ليبيا: أبو سهمين يدافع عن تمديد ولاية البرلمان لتفادي «الفراغ الدستوري»

ليبيون يحيطون بحطام سيارة بعد انفجار قنبلة استهدفت نجل أحد الضباط في مدينة بنغازي أول من أمس (رويترز)
ليبيون يحيطون بحطام سيارة بعد انفجار قنبلة استهدفت نجل أحد الضباط في مدينة بنغازي أول من أمس (رويترز)
TT

ليبيا: أبو سهمين يدافع عن تمديد ولاية البرلمان لتفادي «الفراغ الدستوري»

ليبيون يحيطون بحطام سيارة بعد انفجار قنبلة استهدفت نجل أحد الضباط في مدينة بنغازي أول من أمس (رويترز)
ليبيون يحيطون بحطام سيارة بعد انفجار قنبلة استهدفت نجل أحد الضباط في مدينة بنغازي أول من أمس (رويترز)

تجاهل نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا، الاحتجاجات الشعبية على قرار «المؤتمر» تمديد فترة ولايته للعام المقبل، ودافع عن هذا القرار بعده يضمن عدم حدوث ما وصفه بـ«فوضى أو فراغ دستوري في البلاد».
وقرر «المؤتمر»، الذي يعد أعلى سلطة تشريعية في ليبيا، بأغلبية كبيرة، في جلسة مثيرة للجدل عقدها قبل يومين بمقره في العاصمة الليبية طرابلس، تمديد فترة ولايته القانونية إلى نهاية عام 2014، علما بأنه كان من المفترض أن تنتهي رسميا في شهر فبراير (شباط) المقبل وفقا للإعلان الدستوري الذي أصدره المجلس الوطني الانتقالي السابق الذي تولى السلطة عقب الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وكان «تحالف القوى الوطنية»، الذي يقوده الليبرالي الدكتور محمود جبريل، قد أعلن رفضه تمديد زمن حكم «المؤتمر الوطني» يوما واحدا، بينما التزم حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الصمت ولم تصدر عنه أي بيانات مؤيدة أو معارضة للتمديد.
وخرجت مظاهرات محدودة في طرابلس وبنغازي بالمكانس احتجاجا على هذا التمديد، لكن أبو سهمين تجاهل هذه الاحتجاجات، وقال في كلمة متلفزة وجهها مساء أول من أمس إلى الشعب الليبي، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لاستقلال ليبيا، «إن (المؤتمر) شكل لجنة لوضع خارطة طريق لاستكمال المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة للهيئة التشريعية المقبلة وفق تواريخ محددة بشكل يضمن عدم حدوث فوضى أو فراغ دستوري في البلاد».
وبعدما دعا إلى «وحدة الصف والتسامي عن الضغائن والأحقاد وتجذير قيم الصفح والتسامح والتأسيس لدولة القانون والمؤسسات»، شدد أبو سهمين على «ضرورة توفير المناخ الملائم لقيام حوار وطني شامل بعيدا عن الإقصاء لصياغة مشروع مجتمعي قائم على استقلالية القرار السياسي والتداول السلمي للسلطة، وحرمة الدم الليبي».
وأشار إلى قانون العدالة الانتقالية الذي أصدره «المؤتمر الوطني» وقال إنه «سيمهد لمشروع المصالحة الوطنية بعد استيفاء الحقوق عبر قضاء عادل نزيه»، مؤكدا «ضرورة أن يتبوأ الإسلام مكانته اللائقة في صياغة الدولة والمجتمع، وأن تكون الشريعة الإسلامية مصدر التشريع وكل ما يخالفها يعد باطلا».
كما حث أبو سهمين، الليبيين على المشاركة الواسعة في انتخاب لجنة الستين لصياغة مشروع الدستور بعدها أبرز استحقاق أمامهم ويرتبط بنجاحها مستقبل البلاد وسيقطع الطريق أمام من يحاول ضرب أهم إنجازات ثورة السابع عشر من فبراير عام 2011.
كما طالب مواطنيه بالمساهمة مع «المؤتمر» والحكومة في معركة البناء والانتقال بالبلاد من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم في تأسيس دولة دستورية ونظام يعلي كرامة الإنسان ويجعله المحور الأساسي في كل مشاريع التنمية..
من جهة أخرى، أعلن مكتب أبو سهمين تلقيه دعوة من رئيس البرلمان الإيراني للمشاركة في مؤتمر الدول الأعضاء الإسلامية الذي ستستضيفه العاصمة الإيرانية طهران خلال الفترة المقبلة.
والتقى أبو سهمين، أمس، سفير إيران المعتمد لدى ليبيا حسام أكبري، الذي سلمه دعوة من رئيس البرلمان الإيراني الدكتور علي لاريجاني للمشاركة في مؤتمر الدول الأعضاء الإسلامية الذي ستستضيفه العاصمة الإيرانية طهران خلال الفترة المقبلة، بينما أكد أكبرى حرص بلاده على تقديم الدعم والمساندة في المجالات كافة للمساهمة في بناء ليبيا الجديدة.
من جهة أخرى، كشفت الحكومة الانتقالية، برئاسة علي زيدان، النقاب أمس عن موافقتها على منح وزارة الدفاع الليبية الإذن للتعاقد على صفقة طائرات جديدة.
ولم يوضح نص القرار الذي بثه الموقع الإلكتروني للحكومة على شبكة الإنترنت أمس، قيمة هذه الصفقة ولا نوع الطائرات، وإن كان يعتقد على نطاق واسع أنها ستتضمن دفع مليارات الدولارات مقابل حصول سلاح الجو الليبي على طائرات مقاتلة من فرنسا وروسيا.
إلى ذلك، عينت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد جمال الزهاوي آمرا لكتيبة شهداء الزاوية بسرت خلفا للعقيد صلاح أبو حليقة الذي لقي مصرعه إثر حادث سير بمنطقة أبو قرين مطلع الشهر الحالي.
في غضون ذلك، بدأ وفد كبير من حكماء ليبيا بالمنطقة الغربية ولجنة تقصي الحقائق ولجنة المصالحة الوطنية لنزع فتيل الاقتتال بين قبيلتي الزوية والتبو، مساعي للمصالحة بين الطرفين، حيث التقى الوفد ممثلي القبيلتين، كما زار موقع السرير حيث الاعتصام ومكان الاشتباك بين القبيلتين.
وأعلن عبد الله مصطفى، مسؤول شؤون التربية والتعليم بالكفرة في جنوب ليبيا، توقف الدراسة في المدينة أمس نظرا للأوضاع الأمنية بالمدينة، بينما تمكنت الأجهزة الأمنية بمدينة أجدابيا من إبطال مفعول قنبلة كانت موضوعة تحت مقعد سيارة مواطنة.
من جهة أخرى، نفى ياسين حماد، مدير ميناء الحريقة النفطي، أن تكون إحدى ناقلات النفط قد تعرضت لأي اعتداء أو إطلاق نار، لافتا إلى أن الإجراءات الفنية والأمنية تجري حاليا لاستقبال الناقلة البالغ حمولتها (600) ألف برميل من النفط الخام.
وأوضح أن إدارة الميناء تنتظر التعليمات من الجهات الأمنية صاحبة الاختصاص في حماية وتأمين المنشآت النفطية وحماية دخول وخروج الناقلات النفطية من وإلى ميناء الحريقة، ونقلت عنه وكالة الأنباء المحلية قوله: «إن الناقلة موجودة حاليا بمنطقة المخطاف قبالة الميناء النفطي بمسافة (10) أميال، وإن هناك تنسيقا مع آمر المنطقة العسكرية بطبرق بخصوص السماح للناقلة بالدخول لميناء الحريقة من عدمه، بعد اتخاذها الاحتياطات الأمنية اللازمة لحماية الناقلة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.