إضراب عام في إسرائيل احتجاجاً على تزايد جرائم قتل النساء

160 قتيلاً في العقد الأخير بينهم 23 امرأة في 2018 وحده

خلال مظاهرة مناهضة للعنف ضد النساء في تل أبيب الشهر الماضي (منظمة العمال الاجتماعيين)
خلال مظاهرة مناهضة للعنف ضد النساء في تل أبيب الشهر الماضي (منظمة العمال الاجتماعيين)
TT

إضراب عام في إسرائيل احتجاجاً على تزايد جرائم قتل النساء

خلال مظاهرة مناهضة للعنف ضد النساء في تل أبيب الشهر الماضي (منظمة العمال الاجتماعيين)
خلال مظاهرة مناهضة للعنف ضد النساء في تل أبيب الشهر الماضي (منظمة العمال الاجتماعيين)

تشهد إسرائيل، إضرابا عاما عن العمل، اليوم الثلاثاء، وذلك احتجاجا على تزايد العنف ضد المرأة. ويجري الإضراب بمبادرة من المنظمات النسائية وأكثر من 200 مؤسسة إسرائيلية، بما في ذلك الكنيست (البرلمان) واتحاد العاملين والنقابات (الهستدروت) ومنظمة العمال الاجتماعيين. وأكدت الجهات المذكورة أنها ستسمح للموظفات والعاملات بالتخلف عن العمل دون قطعن أجورهن.
وقد جاء هذا الإضراب بعد اكتشاف جريمتي قتل بشعتين لطفلتين، هما: العربية يارا أيوب (16 سنة) من قرية الجش في أعالي الجليل، والإثيوبية الأصل، سيلفانا تسيجاي (12 سنة)، في جنوب تل أبيب، لتضافا إلى سلسلة تألفت من 23 جريمة قتل بحق الإناث، نصفهن من العرب، وغالبيتهن قتلن بأيدي أحد المعارف أو الأقارب منذ مطلع سنة 2018.
وحسب إحصاءات الشرطة، فإنه خلال عام 2011 قُتِلت 27 امرأة وفي العامين 2016 و2017 قُتِلت 16 امرأة في السنة. وفي العامين 2014 و2015 قُتِلت 13 امرأة في السنة. وفي العقد الماضي كله، قتلت 160 امرأة. واعتبرت النائبة عن القائمة المشتركة، عايدة توما سليمان، التي تترأس اللجنة البرلمانية لشؤون المرأة، هذه الأرقام الرهيبة دليلا على قصور الشرطة وعلى فشل الحكومة. ولذلك، فقد قدمت باسم «القائمة المشتركة» مشروعا للكنيست لنزع الثقة عن الحكومة، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية تُعنى بقتل النساء دائما. ولكن الأكثرية الأوتوماتيكية لليمين أسقطت المشروعين.
وقالت عضو الكنيست توما سليمان: «مررنا بيوم عصيب. قُتِلت شابتان على خلفية الجنس. يمكن أن تتعرض كل فتاة وامرأة للقتل وهذه الحقيقة رهيبة. يجب إقامة لجنة تحقيق لتحسين مواجهة هذه الكارثة التي تتعرض لها الدولة». وأضافت: «لم أثق أبدا في هذه الحكومة، بل قلت وأقول إن الحكومة التي تنتهك حقوق الإنسان، حكومة الاحتلال والعنف، الحكومة التي تقود مواطنيها إلى جحيم يومي، هذه الحكومة لن تنصف النساء. ولكن لست وحدي من أطالب بإسقاط هذه الحكومة، معي نظرات وصرخة يارا أيوب ومنال فرازات وكل النساء اللواتي قتلن خلال العقد الأخير والذي بلغ عددهن 160 امرأة! أكثر من 50 في المائة منهن قدّمن شكوى لشرطة إسرائيل، ورغم ذلك، لسن معنا اليوم».
وحيّت النائبة توما - سليمان خلال خطابها النساء اللواتي يناضلن من أجل حق النساء بحياة كريمة من دون عنف ولا قتل، وقالت: «لتستمر الحكومة بالاختباء، وسنستمر نحن بالنضال من أجل النساء وكل المواطنين. لقد أعلنا عن حالة طوارئ، ولأوّل مرّة ستخرج النساء في إسرائيل لإضراب شامل. نحن على مفترق طرق تاريخي، النساء قلن كلمتهن، والجمهور أعلن حجب ثقته عن هذه الحكومة، سينجح الإضراب وسنتابع نضالنا، من أجل منع قتلهن ومن أجل كل امرأة تعاني من عنف وتعيش بخوف ولا تجد أي عنوان، لأن المسؤول عن أمن وأمان المواطنات والمواطنين يعيش حالة إنكار ويتنصل من مسؤولياته».
وقام حراس الكنيست خلال خطاب النائبة توما - سليمان بإخراج ناشطات بالقوة من قاعة الحضور في الهيئة العامة، فأوقفت النائبة خطابها، وتطرّقت لعنف الحراس ضد النساء في الكنيست، وقالت إن «ما يحدث الآن أمام أعيننا ليس إلا تعبيراً عن العنف الممارس ضد النساء في كل مكان».
وقالت النائبة نيفين أبو رحمون في خطابها: «إننا نرفع اليوم علماً أحمر، بلون دم النساء اللواتي عرفتم أنهن سيخسرن حياتهن، ولم تفعلوا شيئا. بلون دم النساء اللواتي قبرنهن تحت التراب، لكن القتلة ما زالوا أحراراً». وأضافت أبو رحمون: «إننا نوجّه أصابع الاتهام للشرطة وللحكومة التي لا تقوم بواجبها من أجل وقف شلال دم النساء الجاري في بلداتنا. المجرمون أحرار، والشكاوى تبقى مجرد بلاغات لا تؤخذ بجدية لتحمي النساء، والسلاح منتشر يهدّد أمنا وسلامتنا. هذا كلّه بفعل قرار سياسي».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.