بوريطة في برلين لوضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر العالمي حول الهجرة في مراكش

بحث ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، مع نظيره الألماني هايكو ماس، في برلين، الترتيبات الأخيرة للمؤتمر الدولي حول ميثاق الهجرة، الذي سيعقد في مراكش تحت الرئاسة المشتركة للمغرب وألمانيا بعد عشرة أيام.
وفي نفس السياق، أجرى بوريطة في وقت لاحق من يوم أول من أمس، مباحثات مع يان هيكر، مستشار أنجيلا ميركل في الشؤون الخارجية وقضايا الأمن. وتناول اللقاء موضوع مشاركة ميركل في المؤتمر الدولي حول الهجرة الذي سينعقد في مراكش يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وسعي ألمانيا إلى إنجاح هذا اللقاء، وكذا مجهودات المغرب في معالجة قضايا الهجرة من خلال مقاربة شمولية متعددة الأبعاد تعالج مسألة التنمية وتعتمد بعدا إنسانيا.
ويكتسب المؤتمر الدولي حول الهجرة، الذي سيتميز بمشاركة رؤساء دول وحكومات ومسؤولي نحو 189 بلدا، أهمية خاصة إذ يعد الأول من نوعه الذي ينظم تحت إشراف الأمم المتحدة، ويهدف إلى وضع إطار متعدد الأطراف لمعالجة قضايا الهجرة وفق مقاربة متعددة الأبعاد، والخروج بوثيقة مرجعية حول الهجرة تحت عنوان «الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة منظمة ومنتظمة».
وشدد وزير الخارجية الألماني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي عقب مباحثاتهما، على الأهمية التي يكتسبها مؤتمر مراكش حول الهجرة، نظرا للطابع الاستراتيجي والسياسي المتشعب لهذه القضية، معربا عن أمله في أن يعرف المؤتمر «نقاشا جد منطقيا حول الهجرة يخدم على السواء مصالح الدول المصدرة ودول العبور ودول الاستقبال».
وأكد ماس في تصريحه على أن المغرب يعتبر شريكا مهما لبلاده، ليس في مجال الهجرة فقط، بل في الكثير من المجالات التي تعرف تعاونا مكثفا بين البلدين، كما هو الحال في مجال الطاقات المتجددة وبناء محطات الطاقة الشمسية، مضيفا أن البلدين يزخران بإمكانات كبيرة لتعزيز هذا التعاون.
من جانبه، أبرز ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، التطور الكبير الذي عرفته العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، وتوسع حركة المبادلات التجارية والاستثمار بينهما خلال السنوات الأخيرة.
وبالإضافة إلى الرئاسة المشتركة لمؤتمر الهجرة بمراكش بحث بوريطة مع المسؤولين الألمان خلال هذه الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها بوريطة مع هاس منذ تعيين هذا الأخير وزيرا لخارجية حكومة بلده في 14 مارس (آذار) الماضي.
وأشار مصدر دبلوماسي مغربي إلى أن مباحثات بوريطة في ألمانيا شملت أيضا العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، اعتبارا للدور الجديد لألمانيا فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا. وتناولت المباحثات أيضا، حسب نفس المصدر، الأوضاع الإقليمية والدولية، وأولويات ألمانيا فيما يخص ولايتها في إطار مجلس الأمن خلال الفترة 2019 - 2020.
وأوضح المصدر أن ألمانيا تنظر إلى المغرب كفاعل أساسي في استقرار وسلام المنطقة المتوسطية، وتثمن دوره الداعم لكل الجهود التي تروم المساهمة في تنمية وصعود المنطقة. وأضاف أن أحد تجليات تطابق وجهات نظر البلدين، تكمن في رؤيتهما المشتركة من أجل قارة أفريقية قادرة على رفع تحديات الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة، إضافة إلى التزامهما المشترك من أجل وضع الشراكة الثنائية بينهما في خدمة هذا الطموح، وتعاونهما في سبيل إعداد مخطط للمساهمة في مجهود تنمية وعصرنة القارة الأفريقية وتحسين مستوى عيش سكانها.