الوضع في إدلب وتشكيل «الدستورية» على رأس جدول أعمال جولة آستانة

TT

الوضع في إدلب وتشكيل «الدستورية» على رأس جدول أعمال جولة آستانة

أعلنت «الخارجية» الكازاخية، أمس، أنها أنجزت ترتيبات عقد جولة المفاوضات الجديدة في «مسار آستانة» التي تبدأ أعمالها غداً وتستمر يومين. وأكدت الوزارة أن كل الأطراف المدعوة أبدت استعداداً للحضور، خصوصاً وفد المعارضة الذي سيرأسه رئيس الحكومة المؤقتة السابقة أحمد طعمة. وقطع هذا التأكيد شكوكاً سادت باحتمال أن تقاطع المعارضة المسلحة هذه الجولة من المفاوضات.
وأفاد بيان أصدرته الخارجية الكازاخية بأن كل الأطراف الذين تمت دعوتهم للجولة الجديدة في آستانة «أكدوا مشاركتهم في أعمالها»، وزاد أن المعارضة السورية ستمثل بوفد قوامه 13 شخصاً يمثلون عدداً من الفصائل المسلحة وغالبيتهم شاركوا في جولات سابقة.
وقال وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف إن بلاده تتوقع حضور وفد يمثل الأمم المتحدة، لكنه قال إن مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا «غير بيدرسن» لم يحدد بعد مستوى المشاركة. علماً بأن المبعوث الدولي المستقيل ستيفان دي ميستورا كان حضر الجولات السابقة بصفة مراقب.
وكانت آستانة لمحت في وقت سابق إلى احتمال توسيع الحضور الإقليمي والدولي في هذه الجولة عبر توجيه الدعوة إلى عدد من بلدان المنطقة للمشاركة، لكن هذا المسعى لم يكلل بالنجاح، كما بدا من تأكيد الخارجية الكازاخية أن الدول المشاركة هي البلدان الضامنة مسار آستانة (روسيا وتركيا وإيران)، بالإضافة إلى الأردن الذي دعي إلى جولات سابقة بصفة مراقب. في حين لم تتضح تفاصيل عما إذا كانت واشنطن تنوي المشاركة، علما بأنها تغيبت عن جولتين سابقتين.
وذكر مسؤول مخول في الخارجية الكازاخية أن التركيز سوف ينصب على الوضع في إدلب، ومسار تشكيل اللجنة الدستورية، ومبادرة روسيا لعودة اللاجئين، مع الحاجة إلى توفير الظروف على الأرض لهذه العودة من خلال إطلاق مشروعات تأهيل البنى التحتية في القطاعات اللازمة لتوفير عودة سلسلة للاجئين.
وزاد أن جولة آستانة سوف تشهد انعقاد الجلسة السادسة لفريق العمل الخاص بقضايا الرهائن والأسرى وتسليم جثث القتلى لذويهم والبحث عن المفقودين، وقال إن هذه الجولة سوف تعقد بمشاركة ممثلين عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
في غضون ذلك، دافع رئيس وفد فصائل المعارضة المسلحة أحمد طعمة عن قرار المشاركة في هذه الجولة بعد تلويح فصائل عدة بالمقاطعة، وقال في حديث إلى شبكة «سبوتنيك» الحكومية الروسية، إن «هذه المنصة تمثل المسار الفعال الوحيد حاليا في جهود حل الأزمة السورية».
وأعرب طعمة عن الأمل في أن تتم حلحلة موضوع الثلث الثالث من اللجنة الدستورية و«الوصول إلى توافق بهذا الصدد» خلال المفاوضات المقبلة من مسار آستانة.
وزاد أن «هذا شيء بالغ الأهمية، خصوصا في (مسار آستانة) باعتباره المسار الفعال الوحيد حاليا»، مضيفا أن تشكيل اللجنة الدستورية سيكون بين أبرز الموضوعات التي ستتم مناقشتها لتذليل الخلافات القائمة حول الجزء الثالث من التمثيل داخل اللجنة الدستورية. علما بأن الحكومة والمعارضة كانتا سلمتا دي ميستورا في وقت سابق لائحتين بأسماء مرشحي الطرفين إلى اللجنة الدستورية، فيما تواصل الخلاف حول اللائحة الثالثة التي كان يجب أن تقترحها الأمم المتحدة من بين شخصيات مستقلة وكفاءات قانونية. وكان اجتماع الحوار السوري في سوتشي مطلع العام أقر تقسيم اللجنة الدستورية إلى 3 أجزاء متساوية يضم كل منها 50 شخصا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.