الأمن المغربي يعتقل قياديا في تنظيم القاعدة بميناء طنجة

قدم من ليبيا عبر تونس.. وقضى أسبوعا في المغرب

الأمن المغربي يعتقل قياديا في تنظيم القاعدة بميناء طنجة
TT

الأمن المغربي يعتقل قياديا في تنظيم القاعدة بميناء طنجة

الأمن المغربي يعتقل قياديا في تنظيم القاعدة بميناء طنجة

اعتقل الأمن المغربي أول من أمس فرنسيا من أصل جزائري بتهمة الإرهاب، وذلك في ميناء طنجة - المتوسط، بينما كان يحاول مغادرة التراب المغربي.
وأشار بيان لوزارة الداخلية صدر الليلة قبل الماضية إلى أن الإرهابي المعتقل دخل المغرب قبل أسبوع قادما من ليبيا عبر تونس. ولم يكشف البيان عن الوجهة التي كان يقصدها المشتبه فيه بعد مغادرة المغرب.
وأوضح البيان أن التحريات الأولية تشير إلى أن المشتبه فيه له ارتباط بتنظيم أنصار الشريعة في ليبيا وبالتنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا والعراق.
وأشار البيان إلى أن المشتبه فيه سبق له أن قاتل ضمن صفوف «القاعدة» في أفغانستان وباكستان والبوسنة، وأخيرا ضمن صفوف «جبهة النصرة» في سوريا، التي كلفته «العودة إلى فرنسا لاستقطاب وإرسال مقاتلين جدد من أصول فرنسية وعربية لفائدة هذا التنظيم، وكذا تقديم الدعم المادي واللوجيستي اللازم».
وأضاف البيان أن «البحث أسفر عن معرفة أن المعني بالأمر التحق أخيرا بليبيا»، حيث كان على اتصال بقياديي الجماعة الإرهابية «أنصار الشريعة». وأشار بيان وزارة الداخلية أيضا إلى «أن البحث ما زال جاريا مع المعني بالأمر في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة».
ولم يكشف البيان إن كانت مهمة المشتبه به في المغرب وتونس تتعلق بتجنيد مقاتلين لفائدة «أنصار الشريعة» في ليبيا أم لفائدة «جبهة النصرة» في سوريا.
وعرفت ليبيا في الأيام الأخيرة معارك ضارية بين مجلس شورى ثوار بنغازي، الذي يضم تنظيم أنصار الشريعة وكتائب إسلامية أخرى، وبين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وسقط عشرات القتلى خلال هذه المعارك نهاية الأسبوع الأخير، ضمنهم أحمد الزهاوي شقيق أمير تنظيم أنصار الشريعة الشيخ محمد الزهاوي، الذي قتل ليلة السبت - الأحد الماضية. وذكرت تقارير أن «أنصار الشريعة» في ليبيا تسعى إلى استقدام مقاتلين أجانب ونقل ليبيا إلى وضع شبيه بالوضع السوري والعراقي. كما ترددت أخبار عن رجوع مقاتلين ليبيين من «كتيبة البتار» في سوريا إلى بلادهم والتحاقهم بتنظيم أنصار الشريعة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.