ترحيب فلسطيني بقرارات أممية لصالح القدس

كشافة فلسطين في مستهل تحضيرات في بيت لحم استعداداً لاحتفالات الميلاد (إ.ب.أ)
كشافة فلسطين في مستهل تحضيرات في بيت لحم استعداداً لاحتفالات الميلاد (إ.ب.أ)
TT

ترحيب فلسطيني بقرارات أممية لصالح القدس

كشافة فلسطين في مستهل تحضيرات في بيت لحم استعداداً لاحتفالات الميلاد (إ.ب.أ)
كشافة فلسطين في مستهل تحضيرات في بيت لحم استعداداً لاحتفالات الميلاد (إ.ب.أ)

رحبت الحكومة الفلسطينية بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على عدة قرارات لصالح فلسطين والجولان. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان، أمس، إن «نتائج التصويت تثبت تعاظم التضامن الدولي مع الحق الفلسطيني والعربي، وتعزز مناهضة العالم ونبذه ورفضه للاحتلال».
وشدد المحمود على صوابية الانحياز الساحق للقرارات الأممية، خصوصاً «ما يتصل بعاصمتنا القدس المحتلة، الذي يسقط كل الإجراءات والخطوات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في القدس العربية المحتلة، وفرضت أو تحاول فرض قوانينها وولايتها كسلطة قائمة بالاحتلال ويجعلها باطلة ومرفوضة وغير قانونية وليس لها أي شرعية على الإطلاق».
وتابع: «هذه القرارات تعتبر استفتاءً عالمياً على السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل، وعلى وجود الاحتلال، الذي يجدد العالم توافقه على ضرورة إنهائه تماماً، والإفساح في المجال أمام إرساء أسس السلام والأمن والاستقرار في العالم». وتوجه المتحدث الرسمي بالشكر إلى جميع الدول التي انحازت إلى الحق وإلى السلام، وصوتت لصالح فلسطين والجولان وإنهاء الاحتلال.
وأشاد المحمود بالدبلوماسية الفلسطينية، والإنجاز الذي حققته في مؤتمر الدول الأطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وإحباطها المحاولات الأميركية للتشكيك في عضوية دولة فلسطين، ومحاولات إقصائها من المنظمة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت، بأغلبية ساحقة، مساء أول من أمس (الجمعة)، خمسة مشاريع قرارات لصالح القضية الفلسطينية، بينها قرار خاص يتعلق بالقدس المحتلة، طالب الدول الأعضاء بالجمعية العامة بعدم الاعتراف بأي إجراءات تتخذها إسرائيل في المدينة المقدسة، والحفاظ على وضعها الحالي، ورفض كل ما حصل خلال الفترة الماضية، لا سيما بعد نقل الولايات المتحدة سفارتها إليها، إضافة إلى قرار يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية، وثلاثة قرارات أخرى تأتي ضمن استمرار عمل لجان متعلقة بفلسطين في الأمم المتحدة، هي: لجنة تختص بمتابعة البرنامج الإعلامي الذي يتعلق بتدريب فلسطينيين في الأمم المتحدة على التغطية الإعلامية وتغطية فعاليات، واستمرار عمل لجنة شعبة حقوق الفلسطينيين في الأمانة العامة، واستمرار عمل اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.
وقال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، إن المجتمع الدولي بتصويته على القرارات الخمسة يؤكد وقوفه ودفاعه عن قضيتنا الوطنية، رغم ما تبذله الإدارة الأميركية من جهود في المحافل الدولية لمقاومة ذلك.
وجاء ذلك في وقت أحبطت فيه السلطة محاولة أميركية لخفض مستوى التمثيل الفلسطيني في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، إن مؤتمر الدول الأطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية، ومؤتمر الاستعراض لاتفاقية الأسلحة الكيمائية، قد اختتمت أعمالهم في هولندا (لاهاي)، بحضور وفد دولة فلسطين، الذي شارك على مدار أسبوعين، لأول مرة كدولة طرف، وكامل العضوية في المنظمة.
وأضاف: «نجح الوفد الفلسطيني بمساندة معظم الدول الأعضاء، في إحباط المحاولات الأميركية لتسييس عمل المنظمة، والتشكيك في عضوية دولة فلسطين». وشدد المالكي على أن «الوفد قد رفض المحاولة الأميركية لإضافة بند في التقرير الختامي يشكك بعضوية دولة فلسطين في المنظمة، وهو ما رفضه وفد فلسطين، مدعوماً بالغالبية العظمى من الدول الأعضاء التي دافعت عن حق دولة فلسطين بالتمثيل المتساوي، أسوة بباقي الدول الأعضاء، وعبرت عن استيائها الشديد من التصرفات الأميركية التي أدت إلى تعطيل أعمال المؤتمر لعدة أيام».
وتابع أن الدبلوماسية الفلسطينية قد أدارت معركة قانونية ودبلوماسية انتصرت بنجاح، اعتمدت فيها على أسس القانون الدولي والقواعد الإجرائية المعتمدة في هذه المؤتمرات، بدعم وتأييد واسع من غالبية الدول الأعضاء، التي أعلنت عن دعمها الكامل لفلسطين، كدول ومجموعات، وفي استهجان واضح لتصرف الولايات المتحدة، أجبرت على أثرها الولايات المتحدة على التراجع عن موقفها غير القانوني والمعادي».
وأوضح المالكي أن «الوفد الفلسطيني أكد في المؤتمر على أن عضوية دولة فلسطين في المنظمات الدولية ومكانتها الأممية أصبحت حقيقة، وعلى الدول أن تتعايش مع هذا الواقع القانوني والسياسي والدبلوماسي احتراماً للمبدأ القائم في الدبلوماسية المتعددة الأطراف، مبدأ السيادة المتساوية للدول».
وشدد المالكي على أهمية المشاركة في هذه المنظمة، باعتبارها إحدى أهم منظمات نزع التسلح، ونزع سلاح الدمار الشامل، كدولة كاملة الحقوق والواجبات، إلى جانب 192 دولة عضواً.
وأكد المالكي أن فلسطين ستعمل على ضرورة مساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على استخدامها لأسلحة كيميائية ضد أبناء الشعب، وذلك عبر إمكانية الطلب من المنظمة إرسال خبراء للكشف عن أي مواد كيمائية محظورة، بناء على إحكام اتفاقية الأمم المتحدة للأسلحة الكيمائية، في أرض دولة فلسطين المحتلة.
وثمنت حركة «فتح» مواقف الدول الصديقة التي ساندت حق دولة فلسطين في تثبيت عضويتها بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الذي تحقق خلال مؤتمر الدول الأطراف لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومؤتمر الاستعراض لاتفاقية الأسلحة الكيمائية في مدينة لاهاي الهولندية.
وقالت حركة فتح في بيان: «إن سياسة تثبيت عضوية فلسطين في المنظمات الدولية هي أحد الأعمدة الرئيسية لمنهج استعادة وتطوير المكانة القانونية والدبلوماسية لدولتنا في العالم، تأسيساً على الاعتراف العالمي الذي حققه الرئيس لدولة فلسطين في العام، فاتحاً الباب لدخولنا منظمات دولية تم إقصاؤنا منها عقوداً من الزمن».
وعبرت حركة «فتح» عن استهجانها واستغرابها من إصرار الولايات المتحدة على التصدي للطموحات الوطنية المشروعة لشعب فلسطين في الاستقلال، من خلال وقوفها في كل محفل دولي في الجهة المناهضة لحق دولة فلسطين المكرس بالقانون الدولي والمدعوم من إجماع دولي عام وقاري يتجلى في كل تصويت إيجابي لصالح قضيتنا.
وقال جمال نزال المتحدث باسم الحركة في أوروبا إن «عضوية دولتنا بهذه المنظمة تكتسب أهمية خاصة لسببين: أولهما خصوصية وضعنا كشعب يعاني احتلالاً يمتلك ترسانة من الأسلحة الكيميائية تتهددنا، والثاني توفير فرصة باتت واقعية لطلب إرسال خبراء دوليين للوقوف على العبث الإسرائيلي في المواد الكيميائية، التي تعرض صحة شعبنا للخطر دون رقيب حتى الآن».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.