الرئيس التونسي يكشف تهديد «النهضة» الإخوانية له ويتحدث عن جهاز سري

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى ترؤسه اجتماعاً دورياً لمجلس الأمن القومي (الرئاسة التونسية)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى ترؤسه اجتماعاً دورياً لمجلس الأمن القومي (الرئاسة التونسية)
TT

الرئيس التونسي يكشف تهديد «النهضة» الإخوانية له ويتحدث عن جهاز سري

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى ترؤسه اجتماعاً دورياً لمجلس الأمن القومي (الرئاسة التونسية)
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لدى ترؤسه اجتماعاً دورياً لمجلس الأمن القومي (الرئاسة التونسية)

كشف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اليوم (الخميس)، عن تهديد حركة النهضة الإخوانية له، مشيراً إلى جهاز سري للحركة.
وترأس السبسي اجتماعاً دورياً لمجلس الأمن القومي تناول ما ورد من معطيات قدمتها هيئة الدفاع عن ملف اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وقال: «حين تطلب جهات النظر في ملف ما لا يمكننا التعتيم (...)، وأنا أقبل الجميع، وأعمل من أجل مصلحة تونس، ولست ضد أي أحد».
وأضاف: «استمعت إلى المحامين (من الهيئة) وكلامهم كان معقولاً وقدموا وثائق. هل أغمض عيناي؟ ليس هناك سراً. التنظيم لم يعد سرياً، والعالم كله تحدث عن الجهاز. يبدو هذا ما أثار حفيظة النهضة».
وانتقد الرئيس التونسي بيان حركة النهضة الذي استنكرت فيه استقباله يوم الاثنين الماضي أعضاء هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي في قصر قرطاج، مؤكداً «البيان تضمّن تهديداً لي. وأنا لا أسمح بهذا»، ومتابعاً بالقول: «المحاكم سوف تنظر في المسألة. لن أترك المجال للنهضة لتفعل ما تشاء».
وقبل أيام اتهم المحامي رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع، حركة النهضة بالوقوف وراء عدد من مخططات الاغتيال السياسي خلال سنة 2013، تاريخ اغتيال السياسيين الاثنين، فيما كشفت الهيئة أن الجهاز السري للنهضة كان يخطط في العام نفسه لاغتيال الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، والرئيس الفرنسي حينها فرانسوا هولاند.
واتهمت بعض الأحزاب اليسارية، وبخاصة منها تحالف الجبهة الشعبية، حركة النهضة بالاحتفاظ بأسرار الاغتيالين اللذين طالا بلعيد والبراهمي داخل «غرفة سوداء» بوزارة الداخلية، وهو ما نفاه هشام الفراتي وزير الداخلية، حين أكد أنها ليست سوى غرفة للأرشيف تخضع للوزارة.
من جهتهم، دعا نواب تونسيون إلى التحقيق في الاتهامات الموجهة لـ«حركة النهضة» بتشكيل «جهاز أمني سري موازٍ» تورط في الاغتيالات السياسية، فيما طالب بعضهم بتجميد نشاط الحركة في حال ثبوت الاتهامات التي تنفيها «النهضة».
وكان السبسي أعلن في 24 سبتمبر (آيلول) الماضي، أن التوافق السياسي القائم منذ 5 سنوات بين الحزب الذي أسسه سنة 2012 وحركة النهضة انتهى بطلب منها. وقال: «هي (النهضة) تريد التوافق مع الحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد... العلاقات بين الباجي قائد السبسي والحركة انقطعت».
وتعيش «النهضة» ارتباكاً في صفوفها، منذ بدء القضاء تحقيقاً بشأن معلومات ووثائق تفيد بامتلاكها جهازاً موازياً للدولة، والمسؤول عن تصفية معارضي الحركة عندما كانت في السلطة، كما أن الجهاز متهم باختراق مؤسسات الدولة والانخراط في علاقات خارجية مشبوهة تعمل ضد أمن ومصلحة البلاد.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».