فيلم رسوم متحركة مصري يكشف جذور «داعش» الإرهابية

حذّر من الانسياق وراء أكاذيب «المتطرفين»

جانب من فيلم الرسوم المتحركة («الشرق الأوسط»)
جانب من فيلم الرسوم المتحركة («الشرق الأوسط»)
TT

فيلم رسوم متحركة مصري يكشف جذور «داعش» الإرهابية

جانب من فيلم الرسوم المتحركة («الشرق الأوسط»)
جانب من فيلم الرسوم المتحركة («الشرق الأوسط»)

أصدرت دار الإفتاء المصرية فيلم رسوم متحركة جديداً يكشف عن جذور تنظيم داعش الإرهابية... الفيلم أطلقته «وحدة الرسوم المتحركة»، التي دشنتها «الإفتاء» أخيراً، للرد على مروجي الفكر المتشدد الذي تتبناه التيارات الإرهابية.
وقالت الدار في الفيلم الجديد، إن «عناصر (داعش) أطلقوا أحكام الكفر والفسق والخروج من الدين على أي شخص اختلفوا معه... كما استحلوا الدماء والأعراض والأموال، بدعوى أنهم فقط هم المسلمون –على حد زعمهم»، ولفتت دار الإفتاء النظر إلى أنهم «حاولوا بهذا الفكر السقيم تبرير الخروج على نظام الدولة والمجتمع».
وأطلقت دار الإفتاء المصرية في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة (موشن غرافيك)، للرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة، في استجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال فعاليات «منتدى شباب العالم» الذي عُقد أخيراً بمدينة شرم الشيخ، إلى تصحيح مفاهيم الخطاب الديني.
وتحدث الفيلم الجديد عن تاريخ تنظيم داعش، وحركة «بوكو حرام» في الصومال، وتنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء (الذي بايع «داعش» عام 2014 وسمى نفسه «ولاية سيناء»). ولفت الفيلم إلى سير جماعات التطرف على نفس النهج لعناصره الأولى، مؤكداً أن هؤلاء يُظهرون التعبد ويسيئون العمل ويفسدون في الأرض ويستحلون الدماء... ويكرهون مجتمعهم وينعزلون عن أمتهم، ويرون أن التعامل مع أي شخص لا ينتمي إليهم مخالفة شرعية.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، إن «الوحدة الجديدة متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب، في قوالب تكنولوجية حديثة تمكّنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة داخل المجتمع، خصوصاً فئات الشباب... وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير»، لافتاً إلى أنها تستمد المادة الإفتائية التي تعمل عليها من مواد الرصد التي تصل إليها الوحدة القائمة على المؤشر العالمي للفتوى الذي أعلنت عنه دار الإفتاء أخيراً.
وحذّر الفيلم الجديد من منهج «الإرهابيين» المنحرفين، مشدداً على عدم الانخداع بأكاذيب الجماعات –التي وصفها بالضلال- وضرورة الالتزام بنهج علماء الأمة بغية المحافظة على الأوطان.
كانت «وحدة الرسوم المتحركة» قد أصدرت فيلماً قبل يومين، تضمن الرد على دعاوى «المتطرفين» الذين يبذلون جهودهم الخبيثة رغبة في هدم محبة الوطن في نفوس أبنائه تحت أكاذيب يروجونها لخداع الشباب، مدّعين زوراً أن «الانتماء إلى الدين أَولى من الانتماء إلى الوطن».
وأكد الفيلم أنه «لا يوجد تعارض شرعي بين مفهوم الانتماء إلى الوطن، والانتماء والولاء إلى الدين»، موضحاً أن قوة الوطن واستقراره وعظمته وتقدمه هي قوة للدين، وأن الوطن المستقر الآمن يحمي الدين والعقيدة والأخلاق والقيم. وأضاف الفيلم أن تلك الدعوات خارجة عن صحيح الدين، وأن إقامة شعائر الدين، وتحقيق معانيه ومبادئه وقيمه لا ترتفع دون وطن قوي ثابت وراسخ... ووجّه الفيلم رسالة إلى متابعيه قال فيها: «حرصك على وطنك وأمنه وقوة مؤسساته هو الطريق للمحافظة على الدين وشعائره».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».