اقتحم محتجون ليبيون، أمس، مقر حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج في طرابلس، بالتزامن مع زيارته الرسمية للأردن التي شهدت أمس، اتفاقاً على «رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي لا تزال دون حجم الطموحات والإمكانات المتوفرة لدى البلدين»، حسب رئاسة الحكومة الأردنية.
وبحسب وسائل إعلام محلية ومصادر أمنية، تمكن عشرات المتظاهرين من اقتحام مقر الحكومة في طريق السكة وسط طرابلس، بعدما نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بالعلاج ومكافآت مالية. ومعظم المتظاهرين من مصابي ميليشيات شاركت في اشتباكات شهدتها العاصمة في أغسطس (آب) الماضي، إضافة إلى عملية «فجر ليبيا» التي نفذها تحالف يضم ميليشيات متشددة في 2014 للسيطرة على المدينة.
ودخل المتظاهرون مقر الحكومة بعد هدم السور الخارجي، وسط صمت حكومي تام، إذ لم يصدر بيان من حكومة السراج لتوضيح ملابسات علمية الاقتحام. لكن نائبي السراج أحمد معيتيق وعبد السلام كاجمان دخلا في مفاوضات مع المحتجين، برفقة رئيس هيئة الثقافة حسن ونيس، بحسب صور تداولها ناشطون ليبيون على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت قناة «النبأ» التلفزيونية، المحسوبة على جماعة «الإخوان المسلمين»، إن المتظاهرين «رفضوا الخروج إلى حين صرف مرتباتهم المتوقفة منذ 4 سنوات، كما طالبوا بتشكيل هيئة للجرحى مستقلة عن وزارة الصحة وتفعيل قانون رعاية أسر الشهداء والمفقودين». ووعد معيتيق بدراسة مطالبهم والرد عليهم الأحد المقبل.
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، إن الملك عبد الله الثاني أكد خلال لقائه مع السراج «دعم الأردن للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا»، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الليبي أعلن أن بلاده ستبدأ من خلال سفارتها في عمان تسديد الديون المستحقة للمستشفيات الأردنية التي قدمت الرعاية الطبية والعلاجية لمواطنين ليبيين، معرباً عن تقديره لجهود الملك والأردن في الوقوف إلى جانب ليبيا.
وأشارت إلى أن الجانبين «اتفقا على بذل الجهود للاستفادة من الفرص الواعدة لتطوير مستويات التعاون بين البلدين»، إضافة إلى «تشكيل لجان لبحث عدد من الملفات المتعلقة بمجالات التعاون ومنها المحفظة الاستثمارية الليبية في الأردن والقضايا المتعلقة بالتجارة والاستثمار والتنسيق الأمني».
وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إن محادثات السراج مع العاهل الأردني بشكل منفرد استغرقت أقل من 20 دقيقة، بينما أجرى لاحقاً اجتماعاً على مأدبة غداء مع رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز الذي أكد خلال المباحثات تطلع بلاده إلى وجود اتفاقية تجارة حرة وتبادل تجاري مع ليبيا بهدف التكامل الاقتصادي.
في المقابل، قال السراج في بيان وزعه مكتبه، إنه «تم خلال هذه الزيارة معالجة موضوع الالتزامات المترتبة على علاج الجرحى والمرضى الليبيين في المستشفيات الأردنية والملفات العالقة الأخرى»، مشيراً إلى «الاتفاق على البدء بالتحضير لاجتماع اللجنة المشتركة». ولفت إلى أن «ليبيا تمر بظروف استثنائية، ونحن نتطلع إلى علاقات متميزة مع الأشقاء العرب، وفي المقدمة مع المملكة الأردنية».
وكان قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر غادر عمان التي زارها الأسبوع الماضي من دون الاجتماع مع السراج. وقال مصدر مقرب من حفتر لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لم يكن بالأساس يزور الأردن للاجتماع معه»، مشيراً إلى أن حفتر عاد إلى مقره في منطقة الرجمة خارج مدينة بنغازي بشرق ليبيا.
لكن مسؤولين آخرين اعتبروا أن تزامن زيارة السراج وحفتر إلى عمان كان يعني أن ثمة محاولة لعقد اجتماع بينهما في محاولة لحل الخلافات العالقة التي تحول دون تسوية الأزمة الليبية. وقالت المصادر إن حفتر رفض الاستجابة لمحاولة وساطة بذلها محمد البرغثي سفير ليبيا لدى الأردن، مشيرة إلى حديث البرغثي عقب اجتماعه مع حفتر قبل أيام في عمان عن ظهور مؤشرات إيجابية عن إمكانية المصالحة.
من جهة أخرى، أجرت قوات حفتر ما يشبه استعراض قوى في شوارع بنغازي. ووزع مكتب الإعلام التابع للجيش الوطني صوراً لماراثون رياضي لقواته في شوارع المدينة. وقال المكتب في بيان، أول من أمس: «في منظر مهيب، يشارك جيش جرار من أبناء القوات المسلحة العربية الليبية في ماراثون الكرامة في نسخته الأولى بتعليمات المشير حفتر ورعايته»، موضحاً أن «آلاف المقاتلين جابوا شوارع مدينة بنغازي جرياً في مسابقة لرفع اللياقة البدنية والبقاء على أهبة الاستعداد».
اقتحام مقر حكومة السراج بالتزامن مع زيارته للأردن
«استعراض قوة» لعناصر الجيش الوطني في شوارع بنغازي
اقتحام مقر حكومة السراج بالتزامن مع زيارته للأردن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة