مصر تستعرض قدراتها العسكرية في أول معرض دولي للسلاح بالقاهرة

السيسي افتتح «إيديكس 2018» بمشاركة 41 دولة

مصر تستعرض قدراتها العسكرية في أول معرض دولي للسلاح بالقاهرة
TT

مصر تستعرض قدراتها العسكرية في أول معرض دولي للسلاح بالقاهرة

مصر تستعرض قدراتها العسكرية في أول معرض دولي للسلاح بالقاهرة

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أول معرض دولي للأسلحة في القاهرة، (إيديكس 2018)، بمشاركة نحو 400 شركة عارضة، تمثل 41 دولة من جميع أنحاء العالم.
وتمتلك مصر واحداً من أقوى الجيوش على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا. وتسعى من خلال المعرض، الذي يقام في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، لاستعراض قدراتها العسكرية، التي تم تعزيزها مؤخراً عبر صفقات سلاح دولية متنوعة، إضافة إلى تطوير صناعات محلية عسكرية.
يتضمن المعرض أعمال التطوير والتحديث التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية؛ في الأسلحة الدفاعية والتكنولوجيا الأمنية، التي تعتبر جزءاً من خطتها لمكافحة الإرهاب، وفقاً لما ذكره اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي.
وقام السيسي، برفقة فلورنس بارلي، وزيرة الجيوش الفرنسية، ووزراء دفاع عدد من الدول، بقص الشريط الافتتاحي للمعرض، تلى ذلك جولة بحضور مسؤولين عسكريين مصريين في قاعة عرض ضخمة، شملت جناحي دولتي السعودية والإمارات، وأجنحة خاصة لكبرى الشركات العالمية المختصة بصناعة الأسلحة.
رافق السيسي خلال الجولة وزراء الدفاع، ورؤساء الوفود المشاركة في المعرض، وهم وزراء دفاع الإمارات وعمان والسودان وفرنسا واليونان وقبرص وجنوب السودان والكاميرون وكوريا الجنوبية والصومال، فضلاً عن 7 رؤساء أركان، و7 وزراء للإنتاج الحربي من دول أخرى.
كما تفقد السيسي القسم الخاص بصناعة الطائرات وأسلحة «آر بي جي»، بالإضافة إلى قسم المدرعات داخل الجناح المصري بمعرض الصناعات العسكرية.
وقال وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، في كلمته خلال افتتاح المعرض: «نسعى (الجيش) لامتلاك القوة، ودحر أي عدوان على أرض مصرنا الغالية، في تعاون وثيق مع الدول المحبة للأمن والسلام».
وأوضح أن هذا التجمع الدولي سيتيح الفرصة أمام الدول والشركات المنتجة لنظم التسليح ومنظومات الدفاع، لعرض أحدث ما وصل إليه العلم العسكري في مجال الإنتاج والتصنيع العسكري، من تقنيات حديثة وقدرات دفاعية متطورة، وخلق تجمع عسكري راق، يتم خلاله عرض المبتكرات وتبادل الخبرات، وتنمية روابط العلاقات بين الدول في المجالات العسكرية.
من جهته، استعرض العقيد الدكتور مقاتل محمد حسين إمام مبروك، بمركز البحوث الفنية وتطوير الدفاع الجوي المصري، بعض المعروضات الدفاعية، ومنها رادار جوي ثنائي الأبعاد حتى مدى 250 كيلومتر، يقوم باكتشاف الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة حتى ارتفاع 12 كيلومتراً، وأوضح أنه تم تصميمه وتنفيذه بواسطة باحثي ضباط القوات المسلحة، وهو يتكون من هوائي ومرسل ومستقبل وجهاز عرض مبينات، وتكلفته تمثل 20 في المائة من مثيله بالأسواق العالمية.
وعلى هامش المعرض، استقبل الرئيس السيسي أمس فلورنس بارلي، وزيرة الجيوش الفرنسية. وقال السفير بسام راضي، المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس رحب بمشاركة فرنسا في معرض «إيديكس 2018»، مؤكداً ما يمثله المعرض من أهمية وفرصة جيدة للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه التقنيات العسكرية.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، شدد السيسي على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، مثمناً التعاون القائم بينهما في مختلف المجالات، خاصة في المجال العسكري، ومعرباً عن التطلع إلى تطوير التعاون الثنائي على نحو يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويساهم في التنمية.
وأضاف المُتحدث أن الوزيرة الفرنسية أكدت حرصها على حضور المعرض، وأن بلادها فخورة بمشاركة كبرى الشركات الفرنسية وبشكل موسع في المعرض؛ حيث بلغ عدد تلك الشركات 31 شركة، مؤكدة الأهمية التي توليها بلادها لتعزيز وتوطيد علاقات الشراكة القائمة بين البلدين على مختلف الأصعدة، بما في ذلك على المستويين العسكري والأمني، ومشيرة إلى حرص فرنسا على استمرار التنسيق عالي المستوي مع مصر، في ظل ما تمثله من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالمنطقة.
وذكر السفير راضي، أن اللقاء شهد تباحثاً حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى التباحث حول آخر تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة سبل مكافحة الإرهاب، والحد من خطورة العناصر الإرهابية وانتقالها من بؤر التوتر إلى مناطق أخرى.
وتشهد العلاقات بين القاهرة وباريس تطوراً كبيراً في الفترة الراهنة، عززها كثير من صفقات السلاح بين البلدين.
وعززت مصر منذ عام 2015 ترسانة أسلحتها من خلال التعاقد مع فرنسا على 24 طائرة مقاتلة متعددة المهام، من طراز «رافال»، وفرقاطة متعددة المهام من طراز «فرام»، وصواريخ قيمتها نحو 5.2 مليار يورو، إلى جانب حاملتي مروحيات من طراز «ميسترال» بقيمة 950 مليون يورو.
وفي لقاء آخر، استقبل الرئيس السيسي سافاس أنجليديس وزير الدفاع القبرصي، الذي أكد تطلع بلاده للاستمرار في فتح آفاق جديدة للتعاون بينهما، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».