البرلمان العراقي يصوت اليوم على الحقائب الثماني المتبقية في حكومة عبد المهدي

«المحور الوطني» يهدد بعرقلة التصويت على المرشح لـ«الدفاع» العراقية

TT

البرلمان العراقي يصوت اليوم على الحقائب الثماني المتبقية في حكومة عبد المهدي

فيما أعلنت الدائرة الإعلامية للبرلمان العراقي أمس أن جلسة البرلمان اليوم ستكرس للتصويت على المرشحين للوزارات الثماني المتبقية في حكومة عادل عبد المهدي، هدد المحور الوطني (الكتلة السنية المنضوية ضمن تحالف البناء) بعرقلة التصويت على مرشح وزارة الدفاع، التي وصل عدد المرشحين لها إلى 28 مرشحا.
وقال رئيس الكتلة في البرلمان العراقي أحمد عبد الله الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم يتسلم من المحور الوطني أي اسم لوزارة الدفاع بينما نحن الكتلة التي تمثل المكون السني لأن الوزارات السيادية تم تقسيمها على أساس المكونات». وأضاف الجبوري: «هناك أسماء تم تقديمها إلى عبد المهدي من قبل الدكتور إياد علاوي غير أن الأسماء المطروحة لم يجر التفاهم بشأنها مع النواب الذين يمثلون المكون السني وبالتالي فإنهم لا يمكن أن يمضوا»، كاشفا عن وجود «جهات متنفذة تسعى إلى فرض أسماء معينة لأهداف خاصة بها».
وأوضح الجبوري: «إن ما يجري في الغرف المغلقة غير ما يتم تداوله في العلن أو عبر وسائل الإعلام وكل ذلك يجري بتأثير الوصاية الخارجية التي لا تزال تفرض رؤيتها على القرار العراقي». وحول ما إذا كان موقف كتلة المحور الوطني ينسحب على المرشح لوزارة الداخلية أيضا، قال الجبوري: «الكتلة لن تصوت على كلا المرشحين».
من جهته، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان عن المحور الوطني، محمد الكربولي، أن السبب الحقيقي الذي لا يزال يحول دون حسم مرشح حقيبة الدفاع هو «ضلوع بعض كبار قادة العمليات والجيش في تعاملات فاسدة لعرقلة وصول الكفاءات العسكرية العراقية التي رشحناها للمنصب، خوفاً من توقف الإتاوات التي يجبونها من قواطع العمليات». وأضاف الكربولي: «حذرنا في وقت مبكر من عدم جدوى وجود قيادات عمليات عسكرية في المدن».
في السياق نفسه، أكد النائب عن كتلة المحور الوطني عبد الله الخربيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف أغلبية كتلة المحور الوطني الساحقة هي رفض التصويت على المرشحين للحقائب الأمنية بسبب الغموض الذي بات يكتنف الوضع»، مبينا أن «الجميع ينتظر موقف رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي هو عضو بكتلة المحور الوطني الذي يجري تفاهمات مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بشأن الموقف النهائي».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هناك خلاف بين المحور الوطني وكتلة البناء يقول الخربيط «ليس هناك خلاف مع البناء بل إن تغريدة السيد مقتدى الصدر الموجهة ضد قيادات في المحور السني رصت صفوف كتلة المحور الوطني أكثر كما نتج عن ذلك تفاهم أكبر مع البناء».
في السياق ذاته، أكد تحالف «سائرون» أن القوى السياسية ما زالت مستمرة بالتفاوض مع رئيس الوزراء بهدف إكمال الكابينة الوزارية. وقال النائب عن التحالف سعران الأعاجيبي في تصريح إن «مجلس النواب لم يحدد عقد جلسته إلى هذه اللحظة، بهدف إعطاء فرصة أكبر لرئيس الوزراء للتفاوض والحوار مع قادة الكتل السياسية». وبين الأعاجيبي أنه «وفق المعلومات التي وصلت إلينا من بعض قادة الوفود التفاوضية، فهناك إمكانية كبيرة أن يقدم عبد المهدي غدا (اليوم) بقية حقائب كابينته الوزارية إلى مجلس النواب بهدف التصويت عليها». وأوضح أن «النواب لم يعرفوا المرشحين إلى الوزارات الثماني الشاغرة، ففي كل لحظة يتغير مرشح ويأتي واحد آخر»، منوها إلى أن «حسم المرشحين سيكون قبل موعد الجلسة بساعات قليلة جداً».
من جهته، أكد صالح المطلك زعيم جبهة الحوار الوطني المنضوية ضمن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي أن «الجبهة لن تكون جزءا من حكومة تؤسس على صفقات لشراء المناصب». وقال المطلك في بيان أمس إن «ما يجري خلف الكواليس أمر مريب وينبئ بمستقبل مخيف للبلاد» داعيا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى أن «يتجاوز الأخطاء التي حصلت في بداية تشكيل حكومته وأن لا يستجيب لضغوط الفاسدين». وأوضح المطلك أن «هناك شراهة في موضوع التسابق على شراء المناصب وتغيير بوصلة الحكومة الجديدة نحو مؤسسات الفساد التي تهدد أمن وسلامة البلاد»، وعد ذلك «صفحة جديدة ووجهاً آخر لـ(داعش) لإفراغ العراق من محتواه التاريخي والاجتماعي».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».