على مساحة منبسطة من الرمال شرق مدينة بئر العبد بشمال سيناء، وضع أبناء عائلة أبو عليان (التابعة لقبيلة السواركة) رحالهم وبدأوا في إنشاء بيوت إسمنتية يعتبرونها مقر إقامة «مؤقت لهم»، لحين العودة لقريتهم في نجع شيبانة بجنوب رفح، والتي غادروها فرادى بعد أن أصبحت ضمن ميادين الحرب على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.
وعانى أبناء بعض المناطق في شمال سيناء من عمليات تصفية طالت بعض كبار القيادات القبلية من قبل «عناصر تكفيرية متشددة» موالية لتنظيم داعش الإرهابي، في مقابل ذلك تشن قوات الجيش والشرطة عمليات كبيرة هناك منذ 9 فبراير (شباط) الماضي، لتطهير المنطقة من هؤلاء المتشددين، وتُعرف العملية باسم «عملية المجابهة الشاملة» (سيناء 2018)، والتي تراجعت معها على نحو ملحوظ قدرة التنظيمات الإرهابية على تنفيذ الضربات.
المقر الجديد المؤقت لعائلة أبو عليان افتتح رسميا، أول من أمس، باحتفال دُعي إليه رموز قبائل سيناء، واستهل بالصلاة في مسجد شيد على واجهة التجمع السكني الذي حمل اسم أبو عليان، واستقبل أبناء العائلة ضيوفهم في ديوان شيدوه بجوار المسجد، وقدم رموز القبائل والعشائر التهنئة لأصحاب المكان على استطاعتهم رغم ظروفهم البسيطة إنشاء مساكن لهم بشكل مجمع، وحرص كل من قدم التهنئة على قول «ربنا لا يجعلها دار مقيمة (أن يكون مقامهم مؤقتاً لحين عودتهم إلى قريتهم الأصلية)».
وقال سليمان العلاوين، أحد أبناء العائلة لـ«الشرق الأوسط» إنهم رحلوا من قريتهم بعد أن «أصبح العيش فيها صعبا»، واستطرد: «لم يكن الأمر منظماً وتفرقنا في قرى ومدن سيناء، ثم قررنا التجمع في مكان موحد يجمع أسرنا، وبجهود ذاتية بعد اختيار هذا المكان الآمن أنشأنا بيوتا بسيطة واضعين في اعتبارنا أنها مجرد حوائط تقي برد الشتاء، حيث إن الظروف لا تقتضي الرفاهية». وأضاف أنهم «داخل التجمع، يستفيدون بخبرة الشباب الحاصلين على مؤهلات جامعية من بينهم في تعليم الأطفال، ويقوم كبار سن بتحفيظهم القرآن الكريم في محاولة لتعويض كل ما ينقص الصغار من تعليم». وقال الشيخ إبراهيم أبو عليان أحد رموز عائلة أبو عليان إن «ظروف الحاجة إلى توفير مسكن اقتضت تعاونهم في إنشاء بيوت لهم، بلغ عددها 22 منزلاً و30 آخرين قيد الإنشاء»، وزاد: «ننتظر بفارغ الصبر انتهاء القوات المسلحة من تطهير قريتنا من الإرهاب للعودة إليها».
على صعيد آخر، أرجأت محكمة جنايات القاهرة، أمس، محاكمة 213 متهماً بالانتماء إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس الإرهابي (داعش سيناء)»، إلى جلسة السبت المقبل؛ لاستكمال سماع الشهود في القضية المتهمين فيها بارتكاب أكثر من 54 جريمة إرهابية، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، فضلاً عن تنفيذ تفجيرات طالت منشآت أمنية بعدد من المحافظات.
كما أسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم جرائم «تأسيس وتولي قيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، والتخابر مع منظمة أجنبية المتمثلة في حركة حماس، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات». وقالت التحقيقات إن «الرئيس الأسبق محمد مرسي (وقت توليه للحكم) كان على اتصال بقيادات تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، واتفقوا على امتناع التنظيم عن ارتكاب أي أعمال عدائية طيلة مدة حكمه للبلاد». وبحسب النيابة فإن المتهمين «ارتكبوا جرائم قتل 42 من قوات الشرطة و15 مواطنا وإصابة 349 مواطنا»، وكذلك «تفجير مباني مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء».
نازحون من مناطق مواجهة «الإرهابيين» يؤسسون «بيوتاً مؤقتة» في سيناء
إرجاء محاكمة 213 متهماً بالانتماء لـ«داعش»
نازحون من مناطق مواجهة «الإرهابيين» يؤسسون «بيوتاً مؤقتة» في سيناء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة