بعد ثلاث سنوات على هجوم سان برناردينو، الذي أسفر عن مقتل 14 شخصاً وإصابة 22 آخرين ما زال أهالي الضحايا وسكان المدينة يعانون من الذكريات المؤلمة التي خلفها الحادث، إضافة إلى معاناة أهالي الضحايا في الحصول على التعويضات واضطرابات ما بعد الصدمة لدى الناجحين من الحادث وتجدد المتاعب مع أخبار وقوع إطلاق نار جماعي جديد في الولايات المتحدة. وما يزيد الطين بلة هو أن الناجين يعانون بشكل أكبر من تبعات نفسية عند وقوع حوادث إطلاق نار جديد ويعيد الذكريات المؤلمة مرة أخرى.
يقول محامي التعويضات لضحايا الحادث جيرالدين لي إن نحو 80 في المائة من الناجين من الحادث تقدموا بطلبات للحصول على تقاعد طبي في مدينة سان برناردينو. وقال: «لقد حاولوا العودة إلى أعمالهم ووظائفهم لكنهم من الناحية النفسية لم يتمكنوا من ذلك، وأشار إلى أن جلسات العلاج النفسي تصل ما بين 8 إلى 10 ساعات يومياً، خاصة مع ذكريات أصدقائهم الذين قتلوا في الحادث.
وكان الحادث قد وقع في 2 ديسمبر (كانون الأول) 2015 في احتفال إقامته إدارة خدمة المعاقين وإدارة الخدمات الصحية البيئية في مقاطعة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا. وأسفرت التحقيقات أن سيد رضوان فاروق (28 عاما) وزوجته تاشفين مالك الباكستانية الأصل (27 عاما) قد قاما بإطلاق النار على الحاضرين في الحفل وقالت الشرطة إن سيد رضوان فاروق كان يعمل بهذه الإدارة الصحية، وقبل الهجوم كان قد أعلن ولاءه لتنظيم داعش على حساب «فيسبوك» وقد قتل الزوجان في مواجهة مع الشرطة.
الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم الإرهابي في سان برناردينو في 2 ديسمبر هم: روبرت آدامز، وإسحاق أمانيوس، وبينيتا بيت بادال، وهاري بوتمان، وسييرا كلايبورن، وخوان إسبينوزا، وأورورا غودوي، وشانون جونسون، ولاري كوفمان، وداميان مينس، وتين نغوين، ونيكولاس ثالاسينوس، وإيفيت فيلاسكو، ومايكل ويتزيل».
ويواجه الناجون من الحادث مشكلات في نظام تعويضات العمل في مقاطعة سان برناردينو، وفي تأخر تسلم الأدوية، وتوافر الرعاية النفسية اللازمة فيما تصر المقاطعة على أنها قدمت أكثر مما يتطلب الأمر في تدفق التعويضات والمزايا».
لكن يعاني الناجون من إجهاد نفسي آخر مع استمرار مسلسل حوادث إطلاق النار الجماعي، أخرها كان الهجوم الذي تم في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الذي قام به مسلح في معبد يهودي في بيتسبرغ، وراح ضحيته 11 شخصا ومجزرة 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في ملهى ليلي في مقاطعة أورنج الذي راح ضحيته 12 شخصا من الشباب قبل أن يطلق المسلح النار على نفسه».
وتقول جولي سوان - بايز (53 عاما) التي أصيبت في هجوم سان برناردينو: «هناك عشرات من الناس الذين يقتلون، وتهتم السلطات بالأمر، وبعد ذلك يتم نسيان الموضوع وينسي الناس هؤلاء الضحايا».
وقالت سوان - بايز، التي اعتادت التقاعد الطبي وانتقلت الصيف الماضي إلى فلاغستاف بولاية أريزونا مع زوجها وابنتها: «هناك بعض الأشخاص الذين لا يعرفون أي شيء عن إطلاق النار في الثاني من ديسمبر، وهو يكسر قلبي».
وفي مقابلة عبر الهاتف، قالت إن المزيد من الزملاء السابقين في مركز الخدمات الصحية غادروا المقاطعة بعد حادث إطلاق النار: «شخص واحد أو شخصين قرروا أنه لا يمكنهم فعل ذلك. إنه أمر صعب، والبيئة المحيطة ليست رائعة لفهم كيف يمكن لإطلاق النار الجماعي أن يؤثر على الأشخاص الذين مروا بحادث كهذا».
لا يزال راي بري، البالغ من العمر 50 عاماً، والذي كان رئيساً مؤقتاً لقسم خدمات الصحة البيئية في مقاطعة سان برناردينو، يناضل من أجل فهم كيفية قيام زميل في العمل بمثل هذا العمل. وقال في مقابلة عبر الهاتف: «كان واحداً من موظفينا». «لم يظهر أي علامات أو أعراض؛ لم يكن موظفاً ساخطاً، كان هذا خيانة كبرى لم نشهدها أبداً».
ضحايا هجوم سان برناردينو يعانون الذكريات المؤلمة ونقص الرعاية
ثلاث سنوات على حادث إطلاق النار في كاليفورنيا
ضحايا هجوم سان برناردينو يعانون الذكريات المؤلمة ونقص الرعاية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة