إدارة ترمب تلوح بـ«الفيتو» إزاء أي محاولة لوقف العمليات الأميركية في اليمن

بومبيو ينفي وجود معلومات استخباراتية تربط ولي العهد السعودي بمقتل خاشقجي

بومبيو لدى إدلائه بتصريحات بعيد خروجه من جلسة الكونغرس المغلقة أمس (أ.ف.ب)
بومبيو لدى إدلائه بتصريحات بعيد خروجه من جلسة الكونغرس المغلقة أمس (أ.ف.ب)
TT

إدارة ترمب تلوح بـ«الفيتو» إزاء أي محاولة لوقف العمليات الأميركية في اليمن

بومبيو لدى إدلائه بتصريحات بعيد خروجه من جلسة الكونغرس المغلقة أمس (أ.ف.ب)
بومبيو لدى إدلائه بتصريحات بعيد خروجه من جلسة الكونغرس المغلقة أمس (أ.ف.ب)

لوَّحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراض على أي قرار يصدر في مجلس الشيوخ من شأنه أن يوقف المشاركة الأميركية مع تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، في الوقت الذي أدلى فيه وزيرا الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس بشهادتهما لأعضاء مجلس الشيوخ في جلسة مغلقة حول اليمن، أمس (الأربعاء).
وقال وزير الخارجية الأميركي إن انسحاب أميركا يعني «إيران أقوى و(داعش) أنشط»، وزاد بأن الانسحاب سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب ومقتل المزيد من المدنيين وتمتع الجماعات الإرهابية بملاذات آمنة، فضلاً عن احتمالات تعرض ناقلات النفط والسفن الأميركية للمخاطر في البحر الأحمر وتراجع قوة الدبلوماسية الأميركية في المنطقة.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين، قال وزير الخارجية الأميركي إنه لا توجد معلومات مباشرة «تربط بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإصدار الأمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي»، مشدداً بالقول: «أعتقد أنني قرأتُ كل معلومة استخباراتية وردت خلال الساعات القليلة الماضية. لقد قرأت كل شيء»، وأضاف: «لا توجد معلومات مباشرة تربط بين ولي العهد والأمر بقتل جمال خاشقجي».
وبالعودة إلى مسألة الانسحاب الأميركي، أوضح بومبيو أن ذلك سوف يلحق ضرراً كبيراً بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح الحلفاء والشركاء في الشرق الأوسط، وشدد على أن السعودية قوة قوية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المشحونة بالصراعات، وتعمل على تحقيق الاستقرار في العراق، وساعدت اللاجئين السوريين، محذراً من أن الصين وروسيا تتنافسان لأخذ مكانة الولايات المتحدة، وإبرام اتفاقات عسكرية ونفطية.
وبعد انتهاء الجلسة المغلقة، صرح بومبيو بأنه أوضح لأعضاء الكونغرس أهمية مساندة جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث لجلب الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار في السويد، الشهر المقبل، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإلى إنهاء الحرب الأهلية في اليمن.
وقال بومبيو إنه جرت مراجعة استراتيجية شاملة للحرب «وقررنا أن أفضل طريقة للتقدم هي الحفاظ على عمليات مكافحة الإرهاب، ودعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام، ودفع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، من أجل دفع الأطراف لإجراء المحادثات».
وأوضح أن الولايات المتحدة تقوم بمهام حيوية في اليمن تتمثل في مساعدة السعوديين والإماراتيين في مكافحة إيران، ومواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، متابعاً: «هذا الصراع لم يكن اختيارياً للمملكة العربية السعودية، والتخلِّي عنه يعرض المصالح الأميركية للخطر».
وأوضح بومبيو أن إيران تريد خلق نسخة ثانية من «حزب الله» اللبناني في شبه الجزيرة العربية حتى يتمكن الملالي في طهران من السيطرة على التجارة البحرية من خلال الممرات المائية الاستراتيجية في مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، محذراً من أن نجاح إيران في تحقيق هذا الهدف سيكون سيئاً للولايات المتحدة والعالم.
وأشار بومبيو أيضاً إلى النفوذ الإيراني في سوريا، وتهديد إيران للمناطق السكنية السعودية بالصواريخ والطائرات دون طيار، والقوات البرية، وقال لأعضاء مجلس الشيوخ: «يتمثل الاهتمام بهذه المهمة الأولى في مواجهة طموحات إيران الإقليمية ومساعدة حلفائنا على حماية أنفسهم، وعلينا تقييد التوسع الإيراني في سوريا، وفي العراق، ومنع إيران من ترسيخ قدمها في اليمن».
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن مهمة الولايات المتحدة الثانية هي قطع رأس تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وسرد محاولات تنظيم القاعد في تنفيذ هجمات إرهابية، مثل قصف المدمرة «كول» عام 2000، ومحاولة الإرهابي النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير عبوة ناسفة على متن طائرة أميركية.
وحذَّر من أن اليمن موطن لـ«داعش»، وأن مجرَّد وجود بعض المئات من مقاتلي «داعش» يمكن أن ينمو بسرعة إذا انسحبت القوات الأميركية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى «داعش» آخر في اليمن، كما حدث في العراق وسوريا.
والمهمة الثالثة، كما حددها بومبيو، هي حماية الأميركيين العاملين في السعودية وحماية الممرات المائية الاستراتيجية في اليمن، مشيراً إلى تهديدات الحوثيين بتفجير ناقلات النفط السعودية بقوارب محملة بالمتفجرات، بما يحمل إمكانية استهداف السفن الأميركية التي تبحر عبر المضيق أيضاً.
وشنّ وزير الخارجية الأميركي هجوماً على إيران، وضخ الأموال لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وقال: «لقد أنفقت إيران مئات الملايين لدعم الحوثيين، ومنحت ما لا يقل عن 16 مليار دولار إلى حلفائها في سوريا والعراق واليمن لتقويض الديمقراطيات مثل الحكومة الوليدة في بغداد، ويستغل (الملالي) ثروات إيران لمصالحهم الخاصة».
وأشار بومبيو في مقاله المنشور صباح أمس (الأربعاء)، في «وول ستريت جورنال»، إلى أن الإدارة الأميركية توفر 131 مليون دولار مساعدات غذائية طارئة لليمن، بما يجعل إجمالي المساعدات الإنسانية الأميركية لليمن أكثر من 697 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية، وأشاد بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها السعودية، والتي بلغت 11 مليار دولار.
وشدد على أهمية التعاون مع قوات التحالف لمعالجة أوجه القصور في عمليات الاستهداف.
من جانبه، دافع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس عن دور الولايات المتحدة في اليمن، وشدَّد على أهمية الشراكة الوثيقة مع المملكة العربية السعودية. وفي مواجهة مطالب أعضاء في مجلس الشيوخ باتخاذ موقف إثر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قال ماتيس إن توقيت إصدار تصويت حول المشاركة الأميركية في اليمن غير مناسب.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».