«الجيل الثالث» من عائلة بارزاني لتولي قيادة كردستان العراق

«الديمقراطي الكردستاني» رشح نيجيرفان لرئاسة الإقليم ومسرور رئيساً للحكومة

نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني (موقع «رووداو»)
نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني (موقع «رووداو»)
TT

«الجيل الثالث» من عائلة بارزاني لتولي قيادة كردستان العراق

نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني (موقع «رووداو»)
نيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني (موقع «رووداو»)

أخيراً، حسمت قيادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني، التكهنات والتوقعات بخصوص الشخصية التي ستتولى تشكيل حكومة الأغلبية في إقليم كردستان العراق، وأكدت رسمياً، أمس، على لسان المتحدث باسم الحزب، أن مسرور، النجل الأكبر لبارزاني مدير وكالة الاستخبارات المشهود له بالكفاءة والحنكة، سيتولى رئاسة الحكومة المنتخبة، فيما سيكون نيجيرفان بارزاني، رئيس الحكومة المنصرفة نائب زعيم الحزب ابن شقيقه (الراحل إدريس) وصهره، مرشح الحزب لرئاسة إقليم كردستان.
ويرى مراقبون أن قرارات الحزب هذه تأتي في إطار ترتيب البيت الحزبي والعائلي، وتمهد لتسلم الجيل الثالث من العائلة البارزانية، ممثلاً بنيجيرفان ومسرور بارزاني، قيادة الإقليم، بعد ملا مصطفى بارزاني (الجد) الذي أسس «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، ليخلفه في القيادة بعد وفاته نجلاه إدريس (توفي عام 1987) ومسعود.
وسيباشر مسرور بارزاني، بعد ترشيحه رسمياً من قبل الحزب، التشاور والتفاوض مع القوى والأحزاب الفائزة في الانتخابات النيابية التي جرت نهاية سبتمبر (أيلول) المنصرم لتشكيل الحكومة المقبلة، التي أكد الحزب الديمقراطي أنها ستكون ائتلافية، ولكن ليست ذات قاعدة عريضة، كما الوزارة السابقة التي اقترنت بكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية التي ما زالت آثارها السلبية ماثلة للعيان في الإقليم.
ولقي الإعلان رسمياً عن المرشحين ردود أفعال متباينة في الأوساط الأكاديمية والسياسية والشعبية، تراوحت بين الترحيب والتفاؤل بغد سياسي مشرق، وبين الجزم بعدم حدوث أي تطور يذكر على الصعيد السياسي على المستوى الداخلي، لا سيما أنه من المتوقع أن تقتصر الحكومة المقبلة على مشاركة بعض الأطراف السياسية، وحصر البقية في خانة المعارضة.
ويرى عبد الحكيم خسرو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين في أربيل، أن التحول الحاصل يعكس بجلاء التطور الإيجابي الحاصل في سياسة «الحزب الديمقراطي»، الذي يشغل 45 مقعداً في البرلمان، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «بلا شك هذا تحول كبير، وسيترك أثراً إيجابياً عميقاً على الوضع السياسي، سواء على المستوى المحلي أو مستوى العراق والمنطقة، كما أنه يأتي في إطار الإصلاحات السياسية داخل الحزب نفسه، الذي يريد أن يوحي لجماهيره العريضة بأنه قادر على تحمل المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه في المرحلة المقبلة، من حيث إدارة شؤون البلاد، ومواجهة التحديات القائمة في المرحلة المقبلة». ويعتقد خسرو أن كلا المرشحين «يمتلك من الخبرة السياسية والإدارية ما يؤهله لأن يكون رجل المرحلة المقبلة بامتياز، لا سيما في مجال حلحلة المشاكل العالقة مع بغداد، وتدشين عهد جديد من العلاقات الطيبة والمتوازنة بين الجانبين، وتوسيع آفاق العلاقات بين الإقليم والعالم الخارجي».
في المقابل، يعتقد مهدي أبوبكر، الأستاذ في كلية الصحافة والإعلام بجامعة السليمانية، أن ترشيح بارزاني لكل من نجله وصهره لأرفع منصبين في الإقليم «يندرج في إطار سعيه لحسم الصراعات السياسية الخفية بين هذين الرجلين المقربين منه بطريقة دبلوماسية وسياسية حكيمة، ودون إثارة القلاقل»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بارزاني الأب تعامل مع القضية بروية وتبصر، فقد نقل كل صلاحياته، بعد تنيحه العام الماضي، إلى رئيس السلطة التنفيذية، لكي تنتقل لاحقاً إلى نجله، الذي سيتبوأ ذلك المنصب قريباً، بمعنى أنه سحب البساط تدريجياً من تحت أقدام صهره الذي كان قد عزز دعائم نفوذه داخل الحكومة والحزب، وأن ما سيتمتع به من صلاحيات، كرئيس للإقليم، ستكون تشريفاتية وبروتوكولية محدودة، وبالتالي سينسب كل ما يمكن أن يتحقق من تطور إيجابي في ظل حكومة الأغلبية إلى نجل بارزاني، خصوصاً أن (الحزب الديمقراطي) سيسعى إلى تمرير مشروع دستور الإقليم المعطل في البرلمان منذ سنوات، مستغلاً أغلبيته النيابية، وذلك بعد تعديل وتثبيت صلاحيات كل من رئيسي الإقليم والحكومة، إرضاء لأقطاب المعارضة، التي كانت تعارض وتتحفظ سابقاً على الصلاحيات الواسعة التي كانت ممنوحة لرئيس الإقليم»
واستبعد أبو بكر حدوث إصلاحات سياسية أو إدارية تذكر في الإقليم، في ضوء التطور الحاصل، لأن «الحزب الديمقراطي» سيسعى إلى دفع معظم القوى السياسية إلى خانة المعارضة، انطلاقاً من يقينه بأن المعارضة السياسية الفاعلة لم تعد قائمة في الإقليم.
ومسرور بارزاني من مواليد 1969، وقد أكمل الدراسة الإعدادية في إيران، وهو حاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة واشنطن، وتولى رئاسة وكالة الاستخبارات في إقليم كردستان عام 2012، ويجيد اللغات العربية والإنجليزية والفارسية.
أما نيجيرفان بارزاني، فهو من مواليد 1966، وقد تولى منصب نائب رئيس حكومة الإقليم 1996، ثم رئاسة الحكومة من 2011 حتى الآن، ويجيد اللغات الإنجليزية والعربية والفارسية.



«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».