ديمبلي نجم موهوب... وصداع في رأس برشلونة

الجناح الفرنسي صاحب الأهداف الحاسمة يبدو منفصلاً عن محيطه وغير مدرك لحياة الاحتراف

ديمبلي (في الوسط) يسجل في مرمى أتلتيكو مدريد واحداً من أهدافه الحاسمة هذا الموسم (رويترز)
ديمبلي (في الوسط) يسجل في مرمى أتلتيكو مدريد واحداً من أهدافه الحاسمة هذا الموسم (رويترز)
TT

ديمبلي نجم موهوب... وصداع في رأس برشلونة

ديمبلي (في الوسط) يسجل في مرمى أتلتيكو مدريد واحداً من أهدافه الحاسمة هذا الموسم (رويترز)
ديمبلي (في الوسط) يسجل في مرمى أتلتيكو مدريد واحداً من أهدافه الحاسمة هذا الموسم (رويترز)

بحلول ظلام الليل، يعكف على لعب ألعاب الفيديو وتناول أطعمة سريعة غير صحية. أما في النهار، فينطلق في محاولة إنقاذ ذات المجموعة من الرجال التي كانت تحاول إنقاذه من نفسه. في صفوف برشلونة بطل إسبانيا، يبدو المهاجم عثمان ديمبلي البالغ 21 عاماً كما لو كان منفصلاً عن محيطه وغير ناضج، ـ لكن عند اللحظات الحاسمة تجده يفرض نفسه بموهبته في تسجيل الأهداف.
ورغم بدايته القوية مع فريقه هذا الموسم بتسجيله خمسة أهداف في أول ست مباريات (و7 حتى الآن هذا الموسم)، قدم ديمبلي أداء متفاوتا في الفترة الماضية، وتعرض لانتقادات لجهة مستواه على أرض الملعب، وأيضا انضباطه خارج الملعب.
بعد عودته من الشهر «الذهبي» في روسيا، حيث شارك كبديل مع منتخب فرنسا المتوج بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، استهل ديمبلي موسمه مع برشلونة بشكل رائع، فسجل 5 أهداف في أول ست مباريات.
ليتنفس الفريق الكاتالوني الصعداء بعد إنفاقه 145 مليون يورو لضمه من بوروسيا دورتموند الألماني قبل سنة، دون الاستفادة منه كثيرا لغيابه لفترة طويلة بسبب الإصابة. لكن بعد البداية المبشرة بالخير، تفاوتت مستويات ديمبلي، فعجز بديل البرازيلي نيمار عن فرض نفسه في التشكيلة الأساسية للمدرب أرنستو فالفيردي. وما زاد الطين بلة سلوكياته المنحرفة والتي تناولتها وسائل الإعلام بشكل كبير.
يقول ديدييه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي الذي يشارك فيه ديمبلي إن الوصول متأخراً «أشبه بعادة متكررة للاعب»، وهي واحدة من العادات السيئة التي يحاول فالفيردي مدرب برشلونة وكذلك زملاؤه بالفريق إقصاءه عنها، وبالفعل وصل الجناح الخطير في الموعد المحدد تماماً خلال لقاء القمة الأسبوع الماضي أمام أتلتيكو مدريد.
كانت الدقيقة 90 بعدما سجل دييغو كوستا هدف التقدم لأتلتيكو، وظهر اهتمام المدرب دييغو سيميوني متجهاً نحو الجماهير للاستعداد للاحتفال. كان قطب العاصمة الإسبانية يستعد للخروج فائزاً، في الوقت الذي كان برشلونة في طريقه نحو تلقي الهزيمة الثانية له على التوالي، ليتراجع إلى المركز الثالث. إلا أنه في تلك اللحظة، نجح المدافع المنطلق جوردي ألبا في تمرير كرة إلى ليونيل ميسي، ثم حول الأخير الكرة باتجاه ديمبلي (الذي كان قد حرم من المشاركة المباراة السابقة عقابا على تأخره المتكرر وجرى استدعاء وكيل أعماله إلى برشلونة كما لو أنه والد فتى مشاغب جرى استدعاؤه للمدرسة)، ونجح ديمبلي في السيطرة على الكرة وإحراز هدف مثير من خلال تسديد الكرة عبر ساقي الحارس يان أوبلاك، لتصبح النتيجة 1 - 1 وكان موقفاً عجيباً حقاً أنه من بين كل اللاعبين، يتصدى الفرنسي المغضوب عليه تحديداً للكرة ويأتي هدف التعادل من تسديدته.
خلال الأيام الماضية التي سبقت المباراة، جرت وقائع محاكمة رياضية علنية للغاية للاعب، الأمر الذي دفع الكثيرين للاعتقاد بأن مسيرة ديمبلي داخل كامب نو انتهت قبل أن تبدأ بصورة حقيقية.
منذ ثلاثة أسابيع، أخفق ديمبلي في حضور حصة تدريبية، ولم يتمكن مسؤولو برشلونة من الوصول إليه. العجيب أن اللاعب لم يعبأ بمحاولة اختلاق عذر يبدو مقنعاً، وإنما لجأ بدلاً عن ذلك إلى الحيلة الأقدم في هذا الأمر بادعائه أنه يعاني من ألم في المعدة. جدير بالذكر أن نجم برشلونة السابق تشافي هيرنانديز سبق واعترف بأن ألم المعدة يمثل العذر الأول الذي يلجأ إليه اللاعبون حال عدم وجود أعذار. وادعى ديمبلي كذلك أن بطارية سيارته نفدت. وبحلول وقت وصول الطبيب لمنزله، لم يكن هناك أي مؤشر على اعتلال صحته، واتضح لاحقاً أنه سهر لفترة طويلة من الليل وهو يلعب ألعاب الفيديو واستغرق في النوم في صباح اليوم التالي. وجاء رد المدرب فالفيردي متمثلاً في إقصاء ديمبلي عن التشكيل الأساسي في المباراة التالية، وكانت أمام «ريال بيتيس» على أرضه وانتهت بهزيمة برشلونة.
وفي المباراة التالية مباشرة، نهض ديمبلي من على مقعد البدلاء لينقذ فريقه. وبمجرد تسجيل الهدف، أمسك أوبلاك برأسه بيديه، بينما ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه ديمبلي. وانطلق لويس سواريز في الجري باتجاهه صارخاً واحتضنه بقوة. وسرعان ما التف حوله باقي أقرانه بالفريق وقد غمرتهم الفرحة. وفي اليوم التالي، ظهر رسم كارتوني في صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» صور اثنين من مشجعي برشلونة يعلنان اتفاقهما في الرأي على أنه: «لا مانع في وصوله متأخراً ما دامت أهدافه تأتي في الوقت المناسب». وحمل صدر الصفحة الأولى للصحيفة عنوان: «ديمبلي يحضر في الوقت المناسب». وأعلنت «سبورت» أن «ديمبلي أيقظ برشلونة»، بينما أشارت «إل موندو» إلى أن اللاعب كفر عن خطئه.
إلا أنه في حقيقة الأمر لم يكن هذا تكفيراً عن خطأ، ولم يطرأ أي تغيير حقيقي مفاجئ على سلوك اللاعب. في الغالب لا تختفي المشكلات عبر هدف واحد، وإن كان الهدف يساعد في التخفيف من حدة الموقف، كما حدث ذلك على الهدف الذي أحرزه في مرمى أتلتيكو. تشير الأرقام إلى أن ديمبلي سجل حتى هذه اللحظة سبعة أهداف خلال الموسم، خمسة منها كانت حاسمة وغيرت نتائج المباريات.
في الواقع، إنقاذ الفريق والفوز بالمباريات هو أكثر ما يبرع فيه ديمبلي، واللافت أنه كلما زادت حاجة الفريق إليه، زاد طابع الحسم في أدائه. كان ديمبلي قد أحرز هدف الفوز في بطولة كأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية. وقد أحرز خلال المواجهة مع فريق «ريال بلد الوليد» الهدف الوحيد بتسديدة مذهلة، وكذلك أحرز هدف الفوز خلال المواجهة مع «ريال سوسيداد»، وأحرز هدف التعادل خلال المواجهة مع فريق «رايو» لتصبح النتيجة هدفين مقابل هدفين في الدقيقة الـ87 من المباراة، قبل أن يحرز سواريز الهدف الثالث منهياً بذلك مباراة العودة.
إن ما حققه لكثير حقاً، حيث لم يسهم لاعب بشكل مباشر من قبل في تحقيق فريقه لمثل ذلك العدد من النقاط، لكن ذلك لا يكفي، فهناك جدال كبير بشأنه أصبح راسخاً قوياً.
إذا كان ديمبلي قد حسم الكثير من المباريات، فنادراً ما كان هو من يشكلها منذ البداية، حيث كان أقل سيطرة. وقد أحرز بالفعل أهدافا حاسمة كثيرة، لكنه في الوقت ذاته أضاع فرصا أكثر من أي لاعب آخر. وعادة ما يوجد شعور خلال المباريات بأنه لا يشارك في اللعب إلى أن يساعد فجأة في الفوز بالمباراة.
يقول فالفيردي: «يضيع الجميع الكرة، لكن السؤال هو ما الذي يفعله اللاعب بعد ذلك». ويقول غويليرمو أمور، لاعب خط الوسط السابق في فريق برشلونة ومدير النادي للشؤون المؤسسية حالياً: «لا أحد يشك في موهبة ديمبلي». وأشار لاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتش بعد مباراة أتلتيكو إلى أن التغير المفاجئ يعني وجود «نقاشات وجدل دائم»، وأشار أمور إلى أن هناك مبالغة فيما يتعلق بالكثير من الأحاديث حول ديمبلي.
يتم استخدام صيغة المبني للمجهول بشكل متكرر، حيث دائماً ما نجد عبارة «يُقال». هناك أمر ما مضحك في ذلك، وكأن التعليقات غير منسوبة لأحد، والأهم من كل ذلك أنها تأتي من الخارج في حين أن الشكوك بشأن ديمبلي تأتي دائماً من الداخل، ولا يكون ذلك عبر التسريبات المعتادة، بل يتم التصريح بها على الملأ.
لقد كان فالفيردي هو من استبعد ديمبلي، وبعد المباراة مع ريال بيتيس كان جيرارد بيكيه مدافع برشلونة هو من قال: «أنا واثق أنه قد فعل ذلك لتحسين جوانب محددة»، موضحاً كيف أننا «جميعاً قد ارتكبنا أخطاء حين كنا يافعين»، ونبه زميله الفرنسي بأن كرة القدم مهنة دوامها «24 ساعة»، مما أثار ضحك وقهقهة كارليس بويول، ودفعه إلى القول إنه سعيد أن «بيكيه قد أدرك أخيراً ذلك الأمر». وأضاف بيكيه عبارة أخرى تم تجاهلها إلى حد كبير رغم أهميتها وهي: «لا يتعلق الأمر أحياناً بالفعل بل بالتظاهر بالفعل»، وقد كان سواريز هو الذي قال إن على ديمبلي «التركيز» وحثّه على الاستلهام من «احترافية» الآخرين في غرفة تغيير الملابس.
وقال سواريز موجها كلامه إلى ديمبلي: «كرة القدم هي امتياز لكل لاعب. ربما يجب عليه التركيز أكثر، وأن يكون مسؤولا أكثر في بعض النقاط».
وأضاف: «ثمة أمثلة عن الاحتراف في برشلونة عليه أن يستوحي منها. لكن سيواصل التعلم، بالثقة التي يملكها والتي تسمح له بأن يحقق النجاح في برشلونة، لأنه يستحق أن يكون هنا في النادي الكاتالوني».
كل ذلك يوضح أن الأمر ليس مختلقاً أو مفتعلا ولا أنه كان متعلقا بليلة واحدة من لعب ألعاب الفيديو. قال بيكيه في مايو (أيار) على سبيل الدعابة إن مجموعة الـ«واتساب» الخاصة بالفريق كانت وسيلة جيدة للتذكرة بالنسبة لديمبلي الذي «يأتي دوماً متأخراً»، وقال ديدييه ديشامب خلال الأسبوع الماضي إن على ديمبلي أن يكون «حذراً» بشأن الحفاظ على الوقت والمواعيد. لا يرى أكثر من في فريق برشلونة خبثاً أو ضغينة في الأمر، فتلك الاتهامات ليست جدية بدرجة كبيرة، لكنهم يرون انفصالا من جانب ديمبلي كما لو كان طفلا يعيش في عالمه الخاص ويتصرف مثلهم. وقد وظّف النادي سائقاً وطاهياً لخدمة اللاعب الشاب ذي الواحد وعشرين ربيعاً في محاولة لضبط مواعيده وتحسين نظامه الغذائي، لكن ديمبلي طرده بسبب «اختلافات غير قابلة للتوفيق فيما بينها» بحسب ما جاء في أحد التقارير. لقد كانوا في غاية القلق، لكنه طفل. لا يزال هناك وقت وإن لم يكن طويلا كما كان من المفترض، فهناك من هو مستعد للتخلي عنه الآن. لقد بدأ الصبر ينفد، وهناك كلمة تتكرر كثيراً هي «المساعدة». يقول ديشامب: «عليه أن يفهم أنه يجب أن يتغير، وكلما أدرك ذلك باكراً، كان أفضل له ولناديه». وهذا هو ما يحاول نادي برشلونة العمل على تحقيقه حتى إذا كان هناك جدل وخلاف بشأن طريقة القيام بذلك.
أصبحت تعليقات فالفيردي بشأنه أقصر، وأكثر تحديداً، وباتت التلميحات أكثر حدة، عن الموقف والجهد والعمل والإصغاء. وكان استبعاده خلال المباراة ضد ريال بيتيس موقفاً أكثر مباشرة، حيث قال: «علينا مساعدته».
لقد عاد ديمبلي فائزا، لكن ذلك لا يعني أن الأمر قد انتهى بل هو أبعد ما يكون ذلك. تحمل الأهداف في طياتها الأمل والإحباط، وشعور بأنه كان هناك احتمال بتحقيق المزيد. ويتحمل المدير الفني مسؤولية ذلك بالنسبة إلى البعض، في حين يتحمل اللاعب مسؤولية ذلك بالنسبة للبعض الآخر. لقد كان يبدو اللاعب في كثير من الأحوال غير متوافق ومنسجم، وكانت قراراته مفزعة في بعض الأحيان، وهذا يعد من الإشكاليات غير المقبولة في «كامب نو» (ملعب برشلونة) حيث تمثل الهوية فرقاً. عادة ما تفوق اللحظات المتميزة الحاسمة اللحظات السيئة. وقد وصف كيكو، المهاجم السابق في فريق أتلتيكو، ديمبلي بأنه «أكثر لاعب متناقض» رآه في حياته، وفي الليلة التالية التي جمعت الفريقين، تساءل سانتياغو كانيزاريس، حارس المرمى السابق بصراحة قائلا: «هل لعب جيداً حقا؟» وخيم الصمت لحظة، لكن اتفق الجميع على الإجابة بالنفي.
ويعتقد بيرند شوستر لاعب برشلونة وريال مدريد السابق أن العملاق الكتالوني أكبر كثيرا من الجناح عثمان ديمبلي، الذي لم يترك بصمة منذ انضمامه إلى برشلونة من دورتموند في صفقة قياسية.
وقال شوستر الذي سبق له تدريب ريال مدريد ويقود حاليا نادي داليان يفانغ الصيني: «هناك لاعبون استفاد منهم برشلونة وآخرون لم
يفعلوا. الأمر واضح منذ البداية ولا يحتاج إلى ثلاثة مواسم لاكتشافه. برشلونة أكبر كثيرا من ديمبلي. في دورتموند قدم بعض المباريات
الرائعة لكنها لم تكن كثيرة».
هناك عنصر يتعلق بالجهاز الفني في هذا الأمر أيضاً، فخلال الموسم الحالي كان فريق «برشلونة» أفضل حالا بفضل الاستعانة بلاعب خط وسط جديد، ويعني ذلك أن موقعه قد أصبح مهدداً. ورغم ما أحرزه من أهداف لم يفعل ديمبلي ما يشير إلى أنه يعمل على تغيير ذلك. وقد قال فالفيردي: «لديه ما يفتقده آخرون. على الفريق أن يحظى بمتخصصين في كل شيء، كلاعبين يتسمون بروح المخاطرة والحماسة والدفاع في الجناح، وهو يتمتع بالجرأة، ويجيد اللعب برجليه، ويتمتع بالثقة في الذات، ونحن نتوقع الكثير منه. يعتمد أمر الحصول على دقائق أكثر أو أقل عليه». مع ذلك يفتقر في الوقت نفسه إلى أشياء أخرى، فضمه إلى تشكيلة الفريق يتضمن مخاطرة كما يتضمن فرصاً جيدة، فأحياناً في اللحظات الحاسمة كان الفريق ليصبح في أزمة ومأزق لولا أهدافه.
ووصف رامون بيسا في جريدة «إلبايس» بعد هذا تعادل برشلونة وأتلتيكو اللاعب بأنه: «الحل اليومي لمشكلات وعيوب فريق برشلونة المتزايدة بعد أسبوع من الهجوم المفتوح عليه». لقد كانوا في حاجة إليه تلك المرة، وقد شارك في المباراة التي قال عنها سانتي خيمينيز على موقع «إيه إس» الرياضي الإلكتروني إنها كان من المفترض أن تكون تحت رعاية علامة حفاضات الأطفال التجارية التي تحظى بشهرة مثل «بامبرز» ولكن في إسبانيا. لقد كانوا في وضع سيئ، أي بعبارة أخرى، كان الفريقان يتفاديان الهزيمة أكثر مما يسعيان إلى الفوز. إنها مباراة بكلمات بيبي قمة: «كان الوصول فيها إلى مرمى الفريق الآخر مثل رحلة إلى القمر»، مباراة أبعد ما تكون عن الإثارة، وقد شبهها بمباراة كارلسن ضد كاراوانا (في الشطرنج) وهو ما كان سيجعلها مباراة عنيفة وقوية ولكن في الشطرنج. وقد أقرّ كوكي، قائد فريق «أتلتيكو»، قائلا: «لم يحدث شيء»، فقد كانت محاولات تسديد الأهداف هي الأقل مقارنة بالمباريات الأخرى خلال الموسم الحالي. لقد حظي فريق أتلتيكو بفرصة التسديد وانتهزها، وحظي فريق برشلونة بفرص أكثر، لكنه أخفق في انتهازها وإحراز هدف واحد. وهنا ظهر عثمان ديمبلي في الوقت المناسب وفعل ما يفعله في العادة.



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.