روسيا ترفع الحظر «جزئياً» عن موانئ أوكرانية في بحر آزوف

TT

روسيا ترفع الحظر «جزئياً» عن موانئ أوكرانية في بحر آزوف

أعلنت كييف، أمس، أن روسيا بدأت السماح لبعض السفن بدخول الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف، في مؤشر على تراجع حدة التوتر في المنطقة.
وكانت أوكرانيا قد اتهمت موسكو بمنع السفن التجارية من دخول ومغادرة الموانئ. وتصاعدت حدة التوتر في بحر آزوف، في أواخر الشهر الماضي، إثر احتجاز القوّات البحرية الروسية ثلاث سفن أوكرانيّة و24 بحاراً، في أول نزاع عسكري مفتوح بين البلدين منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014.
وقال وزير البنى التحتية الأوكراني، فلوديمير أوميلان، إنه «تم رفع الحظر جزئياً عن مينائي برديانسك وماريوبول» الأوكرانيين الرئيسيين على بحر آزوف، اللذين يعتبر تواصل العمل فيهما غاية في الأهمية بالنسبة لصادرات البلاد، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقل بيان للوزارة عن أوميلان قوله إن «السفن تصل وتغادر عبر مضيق كيرتش باتجاه الموانئ الأوكرانية»، مضيفاً أن «الحركة عادت جزئياً»؛ لكنه أشار إلى وجود 17 سفينة لا تزال تنتظر دخول بحر آزوف، وواحدة تنتظر المغادرة.
وحمّلت كييف موسكو مسؤولية توقف حركة عشرات السفن عبر المضيق الذي يربط البحرين الأسود وآزوف.
وأعرب الوزير عن أمله في رفع الحظر عن الموانئ بشكل كامل، وإطلاق سراح البحارة خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو أمس عائلات البحارة المحتجزين، وتعهد بالقيام بكل ما في وسعه لضمان الإفراج عنهم. وقال إن «لا شيء أهم بالنسبة إليَّ من إخراجهم» من السجن.
ورغم الدعوات الدولية للإفراج عنهم، فإن محكمة روسية أمرت باحتجاز البحارة الموقوفين في موسكو لمدة شهرين. ويخضع ثلاثة منهم للعلاج إثر إصابتهم بجروح.
وأصر بوروشنكو على أن احتجازهم يعد غير قانوني، قائلاً: «بحسب وضعهم وبموجب معاهدة جنيف، هم حالياً أسرى حرب، ولا يمكن محاكمتهم في أي محكمة تابعة للكرملين». وانخرط البلدان في سجال؛ حيث أصرت روسيا على أن السفن الأوكرانية عبرت مياهها الإقليمية بشكل غير شرعي.
وأعلنت روسيا سيطرتها على مضيق كيرتش، بعدما ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وفي أعقاب المواجهة العسكرية الشهر الماضي، رفعت أوكرانيا درجة التأهب في أوساط قواتها، وفرضت قانون الطوارئ في مناطقها الحدودية. وأسفر النزاع المسلح في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، خلال خمس سنوات.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.