حملات حوثية مكثفة لتصفية آخر أنصار صالح في صنعاء
صنعاء - «الشرق الأوسط»: أفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية بدأت منذ يومين شن حملات واسعة لاعتقال المئات من أنصار الحزب الموالين للرئيس الراحل علي عبد الله صالح وذلك قبيل أيام من حلول الذكرى الأولى لمقتله على يد الجماعة الموالية لإيران في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).
وأكدت المصادر أن الجماعة الحوثية شنت عبر عناصر أمنها الوقائي التابع مباشرة لزعيم الجماعة الحوثية حملات دهم وتفتيش للعشرات من المنازل في أحياء حدة والأصبحي والزبيري وشعوب وقامت باعتقال العشرات من عناصر حزب «المؤتمر الشعبي» واقتيادهم إلى سجون سرية.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية تتخوف من اندلاع أي أعمال مناهضة لها في صنعاء من قبل أنصار صالح في الذكرى الأولى لمقتله ما جعلها تشن حملات استباقية استهدفت ضباطا عسكريين وعناصر مدنية في الحزب بعد أن قامت بالتجسس على هواتفهم الشخصية.
وقبل حلول ذكرى مقتل صالح بأسابيع كان رئيس مجلس حكم الميليشيات مهدي المشاط استدعى عددا من قيادات حزب «المؤتمر» الخاضعين للجماعة في صنعاء من بينهم صادق أبوراس ويحيى الراعي وعلي بن علي القيسي ووجه لهم تحذيرا شديد اللهجة - بحسب مصادر في الحزب - من تشجيع أي محاولات لعناصر الحزب لإقامة أي فعالية مدنية أو مظاهرة احتجاجية تندد بمقتل صالح والتنكيل بكبار أنصاره.
وأفادت مصادر مطلعة في الحزب بأن الجماعة من جهتها تحضر بشكل رسمي للاحتفال بذكرى انتصارها على صالح وتصفيته تحت شعار «الذكرى الأولى لوأد فتنة الخيانة» وهو المصطلح الذي تحاول الجماعة تسويقه في إعلامها للانتفاضة التي قادها الرئيس اليمني السابق في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي وانتهت بمقتله.
الميليشيات توظف أموال الزكاة للتجنيد والاستقطاب الطائفي
صنعاء - «الشرق الأوسط»: أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية بدأت بتوظيف المليارات من الريالات التي جمعتها من أموال الزكاة، لاستقطاب المجندين في صفوف الجماعة واستدراج العاطلين عن العمل وطلبة المدارس ونزلاء السجون في صنعاء وذمار وإب وحجة.
وذكرت المصادر أن زعيم الجماعة الحوثية أمر بإنفاق الملايين من أموال الزكاة لاستقطاب مئات السجناء بعد تعبئتهم طائفيا وتسديد ما عليهم من أموال كانوا سجنوا بسبب عدم سدادها للغير، مقابل أن يتوجهوا إلى الجبهات لإسناد صفوف الميليشيات. وبحسب المصادر ذاتها، أمر زعيم الميليشيات أتباعه في صنعاء بصرف نحو 20 مليارا تم جبايتها من أموال الزكاة لإعداد القوافل الغذائية لعناصر الجماعة في جبهات القتال، كما أمر بتخصيص أكثر من نصف موارد الزكاة التي كانت الجماعة أنشأت لجبايتها هيئة مستقلة، لمصلحة قيادات الجماعة والمنتمين إلى سلالته. واستغربت المصادر من سلوك الميليشيات الذي يتعمد إنفاق مئات الملايين من الريالات لإطلاق السجناء مقابل تجنيدهم في الوقت الذي يتهدد فيه الفقر والجوع مئات آلاف الأسر التي فقدت رواتبها الحكومية وأعمالها الخاصة بسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية.
قلق حوثي من تدني الاستجابة للتحشيد والتعبئة في الأوساط القبلية
صنعاء - «الشرق الأوسط»: اصطدمت المساعي الحوثية للتحشيد والتعبئة خلال الأسبوعين الأخيرين في أوساط رجال القبائل برفض السكان وامتناع زعماء القبائل عن مساندة جهود الجماعة لاستقطاب المزيد من المجندين في مناطقهم على رغم الإغراءات بدفع الأموال مقابل كل عنصر يتم استقطابه.
وبحسب مصادر قبلية وحزبية في صنعاء، تحدثت إلى «الشرق الأوسط» دفع هذا التدني في الاستجابة للتجنيد رئيس مجلس حكم الجماعة الحوثية مهدي المشاط لعقد اجتماعات مطولة مع شيوخ قبليين وقيادات موالية لتخطي هذه المعضلة، بخاصة في محيط صنعاء ومحافظات إب وحجة وتعز.
وذكرت المصادر أن المشاط أرسل القيادي في الجماعة محمود الجنيد المعين نائبا لرئيس وزراء الجماعة إلى المناطق التي تخضع للميليشيات في محافظة تعز في مسعى للبحث عن المزيد من المجندين ولتوجيه تحذير لمحافظ الجماعة الجديد في تعز أمين البحر من التقاعس في الإخلاص لأهداف الميليشيات.
وفي حين أوعز المشاط إلى عدد من أتباع الجماعة الطائفيين في محافظة إب لعقد لقاءات مع شيوخ القبائل في مديريات السدة والشعر والرضمة من أجل الضغط عليهم لتجنيد أتباعهم، أكدت المصادر أن المشاط استدعى عددا من شيوخ القبائل في مناطق نهم وأرحب وشدد عليهم لحشد المزيد من أتباعهم إلى الجبهات مقابل وعود بمناصب وأموال تعهد رئيس حكم الجماعة بدفعها لهم.