«تاكسي القراءة» في البصرة... اقرأ لـ10 دقائق ولا تدفع

مبادرة شخصية تحولت إلى مكتبة عامة

«تاكسي القراءة» في البصرة... اقرأ لـ10 دقائق ولا تدفع
TT

«تاكسي القراءة» في البصرة... اقرأ لـ10 دقائق ولا تدفع

«تاكسي القراءة» في البصرة... اقرأ لـ10 دقائق ولا تدفع

بابتسامة لطيفة يعرض سائق سيارة أجرة، في مدينة البصرة بجنوب العراق، كتاباً مجانياً على راكب سيارته ليقرأ فيه لعشر دقائق متصلة طالباً منه ألّا يستخدم هاتفه الذكي أثناء وجوده في السيارة التي أصبحت تعرف بـ«تاكسي القراءة».
واضطر علي مؤيد قاسم، وهو طالب في المدرسة الثانوية وقارئ نهم، للعمل سائقا لسيارة أُجرة لتوفير احتياجات أُسرته التي تضم ثمانية أفراد، ومن خلال مبادرة طرحها يحاول الحفاظ على هوايته المتمثلة في حُب القراءة.
وقرّر قاسم أن يحمل معه في سيارته كتبا يقرأها عند توقف الطريق بسبب الزحام أو أثناء انتظاره أحد زبائنه. وتحوّلت فكرته بعدئذ إلى حملة لتشارك قراءة الكتب.
وقال قاسم (20 سنة)، سائق سيارة الأجرة وصاحب مبادرة تاكسي القراءة عند بدئه بقيادة التاكسي شعر أنّ قيوداً فُرضت عليه، تُبعده عن الكتب والكتابة والقراءة. فكّر مليّاً، فهو لا يستطيع الابتعاد عن القراءة ولا يستطيع التخلي عن عمله. فجمع بين عشقه للقراءة ووظيفته. كان يرغب أن يقرأ مستقلو التاكسي معه، فجلب الكتب وكان وحده يقرأ فيها.
وأطلق قاسم مبادرته منذ عام مضى بكتبه الخاصة، لكنّه سرعان ما لفت انتباه أصحاب دور النشر الذين اقتربوا منه وعرضوا عليه كتبا مجانا كطريقة للترويج لإصداراتهم. وتحمل سيارته نحو 20 كتابا في موضوعات كثيرة بينها أعمال أدبية وفلسفة وعلوم وسياسة وشعر وغيرها.
وأضاف: «راكب، راكبان، ثلاثة، شافوا الموضوع وسألوا على الكتب، فقلت لم لا أحوّله لتاكسي القراءة، فلتُصبح المكتبة عامة، ولينعم بها الجميع. لأنّ الكتب نعمة عظيمة فقدناها». وكمحفز للناس على القراءة في سيارته قال إن أي راكب يقرأ لأكثر من عشر دقائق متصلة، يمكنه أخذه مجانا ليكمل قراءته. حسب ما جاء في «رويترز».
وعبر راكب يدعى علي النوري، وهو معلم متقاعد، عن سعادته بالفكرة وقال: «الحقيقة إنّها فكرة رائعة، وفكرة مقبولة».
وكانت البصرة التي بناها العباسيون في القرن السابع محورا للتجارة والسياحة في يوم من الأيام. وأصبحت بعد ذلك مركزا فكريا، وهي معروفة بعمارتها ومساجدها ومكتباتها، وخرج منها مفكرون كبار ومفكرون إسلاميون، قبل أن تتحول إلى وجهة سياحية في السبعينات وأوائل الثمانينات.


مقالات ذات صلة

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

ثقافة وفنون «شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

عن دار «بيت الياسمين» للنشر بالقاهرة، صدرتْ المجموعة القصصية «شجرة الصفصاف» للكاتب محمد المليجي، التي تتناول عدداً من الموضوعات المتنوعة مثل علاقة الأب بأبنائه

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يسعى «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير 2025 إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة.

«الشرق الأوسط» (جيزان)
يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».