ديفيد دي خيا وتيبو كورتوا ومارك أندريه تير شتيغن ومانويل نوير أربعة من أفضل حراس المرمى بالعالم إن لم يكونوا الأفضل فعليا، لكنهم يعانون هذا الموسم من تراجع في إحصائيات تصديهم للكرات... هل ذلك لتراجع في مستواهم أم لضعف في دفاعات فرقهم؟.
حملت عطلة نهاية الأسبوع الماضي سلسلة من النتائج الصادمة بمختلف أرجاء أوروبا. عانى ريال مدريد من هزيمة مذلة، لأنه خسر بنتيجة 3 - 0 على أرض إيبار، بينما تمكن بايرن ميونيخ بالكاد من إحراز التعادل بنتيجة 3 - 3 أمام فورتونا دولسدورف، الفريق القابع في قاع جدول ترتيب أندية الدوري الألماني الممتاز. وبالمثل، تعادل مانشستر يونايتد على أرضه أمام كريستال بالاس ومن بعده مع ساوثهامبتون الذي يعاني لتفادي الهبوط. واليوم، يقف الفريق الذي يتولى البرتغالي جوزيه مورينيو تدريبه أقرب إلى التراجع للنصف الأسفل عنه من محاولة التقدم للمربع الذهبي لأندية الدوري الممتاز الإنجليزي الذي يتصدره مانشستر سيتي.
وتتمثل النقطة الإيجابية الوحيدة التي تمتع بها مانشستر يونايتد في أن حارسه ديفيد دي خيا نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة للمرة الأولى خلال تسع مباريات بالدوري أمام كريستال بالاس. كما نجح دي خيا في إنقاذ مرماه ببراعة من هدف شبه محقق في مواجهة يونغ بويز السويسري في دوري الأبطال ليمنح فريقه بطاقة العبور نحو دور الـ16 للبطولة. ومع هذا، تبقى الحقيقة أن ذلك كان موسماً صعباً بالنسبة لحارس المرمى الإسباني في إطار بطولة الدوري الإنجليزي - واللافت أنه ليس حارس المرمى النجم الوحيد الذي يواجه مشكلات داخل أرض الملعب في الوقت الراهن.
جدير بالذكر أن سجل دي خيا بدا رائعاً على امتداد السنوات القليلة الماضية. وقد فاز بجائزة أفضل لاعب في صفوف مانشستر يونايتد خلال العام في أربعة من إجمالي خمسة مواسم. كما أنه حاز على أول جائزة قفاز ذهبي له عن أدائه في إطار بطولة الدوري الممتاز، الموسم الماضي، وذلك بعد حفاظه على شباكه نظيفة طوال 18 مباراة من إجمالي 37 شارك بها.
ومع هذا، يبدو أداء دي خيا أقل هذا الموسم، بعد أن نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة خلال مباراتين فقط في إطار مواجهات الدوري الممتاز. ولتوضيح الأمر أكثر نجد أن دي خيا حافظ على شباكه نظيفة في 49 في المائة من المباريات التي شارك بها في الدوري الممتاز الموسم الماضي، بينما تراجعت هذه النسبة اليوم إلى 15 في المائة فقط.
بطبيعة الحال، يعتمد كل حارس مرمى على الدفاع المتمركز أمامه، لكن هذا لم يمنع دي خيا من التألق فيما مضى. في الواقع، لقد نجح حارس مرمى مانشستر يونايتد المتألق من تقديم سجل مبهر على صعيد إنقاذ مرماه من فرص تبدو محققة الموسم الماضي، وذلك بتحقيقه معدل إنقاذ بنسبة 81.5 في المائة من الكرات التي جرى تصويبها على المرمى الموسم الماضي - رقم لم يتمكن سوى يان أوبلاك حارس أتلتيكو مدريد من التغلب عليه على مستوى بطولات الدوري الخمسة الكبرى في أوروبا. هذا الموسم، أنقذ دي خيا عددا أقل قليلاً عن 69 في المائة من الكرات المصوبة باتجاه مرماه. واللافت أن هذا الرقم (69 في المائة) هو المتوسط الذي يحققه أي حارس مرمى يشارك على نحو منتظم في بطولات الدوري الخمس الكبرى على المستوى الأوروبي.
الملاحظ أن دي خيا ليس وحده حارس مرمى النجم الذي يمر بفترة عصيبة في بداية أحد المواسم، وإنما نجد أن أوبلاك هو الآخر عانى من تراجع ملحوظ في أدائه في صفوف أتلتيكو مدريد، وإن كان معدل إنقاذه لمرماه من الكرات المصوبة تجاه المرمى يبلغ 76.9 في المائة (بتراجع عن مستوى متألق بلغ 85.8 في المائة الموسم الماضي)، وهو رقم ليس بالرديء على الإطلاق. في المقابل، يقدم نظراؤه داخل الأندية الكبرى بالدوري الإسباني الممتاز أداءً أسوأ بكثير، مع تعرض البلجيكي تيبو كورتوا حارس ريال مدريد لانتقادات شديدة بسبب أدائه المتراجع.
والملاحظ أن معدل صد الأهداف الموجهة للمرمى من جانب كورتوا الذي اختير الحارس الأفضل في مونديال روسيا يبلغ 62.5 في المائة فقط، ما يعتبر أقل كثيراً عن المتوسط السائد عبر القارة الأوروبية والمتوسط الخاص به هو شخصياً البالغ 70.4 في المائة والذي حققه خلال موسمه الأخير مع تشيلسي. من جهته، عانى مارك أندريه تير شتيغن من تراجع في برشلونة، مع انخفاض معدل إنقاذه مرماه من 76.6 في المائة الموسم الماضي إلى 64.2 في المائة الوقت الحالي.
ومع هذا، يبقى مستوى الأداء الأسوأ على الإطلاق من نصيب الألماني مانويل نوير حارس بايرن ميونيخ، لأن ترتيبه جاء متقهقرا على نحو لافت بين 105 حراس مرمى شاركوا في خمس مباريات على الأقل في بطولات الدوري الأوروبية الخمس الكبرى هذا الموسم، ونجح الحارس البالغ 32 عاماً والذي يحمل شارة القائد في صفوف بايرن ميونيخ في إنقاذ مرماه من 43.8 في المائة فقط من الكرات المصوبة باتجاهه، ما يضعه في فئة حراس المرمى الذين سمحوا بدخول كرات لمرماهم أكثر عن تلك التي تصدوا لها، وعددهم ثلاثة حراس مرمى فقط - وذلك بجانب كل من توماس كوبيك (رين الفرنسي) وفابيان بريدلو (نورنبرغ الألماني).
ومن الصعب ألا نلقي باللوم على نوير عن أداء بايرن ميونيخ الرديء هذا الموسم، فقد اقتحمت شباك الفريق 17 هدفاً ـ تماماً مثل شالكه الذي يحتل المركز الـ14، ومثل دي خيا، نجح نوير في الحفاظ على شباكه نظيفة خلال مباراتين فقط خلال بطولة الدوري هذا الموسم، لكن حارس مرمى مانشستر يونايتد واجه خمس كرات أكثر على مرماه بالنسبة للمباراة. والواضح أن نوير لا يواجه عددا أكثر من الكرات المصوبة على مرماه، وإنما المشكلة أنه عاجز عن صدها.
والواضح أن افتقار نوير إلى الكفاءة أسهم في تراجع بايرن ميونيخ إلى المركز الخامس ببطولة الدوري بفارق تسع نقاط كاملة عن بوروسيا دورتموند. واليوم، يبدو حارس مرماهم الذي كان متألقاً بشدة ذات يوم، أشبه بصورة باهتة مما كان عليه. لقد عانى نوير من الغياب لفترة طويلة عن الملاعب بسبب الإصابة، لكن يبقى الأسلوب الذي تراجع به معدل إنقاذه مرماه بأكثر عن 35 في المائة عن الموسم الكامل الأخير له في الدوري الألماني الممتاز (79.7 في المائة خلال 2016 - 2017) دونما مبرر.
وفيما يتعلق بالتصدي للكرات المصوبة على المرمى، يقود الإيطالي جيجي بوفون البالغ من العمر 40 عاماً القائمة، بعد أن نجح في 90.9 في المائة في محاولات الصد، والغريب أن أقرب منافسيه عبر أوروبا على هذا الصعيد هو ألفونسو أريولا الحارس الذي يتبادل معه بوفون المشاركة في باريس سان جيرمان، وهذه الإحصائيات توحي بأن كليهما لم يتعرض لاختبار حقيقي نسبياً. فقد سجل باريس سان جيرمان 46 هدفاً في الدوري الفرنسي الممتاز خلال الموسم حتى الآن، بينما تقاسم حارساه صد 37 هدفاً محتملاً فيما بينهما.
كما اخترقت شباك باريس سان جيرمان 7 أهداف فقط في الدوري الفرنسي الممتاز طوال الموسم - بمعدل هدف لكل مباراتين - لكن ليفربول يتفوق على هذا المعدل داخل الدوري الإنجليزي الممتاز. حيث قدم الحارس البرازيلي أليسون أداءً جيداً في صفوف الفريق، ودخلت مرماه خمسة أهداف فقط خلال 13 مباراة بالدوري الممتاز. ويقف البرازيلي في منافسة أوبلاك على لقب أفضل حارس مرمى في أوروبا بالوقت الراهن، بمعدل نجاح في صد الكرات بلغ 83.9 في المائة، بارتفاع عن رقمه الرائع بالفعل البالغ 80.1 في المائة الذي حققه في موسمه الأخير مع روما.
ويسلط مستوى أدائه، بجانب بدايته القوية مع ليفربول للموسم، الضوء على مدى أهمية وجود حارس مرمى قوي لدى أي فريق. ويأمل مانشستر يونايتد من جانبه في أن ينجح من ضم حارس بذات القدر من الفاعلية إذا ما قرر دي خيا الرحيل هذا الصيف. وإذا لم يتحسن أداء نوير بدرجة كبيرة، من المحتمل أن يسعى بايرن ميونيخ لشراء حارس جديد في وقت أقرب عما يتوقع أي شخص.
أفضل أربعة حراس مرمى يعانون مع فرقهم هذا الموسم
دي خيا وكورتوا وتير شتيغن ونوير يدفعون ثمن اهتزاز المدافعين وضعفهم
أفضل أربعة حراس مرمى يعانون مع فرقهم هذا الموسم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة