المحققون في جريمة قتل المبتعثة السعودية: 11 شخصا تواجدوا في مكان الحادث

الشرطة البريطانية: نناشد سكان كولشستر مساعدتنا في التوصل للقاتل.. وتلقينا آلاف الاتصالات

ستيف وارن كبير مفتشي شرطة كولشستر وكبير المحققين في قضية قتل المانع
ستيف وارن كبير مفتشي شرطة كولشستر وكبير المحققين في قضية قتل المانع
TT

المحققون في جريمة قتل المبتعثة السعودية: 11 شخصا تواجدوا في مكان الحادث

ستيف وارن كبير مفتشي شرطة كولشستر وكبير المحققين في قضية قتل المانع
ستيف وارن كبير مفتشي شرطة كولشستر وكبير المحققين في قضية قتل المانع

حث المحققون البريطانيون، العاملون على حل قضية مقتل المبتعثة السعودية ناهد المانع التي كانت تدرس لنيل شهادة الدكتوراه في أسيكس، سكان مدينة كولشستر ومرتادي طريق سالاري بروك تريل على التقدم للإدلاء بما لديهم من معلومات حول ظروف الجريمة التي وقعت في يونيو (حزيران) الماضي. ونقل بيان صادر من مركز شرطة مقاطعة أسيكس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس: «أرسلنا عدة مناشدات في السابق نطلب فيها ممن لديهم معلومات التقدم بها إلينا، وحصلنا على ردود جيدة، ولكننا ما زلنا نحاول تحديد هوية بعض الأشخاص، والبحث عنهم يستغرق منا وقتا طويلا، ولذلك نناشد الناس القيام بالخيار الصائب والاتصال بنا».
من جهته، قال كبير مفتشي الشرطة البريطانية سيتف وارن، الذي يتولى التحقيق في القضية، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس: «إنه بهدف التحقيق في جريمة قتل المانع، يتوجب تتبع بعض الأشخاص الذين كانوا في الموقع عند وقوع الحادثة في يونيو الماضي، وتلقينا آلاف الاتصالات الهاتفية، ونعمل في جميع الاتجاهات لكشف غموض الجريمة». وأضاف: «نعمل على كثير من التفاصيل التي تلقيناها من صور الكاميرات في منطقة وقوع الجريمة، وكذلك إفادات شهود العيان الذين اتصلوا بنا». وتحدث عن زيارته إلى السعودية مع فريق أمني من الشرطة البريطانية للقاء عائلة المانع، وكذلك بعض مسؤولي الشرطة السعودية. والتقى عائلة المانع، كما أجرى محادثات مع قادة شرطة محافظة جدة، وأكد وارن أن وفد ضباط شرطة أسيكس التقوا عائلة القتيلة السعودية في نطاق تحرياتهم الهادفة إلى معرفة قاتلها. وذكر أن العائلة أكدت شعورها بالصدمة الشديدة، ووصفوا ابنتهم بأنها مهذبة ولطيفة، وكانت محبوبة بسبب عطفها وطبيعتها الحانية. وقال كبير المحققين وارن: «نود أيضا التحدث مع أي شخص يستخدم طريق سالاري بروك تريل بصفة منتظمة، لنرى ما إذا كانوا لاحظوا أي شيء مختلف في الأسابيع التي مرت منذ مقتل المانع، يمكن للناس استخدام الطريق يوميا لتمشية كلابهم، أو ركوب الدراجات، أو الصيد، أو للذهاب والإياب من العمل أو الجامعة. وبممارسة الناس حياتهم اليومية، فإنهم يلاحظون الأشياء. وقد يكون هناك أناس شاهدوا الشخص نفسه يوميا، لكنهم لا يرونه الآن. فما الذي تغير أو ما الشيء المختلف؟». وكانت الشرطة في مقاطعة أسيكس أعلنت جائزة قدرها عشرة آلاف جنيه إسترليني لمن يدلي بمعلومات ترشد إلى قاتل المانع. وتحدث بيان الشرطة البريطانية عن أوصاف 11 شخصا كانوا في موقع الجريمة، وقد يكون بيدهم حل لغز القضية، وعلق كبير مفتشي الشرطة البريطانية ستيف وارن لـ«الشرق الأوسط» بأن أوصاف الـ11 شخصا «بعضهم على دراجات، منهم طلبة، وآخرون كانوا يسيرون في طريق سالاري بروك تريل من صور الكاميرات بالمنطقة، وكذلك إفادات من شهود عيان». وفيما يتصل بمقتل المبتعثة السعودية المانع، يحتاج فريق التحقيق إلى تتبع عدد من الناس الذين كانوا في طريق سالاري بروك تريل في الوقت بين الساعة 10:15 صباحا إلى 10:45 صباحا في يوم الثلاثاء، الموافق 17 يونيو (حزيران).
وقالت الشرطة البريطانية، أمس: «هناك رجل يعتقد أنه كان يرتدي سترة مميزة الشكل إيطالية التصميم لونها يميل إلى الأبيض وهي أطول من مستوى الخصر ولديها أزرار بنية»، والرجل وهو في العقد الثاني أو الثالث من عمره، لديه شعر أسود كثيف وبنيته الجسدية متوسطة، وقد شوهد في المنطقة قبل وقت قصير من العثور على جثة المانع، كما تبحث الشرطة عن دراجين كانا يقودان عجلتيهما في الموقع ويحتمل أنهما شاهدا المانع قبل تعرضها للهجوم. كما حدد بيان شرطة كولشستر، مجوعة أخرى من الأشخاص الذين دعتهم لتقديم شهادتهم، وبينهم رجل طويل ونحيل يرتدي معطفا داكنا، إلى جانب رجل أبيض عمره ما بين 19 و23 سنة، وآخر أسود البشرة كان يرتدي زيا كحلي اللون. وقد عرضت مؤسسة خيرية في بريطانيا جائزة مقدارها عشرة آلاف جنيه لمن يتقدم بمعلومات حول القضية. يذكر أن أسرة المانع كانت قد ناشدت بدورها «الجاني أو الجناة» الذين أقدموا على قتلها طعنا تسليم أنفسهم «لإنهاء معاناة العائلة». وتحدث بيان الشرطة البريطانية أيضا عن اثنين من راكبي الدراجات الذين شوهدوا وهم يستخدمون الطريق ذلك الصباح الذي عثر فيه على ناهد. وكان الرجل والمرأة يركبان الدراجات معا ويحتمل أن يكونا قد شاهدا ناهد عقب تعرضها للهجوم. وقد شوهدا من قبل أحد الأشخاص في الوقت بين 10:45 صباحا يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو، وهما قادمان من اتجاه الجامعة ناحية جرينستيد على طريق سالاري بروك تريل. ويوصف الرجل بأنه ذو بشرة شبه داكنة مع شعر غامق. ويبدو أنه في أوائل العشرينات من عمره ويبدو طويلا ونحيفا. ويعتقد أن المرأة في عقد العشرينات من عمرها وذات شعر داكن طويل. وكانت ترتدي ما وصف بأنه تنورة طويلة فضفاضة. وتحدث تقرير الشرطة البريطانية عن رجل أبيض ثان، يعتقد أنه طالب كذلك، لديه شعر داكن قصير، وكان يرتدي بنطالا خفيفا وكان يستخدم الهاتف، وأيضا عن رجل أسود، كان يرتدي قبعة رياضية وحقيبة ظهر، وكان يرتدي كذلك قميص بولو مقلما من اللون الأصفر مع الأزرق الداكن. وتطرق التقرير إلى سيدتين على الدراجات، شوهدتا من سياج الأشجار على طريق سالاري بروك تريل، وكذلك تحدث عن امرأة بيضاء ذات شعر أشقر طويل، تبلغ خمسة أقدام وعشر بوصات طولا، وذات جسد نحيف وتبلغ من العمر نحو 19 أو عشرين سنة، ووصفت بأنها يحتمل أن تكون طالبة أجنبية.



اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
TT

اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات

Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)

يعوّل الكثير من قادة الاتحاد الأوروبي على العلاقة الخاصة التي بدا أنها تترسخ يوماً بعد يوم، بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. لا، بل قد تعدّ علاقتها «الخاصة» أيضاً مع إيلون ماسك، حليف ترمب، الذي بدا أن الحكومة الإيطالية تجري محادثات مع شركته «سبيس إكس» بشأن صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار تتعلق بخدمة الإنترنت «ستارلينك»، مدخلاً لتخفيف التوتر الذي بلغ أقصاه في الأيام الأخيرة، بعد تبادله الاتهامات والانتقادات مع الكثير من القادة الأوروبيين.

ترمب وميلوني في صورة جمعتهما مع المرشّحين لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت (يسار) ووزير الخارجية ماركو روبيو في مارالاغو السبت (إ.ب.أ)

ترمب وميلوني

ترمب كان التقى ميلوني، قبل يوم من تصديق الكونغرس الأميركي على فوزه في الانتخابات، لإجراء محادثات غير رسمية. وهو ما عدَّه المراقبون تأكيداً للتوقعات واسعة النطاق، بأن الزعيمة الإيطالية اليمينية المتشددة ستكون جزءاً لا يتجزأ من علاقة الاتحاد الأوروبي بالبيت الأبيض بعد تولي ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني). ووصف ترمب ميلوني، بعد محادثاتهما، بأنها «امرأة رائعة اجتاحت أوروبا حقاً».

ورغم أن علاقتها بترمب، قد تطورت في الواقع على خلفية معتقداتهما الشعبوية اليمينية، لكن مما لا شك فيه أن علاقتها بالملياردير ماسك، الذي بات يلعب دوراً كبيراً بعد اندماجه بحركة «ماغا» (لنجعل أميركا عظيمة)، قد تمكنها من ترسيخ علاقتها مستقبلاً بالحركة التي بناها ترمب، وباتت تفيض خارج الولايات المتحدة.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

جسر دبلوماسي

وفي الواقع، لم يتمكن سوى عدد قليل من القادة الأوروبيين من كسب مثل هذا الود لدى ترمب، مثل ميلوني، حيث يتوقع أن تلعب دور «جسر دبلوماسي» بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية. وأضافت أن ميلوني، التي طوّرت ملفاً آيديولوجيا «غامضاً استراتيجياً»، فاجأت منتقديها بتطوير علاقات دافئة مع قادة أوروبيين أكثر وسطية، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. في المقابل، فإن هذا الغموض يضع ميلوني في وضع جيد لجلب «الترمبية» إلى أوروبا مع تحول القارة نحو اليمين على أي حال، كما زعم كاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز».

إيلون ماسك (رويترز)

ومع ذلك، تواجه ميلوني مهمة موازنة علاقاتها الأميركية، مع القضايا الاقتصادية التي تهم إيطاليا. فهي لا تستطيع تحمل إبعاد حلفاء الاتحاد الأوروبي من خلال الميل إلى اليمين كثيراً، على حساب مصالح البلاد. ويزعم منتقدوها، سواء في إيطاليا أو في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن صفقة «ستارلينك» المقترحة، ستجعل روما تعتمد بشكل مفرط على إيلون ماسك. وذكر موقع «بوليتيكو» أن أحد الأعضاء الألمان التقدميين في البرلمان الأوروبي، كتب قائلاً إن الصفقة المقترحة، «تسلم الحكومة الإيطالية والدفاع والاتصالات العسكرية إلى فاشي بدائي لا يمكن التنبؤ به». إن صداقة ميلوني الواضحة مع ماسك تتعارض بشكل متزايد مع الطريقة التي ينظر بها القادة الأوروبيون الآخرون إليه.

الرئيس إيمانويل ماكرون متحدثاً في إطار الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم بقصر الإليزيه الاثنين (رويترز)

تحذيرات واتهامات

في الأيام الأخيرة ومع تصاعد نفوذه بشكل كبير في السياسة الأميركية، وسعيه للتأثير على الخارج، عبر انتقاده عدداً من زعماء العالم من خلال منصته «إكس» ذات التأثير الكبير، اتهم القادة الألمان والفرنسيون والبريطانيون ماسك بالتدخل السياسي وحتى التدخل في الانتخابات.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، ما عدّه «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة؛ وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها ماسك لحكومته، مقترحاً سجن ستارمر، ومتسائلاً عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة «تحرير» حليفتها.

وحث بعض كبار الساسة من الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة حلفاء ترمب بشكل خاص على إعادة التفكير في علاقته بإيلون ماسك بعد تعليقاته هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».

وتساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمام السفراء الفرنسيين عمن كان ليتخيل قبل عقد من الزمان «أن مالك إحدى أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم سيدعم حركة رجعية دولية جديدة ويتدخل مباشرة في الانتخابات». لم يذكر ماكرون، الذي كانت تربطه في الماضي علاقة مع ماسك بالاسم، لكن كان واضحاً من هو المقصود.

ماكرون وترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند اجتماعهم في قصر الإليزيه مساء 7 ديسمبر الحالي (رويترز)

ابتعد عن ديمقراطيتنا

وقوبلت تعليقات ماسك بغضب من الزعماء الألمان، حيث اتهمته برلين بمحاولة التأثير على الانتخابات المبكرة في البلاد الشهر المقبل في تعليقه على منصته، ومقال رأي كتبه يشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتشدد.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يظل «هادئاً» وسط انتقادات شخصية من ماسك، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، لكنه يجد أن «أكثر ما يثير القلق» أن ماسك خاض في السياسة الألمانية من خلال «دعم حزب مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي هو في أجزاء متطرف يميني، ويدعو إلى التقارب مع روسيا بوتن ويريد إضعاف العلاقات عبر الأطلسي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

وحذَّر روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار، ماسك من التدخل في سياسة البلاد، قائلاً له: «سيد ماسك، ابتعد عن ديمقراطيتنا».

بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، الاثنين، إن «هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأمور بين الديمقراطيات والحلفاء»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وقال إنه «يجد من المقلق أن يتورط رجل يتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة في الشؤون الداخلية لدول أخرى بشكل مباشر».