حديث عن قرب افتتاح ممثلية لحكومة إقليم كردستان في أنقرة

توتر بين «الاتحاد الوطني» و«العمال الكردستاني» بعد غلق مقار حزبية

TT

حديث عن قرب افتتاح ممثلية لحكومة إقليم كردستان في أنقرة

أوضح سفين دزيي، المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان المنصرفة، تقارير أفادت بقرب افتتاح ممثلية لحكومة إقليم كردستان في أنقرة. وقال دزيي إن السلطات التركية كانت قد طلبت من حكومة الإقليم قبل عامين، افتتاح ممثلية لها في أنقرة، لكن الأزمة الاقتصادية التي مر بها الإقليم حالت دون ذلك.
وأوضح دزيي، في تصريحات لقنوات كردية محلية، أن قرار افتتاح ممثلية حكومة الإقليم أرجئ إلى وقت تكون فيه علاقات الطرفين في أفضل حالاتها، وقال إن افتتاح الممثلية سيكون بمثابة انعطافة في العلاقات السياسية وغير السياسية بين الطرفين.
ويأتي تصريح المتحدث تزامناً مع تصريحات مصدر رفيع المستوى في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عن توجيه الدعوة قريباً لرئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني لزيارة أنقرة.
من جانب آخر، توترت العلاقات السياسية بين حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» و«حزب العمال الكردستاني»، المناهض لتركيا، على خلفية إغلاق مقرات حركة «حرية شعب كردستان»، المرتبطة فكرياً بـ«حزب العمال»، في محافظة السليمانية، الأسبوع الماضي، بقرار من قوباد طالباني، نائب رئيس حكومة إقليم كردستان والنجل الأصغر لزعيم «الاتحاد الوطني» الراحل جلال طالباني.
واقتحمت مجموعة مسلحة تنتمي لـ«وحدات المقاومة في سنجار»، الموالية لـ«حزب العمال»، أحد مقرات «الاتحاد الوطني» في بلدة سنجار، وسيطرت عليه وعبثت بمحتوياته، وأنزلت علم «الاتحاد» من مبنى المقر. واستنكر مسؤول الدائرة الإعلامية لتنظيمات «الاتحاد الوطني» في محافظة نينوى، غياث سورجي، اقتحام مقر حزبه في سنجار، ووصفها بالعملية الجبانة. وأوضح سورجي لـ«الشرق الأوسط» أن «المقر كان رمزياً ويقتصر الوجود والعمل فيه على بعض الأعضاء العاملين في المجال السياسي، ولم يكن يضم قوات مسلحة، وقد تمت السيطرة عليه يوم الجمعة من قبل مسلحين من (وحدات المقاومة في سنجار)، وهي جماعة مسلحة مرتبطة فكرياً بـ(حزب العمال الكردستاني)، وقد عبث المسلحون بمحتويات المقر، وأنزلوا علم (الاتحاد الوطني)»، وأشار إلى أن اقتحام المقر المذكور جاء رد فعل من قبل «حزب العمال» على إغلاق مقرات حركة «حرية شعب كردستان»، المرتبطة بـ«حزب العمال» أيضاً في مدينة السليمانية، يوم الثلاثاء المنصرم، وقال: «قرار إغلاق تلك المقرات صدر من حكومة الإقليم منذ أشهر، وقد تم تنفيذه فوراً في محافظتي أربيل ودهوك، لكنه أرجئ في محافظة السليمانية لبعض الوقت، ولا علاقة له بـ(الاتحاد الوطني) وسياساته، بل هو إجراء حكومي بحت، لأن تلك الحركة ومنظماتها لم تحصل على ترخيص رسمي من سلطات الإقليم تجيز لها ممارسة العمل السياسي». وقال: «مسؤولون كبار في (حزب العمال الكردستاني) نشروا تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نفوا من خلالها علمهم بالهجوم على مقر حزبنا، لكننا سنحقق بدقة في الحادث لمعرفة ملابساته بشكل واضح والجهات التي تقف خلفه، وعندها ستقول قيادة (الاتحاد) كلمتها بهذا الصدد، لكننا قطعاً سوف لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء اعتداء آثم من هذا القبيل».
بالمقابل، أصدرت الهيئة القيادية لـ«حزب العمال الكردستاني»، بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه قرار سلطات الإقليم بإغلاق مقرات حركة «حرية شعب كردستان» في السليمانية، ووصفته بأنه قرار عدواني يذكر الجميع بعمليات الإبادة الجماعية بحق الكرد، وهو بعيد عن الأخلاق والقانون، وقال إن تلك السياسات لا يمكن القبول بها من قبل الشعب وساسته. وأوضح البيان أيضاً أن القرار المذكور، وإن صدر باسم سلطات الإقليم، إلا أنه يحمل بصمات الدولة التركية التي تضغط على الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان لاتخاذ مثل هذه المواقف، على حد تعبير البيان، داعياً «الاتحاد الوطني» إلى مواصلة السير على نهج زعيمه الراحل جلال طالباني وعدم الخضوع للإملاءات الخارجية، خصوصاً التركية، واتخاذ موقف مناهض للعمليات العسكرية التركية ضد الإقليم وشعبه.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).