فينيسيا، إيطاليا
ثمة علاقة وطيدة بين الرومانسية وهذه المدينة الإيطالي التي بنيت على الماء. وما يزيدها سحراً أن بمقدورك زيارتها باستخدام الغندول، وهو عبارة عن قارب صغير يجري تسييره من قبل سائقين متخصصين يعملون في الوقت ذاته مرشدين سياحيين.
من بين المحطات التي لا تفوت السائح أثناء رحلته بالغندول، «غراند كانال»، نظرا لجمالها وما تتضمنه من فنادق ومطاعم فاخرة وبنايات ملونة مطلة على الماء مباشرة. وبوجه عام، تعتبر المنطقة بأكملها تحفة معمارية. كما تكشف المنطقة الأهمية الكبيرة التي اتسم بها النشاط التجاري في حياة المدينة فيما مضى، ما وضعها في مصاف أكثر المدن الإيطالية ثراءً.
جرى بناء فينيسيا، أو البندقية، على مجموعة تزيد على 100 جزيرة صغيرة تربطها ببعضها البعض سلسلة من الجسور، يظل أشهرها «جسر ريالتو». أما في قلب فينيسيا، ميدان سانت مارك البالغ طوله 180 متراً، فستكون بانتظارك تجارب ثقافية وترفيهية متنوعة. ويضم الميدان بعض أجمل وأهم الأماكن على مستوى المدينة، مثل كنيسة سان ماركوس والبرج المميز لها الذي يبلغ ارتفاعه 98.6 متر. عند صعوده، ستستمتع بمشهد بانورامي لا مثيل له. وقد سبق وأن لعب هذا البرج دوراً محورياً في الملاحة. وتشتهر المدينة أيضاً ببرج الساعة وقصر دوجي ومتاحف أخرى.
ناميبيا
هنا، تبدو النجوم أكبر وأقرب. ومع أن السماء تبدو داكنة بدرجة أكبر عن المألوف، فإنها في الوقت ذاته أكثر سحراً، خصوصا في الجزء الواقع في جنوبها. فهو واحد من الأماكن التي يتعذر وصف جمال السماء والنجوم فيه بالكلمات، الأمر الذي يُفسر إعلان المنطقة أول محمية دولية للسماء المظلمة في أفريقيا.
في نامبيراند بصحراء ناميبيا، هناك الكثير من النشاطات المرتبطة بالنجوم، منها زيارة المرصد الخاص القائم هناك والاستماع لخبراء يتحدثون عن النجوم. وتقع المنطقة على مساحة 215.000 هكتار تتميز أيضا بالرمال بدرجات ألوان تتنوع ما بين الأحمر والبرتقالي والرمادي والأبيض، بينما تقف في الخلفية جبال بُنية تغطيها بعض الأشجار ذات اللون الأخضر الداكن، وتزدان بكثبان صفراء.
إضافة لكونها أحد أفضل الأماكن لمشاهدة النجوم، تعتبر المنطقة محمية طبيعية للحيوانات تعيش بها مئات الأنواع بحرية. ومن البديهي أن تشاهد هنا الزرافات والحمير الوحشية والفهود والأسود ووحيد القرن وغيرها. ومن الممكن تنظيم رحلات سفاري والاضطلاع بنشاطات مغامرات أخرى وركوب منطاد يطير بالهواء الساخن، بجانب الاستمتاع بالإقامة في أحد الفنادق الفاخرة التي جرى تعديلها لتتواءم مع البيئة المحيطة وتعكس التصميمات والطرز المميزة للقبائل المحلية.
كابو سونيون، اليونان
في الأساطير اليونانية، استحوذ بوسيدون إله البحر على جميع الأماكن الرائعة. إلا أن أجملها ربما كان كابو سونيون، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً من أثينا، عاصمة اليونان. تقع كابو سونيون على رأس جبل يطل على بحر إيجة، ويبدو المشهد من أعلى كما لو أنه يُطل على محيط. ومن السهل أن يقضي الزائر ساعات وهو يستمتع بمنظر البحر وصور الجمال الطبيعي المحيطة به، من دون أن يشعر بمرور الوقت.
ومن الممكن النظر إلى كابو سونيو، أو معبد بوسيدون، باعتبارها نسخة صغيرة من معبد البارثنيون المهيب في أثينا. ومن المعتقد أن تاريخ بنائه يعود إلى العام 440 قبل الميلاد، ولا يزال الموقع يضم 15 عموداً مصنوعة من المرمر الأبيض، علاوة على بعض أروع قطع العمارة اليونانية. ومن خلال الأطلال القائمة هنا والخاضعة لحماية مشددة، باستطاعة الزائر تخيل ما كانت عليه الحياة قبل مئات السنوات. ما يضفي على المنطقة أجواء رومانسية لحظة الغروب التي تشتهر بها على مستوى العالم.
فسحرها يتجلى عندما تتوارى الشمس في الأفق مخلفة آثارا من البرتقالي والأحمر والأصفر على جنبات السماء.