ستندل... ألماني عاشق للمنتخب الإنجليزي يبدل وجه بارنسلي

دخل في مواجهات مع كلوب عندما كان لاعباً... ومع غوارديولا عندما أصبح مدرباً

ستندل كانت لديه رغبة كبيرة في الاندماج في البيئة الإنجليزية
ستندل كانت لديه رغبة كبيرة في الاندماج في البيئة الإنجليزية
TT

ستندل... ألماني عاشق للمنتخب الإنجليزي يبدل وجه بارنسلي

ستندل كانت لديه رغبة كبيرة في الاندماج في البيئة الإنجليزية
ستندل كانت لديه رغبة كبيرة في الاندماج في البيئة الإنجليزية

من بين المئات الذين كانوا يتابعون منافسات بطولة كأس العالم عبر الشاشة الكبرى في بارنسلي، الصيف الماضي، كان هناك ألماني يرتدي قميص المنتخب الإنجليزي. وبعد أن تنازل عن لور ساكسوني مقابل جنوب يوركشاير، أبدى دانييل ستندل ومعاونوه داخل فريق التدريب رغبة كبيرة في الاندماج في البيئة الإنجليزية المحلية، بما في ذلك المقاهي وروادها من عاشقي الساحرة المستديرة. وعن هذا، قال ستندل: «كانت تلك بداية طيبة بالنسبة لي، بمجرد خروج ألمانيا من البطولة، ارتديت قميص إنجلترا الذي اشتريته من هنا. لقد كانت تجربة ممتعة حقاً وجودي مع أبناء بارنسلي وأغدق علينا الجميع أطيب الأمنيات بموسم جديد ناجح».
تقع أوكويل على مسافة بعيدة عن «فرانكفورت آن دير أودير»، حيث ولد ستندل. وحتى توحيد شطري الألمانيتين عام 1990، كانت المدينة الواقعة في ولاية براندنبورغ الألمانية حالياً، على الحدود البولندية شرق ألمانيا. وقد تعلم ستندل البالغ 44 عاماً الروسية وهو في التاسعة من عمره. وعن هذا، قال: «تبدو الصورة في ذهني غائمة دونما كثير من الألوان، وإنما يطغى عليها اللونان الرمادي والأسود والأبيض، وبعد توحد شطري الألمانيتين أصبح باستطاعتنا الانتقال إلى دولة أخرى وشراء أي شيء. وأصبح بمقدور المرء عقد صداقات مع أي شخص، وبدا الأمر بالنسبة لنا وكأننا انتقلنا إلى عالم جديد مثير للدهشة. ومع هذا، لا يمكنني القول بأن الوقت السابق لهذه الفترة كان سيئاً. لقد قضيت طفولة لطيفة، ولم أعانِ خلالها وأحمل في ذاكرتي الكثير من الذكريات الجميلة».
انضم ستندل إلى فرنكفورت إف سي فيكتوريا، النادي المحلي، قبل أن ينتقل إلى هامبورغ. في وقت لاحق. انضم ستندل إلى غوترسلوه، حيث لعب إلى جوار ديفيد فاغنر، ثم هانوفر، حيث كان من بين أقرانه في الفريق بير ميرتساكر ولعب في مواجهة مدافع بفريق مينز يحظى بشهرة كبيرة كمدرب اليوم: يورغين كلوب. وعن هذا، قال ستندل ضاحكاً: «كنت أفوز في أغلب الوقت».
داخل هانوفر، اتخذ ستندل خطوات صغيرة نحو مجال التدريب أيضاً، وعمل عبر فرق الناشئين، قبل أن يقع عليه الاختيار لتدريب الفريق الأول أواخر موسم 2015 - 2016. وحمل اليوم الأخير لذلك الموسم مواجهة أمام بايرن ميونيخ تحت قيادة جوسيب غوارديولا. وقال: «بعد المباراة، أخبرني أنه بالاعتماد على أسلوب اللعب هذا، وذلك الفريق صغير السن، بإمكانك تحقيق نجاحات كبيرة في المستقبل والعودة إلى الدوري الألماني الممتاز. لم يكن الأمر سهلاً، لقد كنا قد سقطنا بالفعل في حفرة الهبوط وكان بايرن ميونيخ بطل الدوري. ومع هذا، قدمنا أداءً هجومياً. ورغم أن بايرن ميونيخ يضم في صفوفه لاعبين من طراز عالمي، فإنني لا أحب السلبية. وقد قلت للاعبين: «حسناً، إذا خسرنا لا بأس في ذلك، لكنني أرغب في أن نبذل محاولة نحو تحقيق الفوز. وفي النهاية، خسرنا بنتيجة 3 - 1».
ويعتبر ستندل ميرتساكر صديقاً طيباً وحرص على استشارته هو وتوماس كريستيانسن، زميل سابق له أيضاً، قبل إقدامه على تولي تدريب نادي بارنسلي المشارك في دوري الدرجة الأولى منذ 14 شهراً بعد رحيله عن هانوفر.
وقد دعاه ميرتساكر إلى آرسنال، ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وعن هذا، قال ستندل: «شاهدت التدريب ومباراة أمام ليفربول. كما شاهدت كذلك بعضاً من المجهود داخل الأكاديمية». وأضاف: «لم تكن لدي وظيفة حينها، لذا بدا الأمر بالنسبة لي مثيراً وتجربة طيبة أن أشاهد جلسات التدريب التي ينظمها آرسين فينغر. وكان من الجيد رؤية حجم المسؤولية التي يبديها ميرتساكر. لقد كان مشاركاً في الفريق الأول، في الوقت الذي كان يستعد كذلك لوظيفته الجديدة كمدير للأكاديمية. وبعد عام، أعمل هنا. هذا محض جنون».
كان ستندل قد دخل في تحدٍ مع لاعبي بارنسلي لتحفيزهم على اللعب دونما خوف، على غرار نهجه المألوف طوال مسيرته المهنية. ويصفه من يعملون معه بأنه صاحب شخصية لطيفة المعشر. وقال ستندل: «ليس من المهم أي فريق نواجهه، إننا في كل الأحوال نتبع أسلوبنا الخاص بنا في اللعب، ونلعب على نحو هجومي ونسعى دوماً للفوز في المباريات. أنا أعشق المشاعر المتدفقة وأحب أن يكون للفريق روحاً قوية».
ونظم ستندل للاعبيه رحلة لخوض دورة تدريبية في مانشستر وبطولة في تنس الطاولة، وذلك بهدف تعزيز أواصر الصداقة بينهم. وقد فاز في بطولة تنس الطاولة قائد الفريق وحارس مرماه آدم ديفيز، وكذلك لاعب قلب الدفاع إيثان بينوك، الذي كان يشارك في صفوف دولويتش هاملت منذ عامين. وقال ستندل ضاحكاً: «إنهما يلعبان بالقرب من بعضهم بعضا داخل الملعب، ويلعبان معاً بصورة جيدة في تنس الطاولة أيضاً».
وعندما يقل ضغط العمل بعض الشيء، يحرص ستندل على السفر جواً إلى ألمانيا لزيارة زوجته مانغا، وابنته غول وابنه بن. وغالباً ما يرافقه في الزيارة مساعداه، أندرياس رنكلر وكريستوفر ستيرن، الذي كان لاعباً تحت قيادة ستندل حتى تعرض لإصابة في الكاحل أجبرته على الاعتزال.
الملاحظ أن بارنسلي قدم أداءً طيباً خلال هذا الموسم وكان واحداً من أوائل الأندية التي عرضت على مشجعيها منتجات للعناية بالصحة مجاناً. وأقر ستندل بأنه تمكن من تعزيز أواصر الصلة بينه وبين مشجعي بارنسلي، والذين حرص الكثيرون منهم على السفر لمسافة طويلة لمؤازرة الفريق في مواجهته أمام أكرينغتون ستانلي والتي انتهت بفوز بارنسلي 2 - 0 هذا الشهر.
وقال ستندل: «هذا نموذج على المشاعر التي يكنها الناس، خاصة مشجعي بارنسلي - فهم يعشقون هذا النادي ويحرصون على الوقوف خلفه ليس فقط خلال مبارياته على أرضه، أو في أيام السبت. ويمكنك ملاحظة هذه الروح العامة بسهولة. ولدى حديثك إلى أبناء بارنسلي، ستجدهم فخورين للغاية بمدينتهم ووطنهم... أعتقد ربما على نحو يفوق أبناء مدن أخرى».


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.