توتّر يخيّم على بعلبك بعد مقتل مطلوبين من آل جعفر وزعيتر

العائلتان حمّلتا الجيش اللبناني المسؤولية

TT

توتّر يخيّم على بعلبك بعد مقتل مطلوبين من آل جعفر وزعيتر

شهدت منطقة بعلبك، في منطقة البقاع اللبناني، توتّراً على خلفية العملية الأمنية التي شهدتها المنطقة أول من أمس، وأدت إلى مقتل 3 أشخاص من آل جعفر وآخر من آل زعيتر، حيث تداعت فعاليات العائلتين للاجتماع، وحمّلت العائلتان الجيش اللبناني مسؤولية مقتل أبنائهما الذين رفضتا في البداية تسلّم جثثهم قبل أن تعودا عن قرارها.
ومساءً عمد أشخاص من آل جعفر إلى إضرام النيران في حاجزين للجيش اللبناني كان قد أخلاهما أول من أمس، بعد العملية.
وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن عملية يوم الجمعة التي سُميت «عملية الضباب» لها علاقة بقرار اتخذه مجلس الدفاع الأعلى الذي انعقد في القصر الرئاسي قبل أيام وجاءت نتيجة استقصاءات وتحريات ومتابعة استُخدمت فيها طائرات الاستطلاع، وهي نسخة طبق الأصل عن «عملية الحمودية» التي قضى فيها المطلوب علي زيد إسماعيل منذ ثلاثة أشهر تقريباً، والتي نفّذتها قوة من مغاوير الجيش اللبناني بمؤازرة المخابرات.
وشدّد المصدر على أن «الرسالة في هذه العملية جاءت لتؤكد أن العبث بأمن البلد خط أحمر وأن قرار ملاحقة المخلّين به لن يتم التراجع عنه، خصوصاً بعدما ظّن تجار المخدرات ذلك ليعودوا من القرى اللبنانية الحدودية من الداخل السوري الذي لجأوا إليه هرباً بعد الخطة الأمنية ليعبثوا بالأمن من جديد ظناً منهم أن قبضة الدولة قد تراخت».
وأوضح المصدر الأمني أنه «قبل ثلاثة أيام من العملية عملت طائرة استطلاع تابعة للجيش اللبناني على مراقبة المكان الذي لجأوا إليه، لذلك كانت العملية خاطفة وسريعة بناءً على معلومات مسبقة وقد طالت رؤوساً كبيرة من المطلوبين».
وبعدما كانت عائلتا جعفر وزعيتر قد رفضتا تسلُّم جثامين أبنائهما، عادتا وقبلتا، حسب ما أُعلن بعد اجتماع عُقد في بعلبك. واعتذرت العائلتان في بيان لهما عن تقبل التعازي حتى إشعار آخر يحدَّد، في إشارةٍ إلى رفضهما التسليم بالأمر وفتح باب التصعيد.
وكان الجيش قد أعلن في بيان أن قوة منه داهمت، الجمعة، منزلاً في منطقة الشراونة في بعلبك لتوقيف مجموعة من المطلوبين بأعمال إجرامية يشكلون عصابة مسلحة خطيرة، وحصل تبادل لإطلاق النار أدى إلى مقتل عدد منهم أبرزهم المدعو جوزف حمدان جعفر الملقب بـ«علي جعفر» المطلوب للقضاء بموجب مائتي مذكرة توقيف، والمتورط مع عصابة في أعمال جُرمية متعددة أبرزها إطلاق نار على دورية عسكرية، ما أدى إلى استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.