دفاعات التحالف تدمر «باليستيين» حوثيين استهدفا الحديدة وجنوبها

إسقاط طائرة مسيّرة في البيضاء... والجيش اليمني إلى مركز رازح صعدة

TT

دفاعات التحالف تدمر «باليستيين» حوثيين استهدفا الحديدة وجنوبها

اعترضت منظومة الدفاعات الصاروخية التابعة لتحالف دعم الشرعية، صاروخين باليستيين، بشكل منفصل، أحدهما في سماء الدريهمي، جنوب مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، والآخر في سماء مدينة مأرب، شرق صنعاء.
وقال مصدر في الساحل الغربي إن منظومة الدفاع الصاروخية اعترضت، مساء الأحد، صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه مركز مدينة الدريهمي، الذي كان موجهاً إلى الأحياء السكنية في المدينة، والذي كان سيخلِّف وراءه قتلى وجرحى من المدنيين الآمنين علاوة على الخسائر المادية.
كما دمرت منظومة الدفاع الجوية التابعة لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، صاروخا باليستيا في سماء مدينة مأرب، شرق صنعاء، أطلقته ميليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه المدينة.
جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان قوات الجيش الوطني، إسقاط طائرة مسيرة تابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية، في سماء محافظة مأرب، أول من أمس (السبت).
وأفاد موقع الجيش الوطني «سبتمبر.نت» بأن «الجيش في المنطقة العسكرية الثالثة تمكن من إسقاط الطائرة التي كانت تحمل متفجرات، قبل أن تصل إلى هدفها»، وأن الميليشيات الانقلابية «كانت تسعى بهذه المحاولة إلى استهداف أحد مواقع الجيش في المحافظة».
وكانت قوات الجيش الوطني أعلنت، الجمعة، إسقاط طائرة مسيرة للميليشيات الانقلابية في منطقة قانية بمحافظة البيضاء.
ميدانياً، تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية في مختلف جبهات القتال، سواء في صعدة، شمال غربي العاصمة صنعاء، أو محافظة البيضاء، وسط اليمن، حيث تتقدم قوات الجيش الوطني شمال البيضاء وتكتسح مواقع وقرى وجبالاً استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، سقط فيها عدد قيادات الحوثي قتلى، ودُمّرت آليات عسكرية بالتزامن مع نزع الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني الألغام من المناطق المحررة، وذلك بهدف الوصول إلى الوهبية والسوادية وتحرير المحافظة بشكل كامل من ميليشيات الانقلاب.
وفي صعدة، معقل الانقلابيين، قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة إن «قوات الجيش الوطني غرب من تحالف دعم الشرعية، حررت منطقة الحجلة وآل علي بالكامل، وتتقدم باتجاه مركز مديرية رازح، شمالاً».
إلى ذلك، زار نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر، ومعه محافظ محافظة الجوف اللواء أمين العكيمي والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري، معسكر الاستقبال التابع للواء الثالث مشاة جبلي بمأرب، للاطلاع على أحوال المستجدين وجهود التدريب والإعداد للمنخرطين من أبناء الشعب في صفوف الجيش الوطني، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، التي قالت إن الأحمر نقل في كلمة توجيهية له تحيات الرئيس هادي وتهنئته بالذكرى 51 لعيد الاستقلال الذي يحل على اليمنيين في ظل جهود كبيرة لتحرير البلاد من محاولات العودة إلى الماضي البائد.
وأكد الأحمر أن «الحرب التي تخوضها اليوم الشرعية والتحالف هي حرب دفاعية فرضها الحوثي بانقلابه على ما اتفق عليه اليمنيون، وعلى قرارات الإجماع المحلي والإقليمي والدولي». وقال إن «أبناء اليمن جميعاً، ومنهم قيادة الشرعية، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية، دعاة سلام وليسوا دعاة حرب».
وحث على الإتقان والإجادة والإسراع في العمل للانتهاء من تجهيز القصر بما يعزز الاستفادة منه، في ظل هذه المرحلة التي تشكل فيها المناطق المحررة، وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة مأرب مناطق عمل مهمة تساعد على انطلاق الشرعية وحضورها الميداني.
من جهة ثانية، أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة والإنسانية 6 شاحنات طبية لعدد من المستشفيات اليمنية. وقالت وكالة «سبأ»: «عبرت منفذ الوديعة، أمس (الأحد)، 6 شاحنات إغاثية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحمل على متنها 52 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية لعدد من محافظات الجمهورية». وأوضحت أنه «سيتم توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية على مستشفيات الجمهورية بمحافظة عدن، وهيئة مستشفى الثورة العام ومستشفى الجمهوري بتعز، وهيئة مستشفى مأرب العام، ومستشفى سيئون العام بمحافظة حضرموت».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.