دعوات لمزيد من الدعم للتصدّي لهجمات «بوكو حرام»

محادثات بين قادة تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون للتصدي للمتطرفين

الرئيس النيجيري محمد بخاري يتحدث أول من أمس إلى جنود بلاده في ولاية ميديغوري التي تعرضت لهجمات إرهابية مؤخراً (أ.ب)
الرئيس النيجيري محمد بخاري يتحدث أول من أمس إلى جنود بلاده في ولاية ميديغوري التي تعرضت لهجمات إرهابية مؤخراً (أ.ب)
TT

دعوات لمزيد من الدعم للتصدّي لهجمات «بوكو حرام»

الرئيس النيجيري محمد بخاري يتحدث أول من أمس إلى جنود بلاده في ولاية ميديغوري التي تعرضت لهجمات إرهابية مؤخراً (أ.ب)
الرئيس النيجيري محمد بخاري يتحدث أول من أمس إلى جنود بلاده في ولاية ميديغوري التي تعرضت لهجمات إرهابية مؤخراً (أ.ب)

دعا قادة تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون، أول من أمس، إلى مزيد من الدعم الدولي لمواجهة جماعة «بوكو حرام» التي كثّفت هجماتها مؤخراً في حوض بحيرة تشاد. وأجرى الرئيس التشادي إدريس ديبي، محادثات مغلقة في نجامينا مع رئيسي نيجيريا محمد بخاري والنيجر محمد يوسفو ورئيس وزراء الكاميرون فيليمون يانغ. وقال القادة في بيان إنّ «الرؤساء ورئيس الوزراء عبروا عن قلقهم البالغ بشأن تصاعد الهجمات، وعبروا عن الضرورة الملحّة لتغير طريقة العمل في الحرب ضد (بوكو حرام)». وأضاف البيان: «وفي هذا الخصوص، اتّخذ القادة عدداً من القرارات التي تتضمّن التعاون العملاني».
وتابع: «في هذا الإطار، ناشدوا المجتمع الدولي دعم جهودهم في مكافحة الإرهاب بالمنطقة، وفي مساعي تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة». والبلدان الأربعة أعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد، وهي منظمة حكومية تشرف على استخدام المياه وغيرها من المصادر الطبيعية في المنطقة التي تخوض كذلك حرباً ضد «بوكو حرام».
وحضر الاجتماع أيضاً كبار القادة العسكريين في القوة المشتركة متعددة الجنسية، ومقرّها نجامينا، التي تضم الدول الأربعة، إضافة إلى بنين. والقوة التي أُنشئت في 2015 بدعم غربي، تراقب منطقة بحيرة تشاد بمساعدة لجان مراقبة مؤلّفة من مواطنين محليين. وبدأت حركة «بوكو حرام» تمرّدها الدامي في شمال شرقي نيجيريا في 2009 وما لبثت أن تمدّدت إلى كاميرون وتشاد والنجير ما استدعى ردّاً عسكرياً إقليمياً، وفي 2015 انشقّت «بوكو حرام» إلى فرعين بايع أحدهما تنظيم داعش.
وفي نيجيريا وحدها قتل أكثر من 27 ألف شخص في السنوات التسع الماضية، وأجبرت أعمال العنف نحو 1.8 مليون شخص على الفرار من ديارهم. ومنذ يوليو (تموز) وقع 17 هجوماً على الأقل على قواعد عسكرية في نيجيريا؛ جميعها تقريباً في المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. وفي وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن فرع «بوكو حرام» الذي بايع تنظيم داعش، مسؤوليته عن مقتل 118 شخصاً في 5 عمليات بنيجيريا وتشاد بين 15 و21 نوفمبر. وفي أسوأ تلك الهجمات في 18 نوفمبر قتل عناصر «بوكو حرام» 43 جندياً على الأقلّ عندما هاجموا قاعدة في قرية ميتيلي القريبة من الحدود مع النيجر، بحسب مصادر أمنية، علماً بأنّ ناجين قالوا إن حصيلة القتلى تتجاوز المائة.
ومساء الثلاثاء هاجم المتطرفون قاعدة عسكرية نيجيرية في قرية قرب بحيرة تشاد وقتلوا ثلاثة جنود. وقال الأهالي إن شاحناتهم كانت مزودة بمدافع مضادة للطائرات.
والرئيس بخاري الذي تولى السلطة في 2015 بعد حملة وعد خلالها بإنهاء العنف، يواجه ضغوطاً متزايدة للتصدي لتصاعد الهجمات مؤخراً فيما يسعى لإعادة انتخابه في فبراير (شباط).
وخلال تفقّد الجنود في ولاية بورنو التي تشهد أعمال عنف، قال بخاري إنّ المعركة ضد «بوكو حرام»، «حرب لا بد من كسبها». وتعرّض لانتقادات شديدة لقوله في وقت سابق إن المتطرفين «هُزموا تقنياً».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.