هل انتهى بالفعل عصر جوزيه مورينيو؟

نتائجه السلبية وإشارته إلى سجله الحافل في البطولات تؤكد أنه يعيش على أمجاد الماضي

قذف مورينيو لزجاجات المياه في دوري الأبطال... هل كان لمجرد لفت أنظار العالم إليه؟
قذف مورينيو لزجاجات المياه في دوري الأبطال... هل كان لمجرد لفت أنظار العالم إليه؟
TT

هل انتهى بالفعل عصر جوزيه مورينيو؟

قذف مورينيو لزجاجات المياه في دوري الأبطال... هل كان لمجرد لفت أنظار العالم إليه؟
قذف مورينيو لزجاجات المياه في دوري الأبطال... هل كان لمجرد لفت أنظار العالم إليه؟

أظهرت مباراة مانشستر يونايتد الإنجليزي أمام نظيره يانغ بويز السويسري مساء الثلاثاء الماضي في إطار مباريات دوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا، أن المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو يعاني من كثير من المشكلات، وهو ما ظهر في الأمور التالية:
1: أشار مورينيو إلى أنه قد يكون من الأفضل لبعض لاعبيه الجلوس في المنزل ومشاهدة المباريات على شاشات التلفاز إذا لم يكونوا قادرين على تحمل الضغوط في «أولد ترافورد». 2: كانت قائمة البدلاء في تلك المباراة هي الأغلى في تاريخ مانشستر يونايتد، حيث أبقى مورينيو على كل من النجم الفرنسي بول بوغبا والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو على مقاعد البدلاء، في الوقت الذي استبعد فيه اللاعب التشيلي أليكسيس سانشيز من قائمة المباراة تماماً.
3: أدار المدير الفني البرتغالي ظهره وهز رأسه في رد فعل غريب على إهدار لاعب فريقه ماركوس راشفورد إحدى الفرص في بداية المباراة.
4: قام بركل حاوية المشروبات الموجودة بجوار خط التماس بمجرد أن أحرز فريقه هدف التقدم في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، وهو الأمر الذي جعل معظم التغطية الإعلامية تركز عليه بعد نهاية المباراة.
5: أشار مورينيو إلى سجله الحافل بالإنجازات في دوري أبطال أوروبا بعد نهاية تلك المباراة، وهو الأمر الذي أثار ضده كثيراً من الانتقادات بزعم أنه ما زال يعيش على أمجاد الماضي.
كان هذا ملخص ما حدث خلال 24 ساعة أو نحو ذلك من نهاية إحدى المباريات في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، لكن يبقى السؤال هو: إلى أي مدى كان هذا الأمر منصفاً؟ دعونا نتفق في البداية على أن الهجوم على جوزيه مورينيو أصبح أمراً طبيعياً وتقليدياً في إنجلترا، كما أن المدير الفني البرتغالي يبدو في كثير من الأحيان كأنه هو من يبحث عن الجدل والانتقادات، لكن هل من المنطقي الآن أن يتعرض مورينيو لكل هذه الانتقادات في الوقت الذي نجح فيه في قيادة مانشستر يونايتد للتأهل لدور خروج المغلوب قبل جولة من نهاية دور المجموعات؟
وقد يكون الشيء المؤكد الآن هو أن مخاوف مجلس إدارة مانشستر يونايتد من أن مورينيو سوف يجعل نفسه محور الأحداث في هذا النادي العريق بدلاً من العمل على مساعدة لاعبيه في تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر قد تحققت بالفعل. ويمكن القول الآن إن مانشستر يونايتد قد أصبح «نادي مورينيو»، ولم يعد المدير الفني البرتغالي قادراً على العمل بأي طريقة أخرى مختلفة عن هذه الطريقة، فهو ليس من نوعية المديرين الفنيين الذين يجعلون أنفسهم في خدمة الفريق دائماً من خلال العمل بكل تواضع وحكمة بعيداً عن وسائل الإعلام. وقد يعود السبب في ذلك إلى شخصيته المختلفة عن الآخرين وإلى حقيقة أنه يتم التعامل معه بطريقة مختلفة عن طريقة التعامل مع باقي المديرين الفنيين.
قد يكون من حق مورينيو، على سبيل المثال، أن يعبر عن غضبه بسبب الفرصة السهلة التي أهدرها راشفورد في الدقيقة 5 من عمر اللقاء، لأن إحراز هدف في هذا الوقت المبكر من المباراة كان بإمكانه أن يغير شكل المباراة تماماً. وكما الحال دائماً مع مورينيو، هناك شك دائماً في أن المدير الفني البرتغالي هو من يبحث دائماً عن الظهور الإعلامي وعن كاميرات التلفاز من أجل جذب الأنظار إليه، لأنه يدرك أن الكاميرات تنتظر ردود أفعاله. لكننا نرى أيضاً المدير الفني لنادي ليفربول يورغن كلوب وهو يتفاعل بشدة في حال حدوث أي أخطاء من جانب لاعبيه، كما نرى المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا وهو يعرب عن غضبه عندما يهدر لاعبه رحيم ستيرلينغ عدداً كبيراً من الفرص المحققة. وفي الحقيقة، لا يمكن لجميع المديرين الفنيين أن يحافظوا على هدوئهم ويتحكموا في انفعالاتهم بالطريقة التي نراها من رفائيل بينيتيز أو ماوريسيو بوكيتينو، ولا يوجد سبب واحد يجعلنا نتوقع من كل مدير فني أن يتصرف بالطريقة نفسها.
وبصفة عامة، يفضل المشجعون المديرين الفنيين الذين يتفاعلون مع كل لعبة مثلهم تماماً، وما زلنا نتذكر جميعاً كيف كان المديران الفنيان السابقان للمنتخب الإنجليزي سفين غوران إريكسون وستيف ماكلارين يتعرضان لانتقادات لاذعة بسبب سلبيتهم وعدم تفاعلهم مع ما يحدث في المباريات، وهما يقفان بجوار خط التماس. أما فيما يتعلق بقذف زجاجات المياه الموجودة بجوار خط التماس بمجرد إحراز فريقه هدف الفوز في الوقت القاتل فيبدو أنه يندرج تحت هذا الإطار من الناحية النظرية، على الرغم من أن البعض ينظر إلى الأمر على أنه كان بمثابة «تصنع» واضح من قبل مورينيو، الذي كان يحاول أن يجذب أنظار العالم إليه، وهو الأمر الذي حدث بالفعل، على الرغم من أن العالم بأسره نظر إلى تلك اللقطة على أنها لفتة ساذجة وصبيانية من المدير الفني البرتغالي، الذي قد تكون لديه أسباب أخرى لقيامه بذلك.
وربما كان البديل لما حدث في هذه اللقطة هو أن ينظر مورينيو إلى لاعبيه بنوع من «الدفء» الذي يفتقده الفريق، على حد قول نجم مانشستر يونايتد السابق ومحلل المباريات الحالي بول سكولز. وقد صرح مورينيو من قبل بأنه لم يعد مهتماً بآراء سكولز، لكن سكولز كان محقاً تماماً عندما صرح بأن أداء الفريق في هذه المباراة ذكره بأداء الفريق الكارثي أمام إشبيلية الموسم الماضي. ومن المؤكد أنه إذا واصل مانشستر يونايتد اللعب بهذا الشكل السيئ، فإنه سيودع البطولة سريعاً من مرحلة خروج المغلوب.
إن احتمال وقوع مانشستر يونايتد أمام فرق قوية مثل برشلونة الإسباني أو بايرن ميونيخ الألماني في الدور المقبل سوف يجعل مورينيو يخرج علينا مرة أخرى لتقديم التبريرات المسبقة للهزيمة والإشارة إلى سجله الحافل في البطولات الأوروبية خلال السنوات السابقة، لكن لا يجب علينا أن ننسى أن مانشستر يونايتد قد فاز على يوفنتوس على ملعبه خلال الشهر الحالي. وقد يكون في ذلك إشارة إلى أن لاعبي مانشستر يونايتد يلعبون بشكل أفضل خارج ملعبهم، كما أن لاعبين مثل راشفورد وجيسي لينغارد يتألقون بقميص المنتخب الإنجليزي ويقدمون مستويات أفضل بكثير من مستوياتهم مع مانشستر يونايتد، لأنهم يلعبون بحرية وراحة أكبر.
وهذه هي مشكلة المدير الفني البرتغالي، الذي أثر بالسلب في معنويات لاعبيه خلال الموسم الحالي، سواء عن طريق الإعلان أكثر من مرة أن مدافعي فريقه ليسوا على المستوى المطلوب، أو عندما قال في برنامج تلفزيوني يقدمه اللاعب البلغاري السابق خريستو سوتشيكوف إن اللاعبين الصغار في فريقه يفتقرون إلى النضج والتركيز - ويمكن القول إن تصريحات مورينيو في هذا الشأن تعد «جريمة»، بكل ما تحمله الكلمة من معنى - أو عندما يترك اللاعبين أصحاب المهارات والخبرات الكبيرة على مقاعد البدلاء ثم يشكو من عدم تسجيل عدد كافٍ من الأهداف.
ويحتل مانشستر يونايتد حالياً المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وسيجد صعوبة كبيرة في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. وفي حال فشل مورينيو في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فقد يعني ذلك نهاية مسيرته مع الفريق: أولاً لأن هذا هو الشيء الذي يفترض أنه خبير به، وثانياً لأن ذلك سيعني أن الفريق لا يحقق أي تقدم أو تطور عن المواسم الثلاثة الماضية. ومن المؤكد أن مانشستر يونايتد لم يتطور بالشكل الذي رأيناه في أندية مثل ليفربول أو توتنهام هوتسبير، ولا يقدم أداء ثابتاً مثل تشيلسي وآرسنال، ناهيك بأنه بعيد كل البعد عن مستوى جاره اللدود وغريمه التقليدي مانشستر سيتي.
ومن ناحية أخرى، فشل مورينيو فشلاً ذريعاً في إعادة مانشستر يونايتد إلى مكانته الطبيعية بوصفه إحدى القوى التقليدية في كرة القدم الإنجليزية والأوروبية، رغم الأموال الطائلة التي أنفقها على التعاقد مع لاعبين جدد. وعلاوة على ذلك، يعاني عدد كبير من اللاعبين الموهوبين والصغار في السن داخل النادي، ربما بسبب عدم وضوح الرؤية من الإدارة الفنية. وفي نهاية المطاف، فإن المدير الفني هو من يتحمل تبعات كل هذه الأمور.
لقد بنى مورينيو مسيرته التدريبية على الحزم والإيجابية، والقدرة الخارقة على نقل هذه الصفات إلى لاعبيه. لقد كان المدير الفني البرتغالي عبقرياً في وقت من الأوقات، لكن إذا كان لاعبوه في الوقت الحالي يتسمون بالتردد والارتباك، فإن ذلك هو مجرد انعكاس لشخصية مديرهم الفني الذي أصبح الآن يركز بصورة أكبر على الحديث عن الأشياء السلبية بدلاً من الأشياء التي يستطيع القيام بها على أرض الواقع.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.