مصر تعكف على إصلاحات في قطاع السياحة

المشاط: العائد السياحي يمثل 10 % من الناتج العالمي

تسعى الحكومة المصرية إلى إجراء إصلاحات لقوانين السياحة من أجل زيادة العائد (رويترز)
تسعى الحكومة المصرية إلى إجراء إصلاحات لقوانين السياحة من أجل زيادة العائد (رويترز)
TT

مصر تعكف على إصلاحات في قطاع السياحة

تسعى الحكومة المصرية إلى إجراء إصلاحات لقوانين السياحة من أجل زيادة العائد (رويترز)
تسعى الحكومة المصرية إلى إجراء إصلاحات لقوانين السياحة من أجل زيادة العائد (رويترز)

قالت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، أمس، إن مصر تعكف حالياً على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للقوانين واللوائح المنظمة لقطاع السياحة، مشيرة إلى أن القطاع السياحي عالمياً يمثل 10 في المائة من الناتج الإجمالي العالمي، بما يعادل 8.3 تريليون دولار، ويوفر 300 مليون فرصة عمل على مستوى العالم، كما يمثل 30 في المائة من الصادرات الخدمية، و7 في المائة من صادرات العالم، بما يعادل 1.4 تريليون دولار.
وأكدت المشاط أن القطاع السياحي يعد الأمل الكبير للاقتصاديات العالمية، مشيرة إلى أن جميع دول العالم تهتم بالسياحة، حتى التي تفتقر لمقوماتها تحاول استغلال أي موارد لديها لجذب السائحين. وأشارت، خلال «مؤتمر الأهرام الاقتصادي»، إلى أنه منذ عام 2016، بدأت السياحة العالمية في التعافي من الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت في عام 2008، موضحة أن هناك تنافساً كبيراً بين الدول لجذب أعداد أكبر من السائحين.
وأوضحت المشاط أن «الوزارة تقوم بدور فعال في عملية الإشراف والمتابعة الدقيقة لمواسم العمرة والحج، وتقديم جميع التسهيلات اللازمة لإنجاحهما»، مضيفة أنه يتم التنسيق حالياً لميكنة إجراءات الحج والعمرة في مصر، وذلك لتيسير الإجراءات التنفيذية، والتسهيل على المواطن المصري، لتتواكب مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية. وتابعت المشاط: «قمنا بفتح رحلات العمرة طوال العام، حيث بدأت أولى الرحلات لعام 1440 هجرية في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما وضعنا ضوابط جديدة لموسم الحج، حيث خرج موسم عام 1439 هجرية بنجاح، ودون أي مشكلات، في ظل التعاون بين الوزارة واللجنة العليا للحج والعمرة التي تم إعادة تشكيلها، وإعطائها صلاحيات تسمح بمرونة اتخاذ القرار، مع مراعاة وجود ممثل عن كل شريحة من شرائح شركات السياحة الدينية في مصر».
وأشارت إلى أن «الوزارة تعكف حالياً على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للقوانين واللوائح المنظمة لقطاع السياحة، التي مضى على صدورها ما يزيد على 40 عاماً، وذلك من خلال تعديل قانون السياحة، بعدما تم الانتهاء من إجراء انتخابات الغرف السياحية واتحادها، ووجود مجالس منتخبة تعبر عن القطاع السياحي الخاص الذي يمثل 98 في المائة من القطاع، وقد تمت بنجاح»، منوهة بأنه تم إصدار قرار وزاري بشأن الدعوة لانتخابات مجالس إدارات الغرف السياحية ومندوبيها لدى الاتحاد المصري للغرف السياحية، التي تمت بنجاح يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتم تحديد انتخابات الاتحاد يوم 15 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وبالنسبة لتطوير البينة التحتية والاستثمار السياحي، بما يعظم من تحقيق التنمية المستدامة للقطاع، قالت المشاط إنه سيتم استكمال أعمال التنمية السياحية المستدامة لعدد من المراكز السياحية الجارية تنميتها لزيادة الاستثمارات بها، بالإضافة إلى تنفيذ استراتيجية 2030، من خلال تعظيم استغلال الموارد المتاحة لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، تشمل: تنويع منتج السياحة المصري، وزيادة عدد الليالي السياحية، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ودمج عناصر المجتمع المحلي.
وكشفت وزيرة السياحة أن الوزارة قامت، بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية، بالاستعانة ببيت خبرة عالمي مستقل معتمد لاستشارات الصحة والسلامة، انتهى من فحص الفنادق بمدينة الغردقة كمرحلة أولى، وسيتم تطبيقها في باقي المحافظات السياحية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ومفتشي وزارة السياحة. وأشارت المشاط إلى أن الوزارة تسعى الآن إلى تغيير الصورة النمطية للسياحة المصرية، من خلال تحديث آليات الترويج، لتقديم صورة عصرية لمصر، من خلال التركيز على إبراز الخصائص التي يتميز بها الشعب المصري، وإلقاء الضوء على بعض النماذج الناجحة من المصريين في المجالات المختلفة، قائلة: «من خلال شعب مصر، يرى السائح وجه مصر المعاصر عبر حملة (الناس للناس)».
وقالت المشاط إن «كل مواطن مصري ليس سفيراً للسياحة فقط، ولكن وزيراً للسياحة»، مشيرة إلى أن هناك تعاوناً مع وزارة التربية والتعليم لتطبيق أخلاقيات السياحة، وذلك لغرس تلك القيم في طلبة المدارس، من خلال مسابقات فنية متنوعة، يكتسبون من خلالها مهارات وفنون التعامل مع السائحين، لخلق جيل لديه الوعي بأهمية السياحة في الاقتصاد القومي، وكيفية التعامل مع السائحين، فضلاً عن تطوير المناهج، حسب احتياج السوق، وأيضاً جعل التدريب إلزامياً في مرحلة الدراسة، والتوسع في التعليم السياحي المزدوج.
وتابعت أن السياحة المصرية استطاعت أن تتخطى كثيراً من العقبات والتحديات التي جعلتها أكثر صلابة، موضحة أن الوزارة تعكف على تنفيذ برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، الذي تم إطلاقه في 26 نوفمبر الماضي من مجلس النواب، لتنفيذ رؤية الوزارة في تحقيق تنمية سياحية مستدامة، من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية للقطاع، وتتماشى مع الاتجاهات العالمية، مما يسهم في تحويل التحديات إلى فرص يمكن الاستفادة منها في تطوير القطاع، وجعله أكثر تحملاً للصدمات.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.