المالكي يعين «قائدا رديفا» لعمليات بابل بعد سقوط «جرف الصخر» بيد «داعش»

أحد شيوخ المنطقة لـ «الشرق الأوسط»: تربط بين حواضن التنظيم غرب وجنوب شرقي بغداد

المالكي يعين «قائدا رديفا» لعمليات بابل بعد سقوط «جرف الصخر» بيد «داعش»
TT

المالكي يعين «قائدا رديفا» لعمليات بابل بعد سقوط «جرف الصخر» بيد «داعش»

المالكي يعين «قائدا رديفا» لعمليات بابل بعد سقوط «جرف الصخر» بيد «داعش»

بعد يوم من إعلان الحكومة المحلية في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) سقوط ناحية «جرف الصخر» بيد مسلحي «داعش» بعد قتال استمر شهورا في محيط هذه المنطقة الاستراتيجية، أعلن المكتب العسكري لرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، تعيين «قائد رديف» لقيادة عمليات بابل.
وقال المكتب في بيان له، إن قرارا صادرا من مكتب القائد العام للقوات المسلحة يقضي بتعيين العميد الركن رحيم رسن البيضاني قائدا رديفا لعمليات بابل «يساعد القائد الحالي اللواء الركن عبد الحسين البيضاني في إدارة العمليات العسكرية ووضع الخطط الحربية». وفيما لم ينف أو يؤكد الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة، الفريق قاسم عطا، سقوط جرف الصخر بيد «داعش»، فإنه أكد وجود استعدادات عسكرية في محيط الناحية وأنها تخضع لعمليات أمنية مستمرة داخل مركز الناحية وخارجها. وأوضح عطا أن «القطعات الأمنية موجودة وتقوم بعمليات تعرضية سريعة داخل المركز»، مشيرا إلى أن «حرب العصابات تتطلب المناورة خلال وجود العصابات بالمدن» وأن «القوات الأمنية تستنزف قوات العدو داخل مركز الناحية».
من جهته، أكد الشيخ عامر إبراهيم، أحد شيوخ مناطق شمال بابل وضابط سابق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «جرف الصخر تشهد منذ شهور عمليات تسلل تقوم بها العناصر المسلحة حتى قبل تسميتها بـ(داعش)، لأن مناطق شمال بابل فيها بلا شك ملاذات وحواضن للتنظيمات المسلحة، ولعل عدم الاستقرار الأمني الذي تعيشه بابل حتى على صعيد التفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات إنما يكون في الغالب مصدرها تلك الحواضن». وأضاف إبراهيم أنه «بعد احتلال الفلوجة من قبل تنظيم القاعدة وإعلانه دولة إسلامية بعد تغيير اسمه الذي بات يعرف به الآن، بدا من الواضح أن أعين هذه التنظيمات بقيت شاخصة على جرف الصخر بوصفها امتدادا طبيعيا بين مساحتين مهمتين، الأولى تبدأ من عامرية الفلوجة والمسيب مرورا بجرف الصخر، والثانية تبدأ من جرف الصخر باتجاه مناطق حزام بغداد الجنوبي والجنوبية الشرقية من جهة سلمان باك، حيث توجد حواضن أخرى هناك».
واتهم إبراهيم الجهات الأمنية والعسكرية بـ«التقصير في التعامل مع هذا الملف وخاصة جانبه الاستخباراتي، إذ غالبا ما تكون ردود الفعل هي نفسها ردود الفعل التقليدية وتتمثل بالاعتقالات العشوائية التي كثيرا ما تزيد الأمور تعقيدا أكثر مما تنفع في إيجاد حلول».
وردا على سؤال بشأن أهمية جرف الصخر من الناحية الاستراتيجية، قال إبراهيم إن «وضع جرف الصخر بالنسبة لاستراتيجية (داعش) يتوقف على ما تحققه من مكاسب في المناطق الشمالية الغربية من بغداد، ولكن في حال تمكنت القوات العسكرية من إعادة السيطرة عليها فإنه يتوجب على الحكومة التعامل مع أهالي تلك المناطق بطريقة مختلفة من أجل كسبهم، أما في حال بقيت هذه الناحية تحت سيطرة المسلحين فإن الأمور ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات».
عسكريا، قال مصدر في قيادة عمليات بابل إن 25 مسلحا من «داعش» قتلوا وجرى تدمير أوكار للتنظيم وخمس عجلات في قصف جوي بطائرات السوخوي شمال بابل. وأضاف المصدر أن «العملية نفذت وفق معلومات استخباراتية دقيقة عن وجود المسلحين في المنطقة».
يذكر أن محافظة بابل، ومركزها مدينة الحلة، تعد من أكثر محافظات الوسط اضطرابا وتعترف حكومتها المحلية بأن مناطقها الشمالية، المحاذية لبغداد والأنبار، تشكل ملاذا لتنظيم القاعدة في العراق، الذي يتخذ منها منطلقا لشن هجماته في أنحاء البلاد.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.