«منتدى رؤساء الشركات» يعلن دعمه ولاية خامسة لبوتفليقة

هاجم رئيس أكبر تكتل لأرباب المال الخواص في الجزائر، رجل أعمال بارز بذريعة أنه «يشوه صورة الجزائر بانتقادات متواصلة للحكومة». وأعلن «منتدى رؤساء الشركات»، أمس، دعمه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في حال طلب لنفسه ولاية رئاسية خامسة. وقال علي حداد، رئيس «المنتدى» في عنابة (600 كلم شرق العاصمة)، حيث يخوض حملة انتخابية لولاية جديدة، إن رفاقه رجال الأعمال الذين يدعمون سياسات الحكومة «لا يؤيدون العدمية وجحود بعض المتعاملين الاقتصاديين الذين ينسبون النجاحات والإنجازات بشكل منهجي إلى حنكتهم الحادة وإتقانهم فن المقاولاتية، بينما يبررون الفشل بوجود معوقات مصدرها السلطات العمومية، ويزعمون أن يداً خفية تعرقل مشروعاتهم»، وذلك في إشارة ضمنية إلى يسعد ربراب، مالك أكبر مجموعة للصناعات الغذائية في البلاد، الذي يخوض حملة حادة ضد الحكومة، متهماً إياها بــ«حرمانه من بناء مصنع لإنتاج الزيوت الطبيعية».
وهاجم ربراب، الحكومة، في عدة مناسبات، وأحياناً انطلاقاً من فرنسا حيث يملك استثمارات كبيرة في مجالي الصناعة الإلكترونية وتسيير النفايات الصناعية. ويعرف ربراب بأنه من رجال الأعمال القلائل ممن رفضوا إسناد الرئيس بوتفليقة خلال حملاته الانتخابية منذ وصوله إلى الحكم عام 1999.
وقال حداد، المعروف بولائه الشديد للرئيس بوتفليقة، باستهجان، «كيف لهؤلاء الأشخاص الذين شكلوا ثروتهم من تدابير تشجيع الاستثمار ومخططات الدعم... أن ينكروا هذه الحقيقة؟ فلا يمكن لأحد إنكار أن كل الإنجازات الاقتصادية هي نتيجة للإجراءات المحفزة التي وضعتها الدولة أمام المتعاملين الاقتصاديين المبدعين والبارزين». وتابع مهاجماً خصمه ربراب: «لا يمكن لأي متعامل اقتصادي أن يكون فوق القانون الذي يحكم النشاط الاقتصادي، ونحن نقولها صراحة من يتجاوز القانون سيدفع الثمن»، وذلك في إشارة إلى أن الحكومة رفضت مشروع مصنع إنتاج الزيوت الطبيعية لأن الإجراءات المتبعة في بناء المصنع لم تكن قانونية. وهذا هو التفسير الذي قدمه وزير الصناعة للصحافة بشأن هذا المشروع الذي يريد ربراب إطلاقه في ولاية بجاية، وهي كبرى ولايات القبائل الناطقة بالأمازيغية، وسكانها يعرفون بمعارضتهم الشديدة للنظام القائم.
وبحسب حداد، فإن «هناك من يتجنب اتخاذ موقف صريح تجاه القضايا المصيرية للبلاد، بالأخص تلك التي تتعلق بتوطيد استقرارها واستمرارية مسار التنمية الوطنية. فالمرحلة التاريخية المهمة التي تعيشها بلادنا لا تقبل التردد والغموض». وفسّر حداد كلمة «الاستمرارية» بأنها رغبة رجال الأعمال في أن يبقى الرئيس بوتفليقة في الحكم لفترة جديدة، بينما وجه اللوم إلى ربراب لكونه يرفض الانخراط في هذا التوجه. يشار إلى أن «منتدى رؤساء المؤسسات» يضم نحو 200 شركة خاصة، رأس مالها مجتمعة يفوق ملياري دولار. ويملك حداد أكبر شركة للمقاولات.
وعاد حداد خلال حملته الدعائية إلى فترة الاقتتال ضد الإرهاب، التي يطلق عليها «العشرية السوداء». وقال: «لقد مرَ اقتصاد بلادنا بفترة بالغة الصعوبة والتعقيد بسبب (العشرية السوداء) التي عاشتها الجزائر، مع ما ترتب عن ذلك من عواقب على صورتها دولياً، وعلى قاعدتها الاقتصادية. وبالأخص، علينا أن ندرك أن الأمر يستدعي أن ننجز وفي وقت قصير، ما أنجزته وبنته دول في عدة سنوات. وأضاف: «تم تنفيذ الكثير من البرامج الاقتصادية الكبرى منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي. كما تم حشد وسائل وإمكانات استثنائية لإعادة رسم الخريطة الاقتصادية والاجتماعية للجزائر. وسمحت كذلك هذه البرامج الضخمة بإنجاز البنية التحتية الضرورية لكل سياسة لتنمية اقتصادية واجتماعية». وتابع: «أصبح عدد أطفال المدارس أكثر من تسعة ملايين طفل، وعدد الطلاب في الجامعات يقارب المليونين، فضلاً عن ما يقارب أربعة ملايين وحدة سكنية تم بناؤها أو تشارف على الاكتمال. وتم الانتهاء من شقّ وإنجاز آلاف الكيلومترات من الطرق، وتحديث وعصرنة نظام السكك الحديدية. وشهد التموين بالمياه الصالحة للشرب تحسناً ملحوظاً».