فيما وجّه رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أمس، خلية الأزمة والمحافظين باتخاذ القرارات الفورية اللازمة ومتابعة تنفيذها ميدانيا للتقليل من أضرار السيول التي تضرب عدداً من المحافظات العراقية وخصوصا نينوى، استقبل رئيس الجمهورية برهم صالح في قصر السلام ببغداد وفدا من رؤساء العشائر ووجهاء سهل نينوى من الشبك والكاكائيين والمسيحيين والعشائر العربية. وتسببت موجة السيول في مناطق نينوى بقطع عدد من الجسور باتجاه قضاء تلعفر والصلاحية وتدمير قرية الزنازل وغرق عشرات المنازل وقطع الطريق الواصل بين الموصل ومحافظة أربيل في إقليم كردستان.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، أمس، أن أولوية الأخير هي «حماية أرواح المواطنين ثم الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة». وكشف عن تعرض «17 قطاعا للفيضان مما أدى لتدمير 340 خيمة وتم إجلاء المواطنين منها إلى أماكن آمنة».
أما بيان رئاسة الجمهورية فذكر أن الرئيس صالح أكد خلال لقائه وفد نينوى على أن «أبناء سهل نينوى يمثلون عراقا مصغرا، وهم أبناء مكونات أصيلة في البلاد، وأن الموصل تمثل حاضرة ثقافية كبيرة»، مشيرا إلى «ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة لأبناء سهل نينوى، وسعيه لتلبية مطالبهم كونه يمثل واجبا دستوريا وإنسانيا، وأنه سيكون سندا لهم في جميع الظروف».
من جهتها، نفت وزارة الموارد المائية ما تردد عن قيامها بفتح بوابات سد الموصل وتحذير السكان بالقرب من نهر دجلة بإخلاء أماكنهم إلى مناطق أخرى، وقالت الوزارة في بيان: «ننفي نفيا قاطعا وهذه الشائعات لا أساس لها من الصحة والأمور تجري بصورة طبيعية في سد الموصل ولا تدعو للقلق». وذكر بيان الوزارة أن «الموجة الفيضانية يتم إمرارها بسلاسة من الشرقاط حيث بلغت كميتها 1700متر مكعب في الثانية؛ فيما سيتم توجيهها نحو قضاء بيجي وبكمية تصل إلى 1200 متر مكعب في الثانية؛ ومنه إلى سدة سامراء تمهيدا لإمرارها إلى بحيرة الثرثار وإضافتها إلى الخزين الاستراتيجي». وتوقعت أن «يصل الخزين المائي إلى 400 مليون متر مكعب في بحيرة سد الموصل».
وقال عضو مجلس محافظة نينوى حسن العلاف إن «موجة الأمطار والسيول التي ضربت المحافظة أغرقت كثيرا من الأحياء والمناطق البعيدة عن المركز، لكنها لم تود بحياة أي مواطن». وذكر العلاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الجهود الحثيثة التي قامت بها المحافظة وإعلانها حالة الطوارئ أول من أمس أسهمت في تقليل الخسائر والسيطرة على موجة السيول، ولا ننسى أن قيادة العمليات العسكرية وجميع الدوائر المعنية أسهمت بشكل فعال في التقليل من المخاطر من خلال حملة تصريف المياه». وأشار العلاف إلى أن «الجهود تركزت بشكل أساسي على مركز المحافظة مدينة الموصل باعتبار ثقلها السكاني، وهناك بعد القرى البعيدة انقطعت عن بعضها بسبب تجريف مياه السيول للقناطر على الطرقات».
وأكد مدير الدفاع المدني في نينوى العقيد حسام خليل عبد عدم سقوط ضحايا بين المدنيين في موجة الأمطار والسيول. وقال خليل لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا منذ يوم أمس بنشر 16 مفرزة للدفاع المدني في عموم مناطق الموصل وتمكنا من إخلاء نحو 80 عائلة إلى مناطق آمنة لحين انحسار موجة الأمطار والسيول». وأشار إلى أن «الأحياء التي غمرتها المياه في جانبي المدينة معروفة لدى الأهالي وعادة ما تغرق في الظروف المماثلة وهي أحياء الدواسة والطيران والطوافة في الجانب الأيمن والرشيدية والعربي والمالية في الجانب الأيسر من الموصل».
وعن توفر المعدات اللازمة لعمليات المساعدة والإنقاذ، ذكر مدير الدفاع المدني أن «الإمكانيات كانت كبيرة قبل احتلال (داعش) في يونيو (حزيران) 2014 للمدينة، لكنها اليوم متواضعة وفي طور التطوير».
من ناحيتها، أعلنت وزارة الأعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، أمس، عن تنفيذ حملات خدمية كبرى لإزالة الأنقاض من الدور المهدمة بالجانب الأيمن في مدينة الموصل عن طريق الملاكات الهندسية والفنية في مديرية بلدية الموصل، وذكر بيان للوزارة أن «بلدية الموصل دعت أصحاب الدور المتضررة إلى مراجعة قطاع المدينة القديمة وتقديم طلباتهم معززة بالوثائق الثبوتية لملكية الدار لرفع أنقاض دورهم من تلك المناطق». وذكر بيان الوزارة أن «الحملة ستستمر لمدة شهرين وتشمل جميع مناطق وأحياء مدينة الموصل القديمة (الميدان - الشهوانية - القليعات - الخاتونية - رأس الكور - حوش الخان) وبقية المناطق الأخرى».
العراق: الرئاسة والحكومة تدعوان لإغاثة منكوبي السيول في نينوى
وزارة الموارد المائية: الأوضاع في سد الموصل لا تدعو إلى القلق
العراق: الرئاسة والحكومة تدعوان لإغاثة منكوبي السيول في نينوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة