حركة سودانية مسلحة توقف النار لشهر... والخرطوم تستعد للمفاوضات

أنهت مشاورات بأديس أبابا مع وسيط السلام الأفريقي

TT

حركة سودانية مسلحة توقف النار لشهر... والخرطوم تستعد للمفاوضات

أنهت الحركة الشعبية - جناح عبد العزيز الحلو، اجتماعات عقدتها مع الآلية الأفريقية الرفيعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في الوقت الذي جددت فيه الحكومة السودانية استعدادها لبدء محادثات سلام مع الموقعين على خريطة الطريق المقدمة من الوساطة.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية الحكومي، عن رئيس وفد التفاوض السوداني أمين حسن عمر قوله، إن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي تتولى الوساطة بين الأطراف، سيزور الخرطوم الأسبوع المقبل لبحث تفاصيل المفاوضات المزمعة بين الحركات المسلحة المتمردة الدارفورية في وقت لم يحدد بمدينة «برلين» الألمانية.
بدورها، أعلنت الحركة الشعبية الشمال - جناح عبد العزيز الحلو، في بيان، تمديد وقف العدائيات من جانب واحد لمدة شهر ابتداء من أول ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وبحسب البيان الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، فإن إعلان وقف إطلاق النار يهدف لـ«إفساح المجال لجهود الحل السلمي وإنهاء حالة الحرب».
وذكر بيان المتحدث باسم الحركة الجاك محمود أحمد أمس، أن حركته عقدت اجتماعا مع رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي تتوسط بينها وبين الخرطوم ثابو مبيكي، بحثت خلاله معه «سبل كسر الجمود في محادثات السلام». وقال البيان إن وفد الحركة تقدم بمقترحات تتضمن البدء بالملف السياسي كمدخل لأجندات التفاوض الأخرى، باعتبار المرجعيات السابقة تجاوزها الزمن، مؤكداً استعدادهم للدخول في التفاوض متى توفرت الإرادة والجدية لوقف نزف الحرب وإحلال السلام.
وعقدت الحكومة السودانية ومجموعة الحلو اجتماعات غير رسمية في جنوب أفريقيا وإثيوبيا الشهر الماضي، لم تتوصل إلى توافق على استئناف مباحثات السلام الخاصة بمطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. بدوره، قال المفاوض الحكومي إن الغرض من زيارة مبيكي هو تحديد مدة ومكان التفاوض، وأضاف: «علماً بأن جميع الأطراف اتفقت على عقد المفاوضات بعد إكمال التشاور في برلين».
يذكر أن آلية الوساطة الأفريقية أجرت مشاورات موسعة الأسبوع الماضي مع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان - مناوي في أديس أبابا، ووقعت معها «اتفاق ما قبل التفاوض» بانتظار مشاورات الوساطة في الخرطوم.
من جهة أخرى، أعلن في جوبا في وقت سابق أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، سيعقد اجتماعاً مع عبد العزيز الحول في غضون أيام، وذلك تمهيداً لاستضافة محادثات سلام بين الحكومة والحركات المسلحة، إلى جانب جهود تقوم بها لإعادة توحيد جناحي الحركة الشعبية - الشمال بقيادة كل من عبد العزيز آدم الحلو، ومالك عقار، لتسهيل التفاوض على قضايا المنطقتين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.