن نكون حاضرين وجاهزين لكل فرصة تسنح لنا». وأضاف: «قريبا جدا سترونني في برنامج تلفزيوني ولن أتحدث عن تفاصيله الآن، وما أرغب في قوله هو أن هناك كما كبيرا من الفنانين اللبنانيين الذين يستحقون إعطاءهم فرصة المشاركة أو تقديم برنامج تلفزيوني كملحم بركات ووليد توفيق وغسان صليبا وكثيرين غيرهم، لا سيما أن بعض الهواة أجادوا الغناء أفضل من بعض أعضاء لجان الحكم الذين يقررون مصيرهم». ورأى أن القائمين على التلفزيونات يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار خبرات هؤلاء الفنانين الذين ذكرهم وألا ينتظروا إلى أن يصبحوا على العكازة للاستعانة بهم». وعن سبب عدم إنزاله ألبوما غنائيا كاملا منذ فترة طويلة، أجاب: «الأغنية الفردية هي الرائجة حاليا على الساحة في غياب شركات الإنتاج التي تتردد في تبني الأصوات الأصيلة». وعن طموحاته المستقبلية التي تراوده رغم خبرته الطويلة في عالم الغناء، رد موضحا: «الطموحات لا تتأثر بعمر المطرب، فأنا أشعر بأنني ما زلت طفلا صغيرا، وعندما أكون على المسرح أنسى تماما أنني صرت في هذه السن والناس تتفاعل معي بصورة طبيعية، وهناك الكثير من المجوهرات المدفونة في داخلي ولم أخرجها بعد إلى الملأ، وأتمنى أن يقدرني الله على ذلك».
وعن كليب أغنيته الجديدة (العالم جنت)، قال: «ستشاهدون محمد إسكندر جديدا وكليبا جيدا بشكل عام، نفذ بطريقة مبتكرة وجميلة من قبل المخرج سام كيال وهو دون شك سيعجبكم». وعن رأيه في الساحة الفنية اليوم، قال: «هي بخير، لكن بعض الفنانين طاروا عن الأرض وصاروا يسيرون وبرفقتهم خمسون مرافقا وثلاثون مستشارا، كأن العالم لا يتسع لهم». وعما إذا هو غير هؤلاء الفنانين ولم يستعن بمستشارين أو مرافقين، أجاب: «طبعا، هناك أشخاص أستشيرهم، ولكنهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ولا يرافقني في مشاويري كم من المرافقين. فالفنان يجب ألا يخاف من الناس، بل أن يلتقيهم ويكون قريبا منهم وإلا فشل». وعبر محمد إسكندر عن رضاه عن مسيرته الفنية وما حققه فيها حتى اليوم. وتوجه بنصيحة للفنانين الصاعدين قائلا لهم: «انتبهوا من الغرور؛ فالشهرة جميلة، ولكن لا تجعلوها تتحكم فيكم وفي مسيرتكم الفنية وإلا فإن السقوط إلى الهاوية يكون مصيركم». وعن رأيه في الفنانات الشهيرات حاليا على الساحة الغنائية، رد بإيجاز: «هذا الحديث قد يلزمه صفحات من جريدتكم الغراء ونقطة عالسطر وخير الكلام ما قل ودل».
وعن كيفية تعامله مع ابنه ماديا كملحن ومؤلف أغان، وإذا ما كان يفصل في هذا الموضوع ما بين الأبوة والعمل، أجاب: «هو قطعة مني من لحمي ودمي، فلا أفصل أبدا فيما بيننا، فالابن هو سر أبيه ولا نتعاطى بعضنا مع بعض من خلال المادة أبدا».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».